صحيفة المثقف

فنتازيا العلاقة بين مسرحية فاوست واتفاقية بن زايد مع نتنياهو

بكر السباتينساحل عمان المتصالح ( الإمارات العربية) تفجر مفاجأة شيطانية في وجه الضمير الإنساني بالاستقواء على الضحية من خلال ربط مصيرها ومصير شعبها المغبون بعقد تطبيعي مع الاحتلال الإسرائيلي الزائل.. ألا يذكركم هذا بمسرحية فاوست للشاعر الألماني جوته.. حينما يقايض أمراء الإمارات التطبيع باستجداء عمر مديد تضمنه الصهيونية.. وفاوست بطل المسرحية الأشهر فعل ذلك ووقع عقده مع الشيطان كما روت عن ذلك المسارح في كل أنحاء العالم وعبر التاريخ.. واليوم تعاد الكرة من جديد في الأمارات من خلال اتفاقية مشؤومة بدأت فصولها على مرأى ومسمع العالم في المسرح السياسي الذي يشهده العالم..

وتجدر الإشارة إلى أن فاوست هي خرافة قديمة تحكي عن شخص يدعى (فاوست) ورث عن عمه أموالاً، وتعلم كل ما أمكنه من علوم زمانه، وهذا قريب الشبه بالقيادة الإماراتية التي ورثت "ساحل عمان المتصالح" واستملكت الثروات التي في باطنه.. ولكن فاوست بعد أن ادركه الكبر اعتقد أن كل ما أخذه من علم لا نفع له،وكأننا بالقيادة الإماراتية تشعر بأن الثروات المتراكمة لم تحقق المتعة المطلوبة لحامل الصولجان.. فسعى الأمراء إلى امتلاك السلطة والمال والتأله على هذا الأساس.. واعتبار الشعب مجرد "جويم" وفق الديانة اليهودية.. فندم فاوست على سنوات شبابه الذي أضاعها ولم يقضيها في متعته، فظهر له الشيطان (مفستوفيليس) يقايض روحه وجسده على أن يمده بأربع وعشرين سنة وهو في شبابه، وهو ما فعله كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي وعد بضمان وصول ولي عهد الإمارات إلى سدة الحكم بشرط تحويله إلى مخلب صهيوني.. يعوث في المنطقة العربية فساداً.. وها هو فاوست يقتنع بما عرض عليه الشيطان فمضى في سبيل الشر فقتل وفسق ووقع في كل رذيلة أمكنه فعلها.. هذه مقارنة موضوعية ومنصفة فالعبث بالحقوق الفلسطينية تسترعي مثل هذه المواجهة الثقافية والساكت عن الحق شيطان أخرس.

النهاية ستأتي حينما تطالب الصهيونية بحقوقها المشروعة وفق بيانات الاتفاق المبرم مع الإمارات برعاية أمريكية.. فإذا جاء أمير يؤمن بحقوق العباد ويراعي ضميره غير أبه بالطاغوت الأمريكي فإنه سيستلهم القوة من عشقه للحرية ويدوس على ميثاق الشر المبرم مع الشيطان وإلا فنهاية الإمارات ستتجلى في أن تصبح حديقة خلفية للكيان الإسرائيلي الزائل.

وهي خيارات تنبأ بها غوته في مسرحية فاوست، ففي هذه المسرحية عشق فاوست مارجريت (وتُعرف أيضاً باسم جريتشن)، وعندما عرض عليه الشيطان النساء رده رداً عنيفاً قائلاً بأنه لا يريد سوى مارجريت المرأة التي أحبها. في الخاتمة تبع غوته منهج ليسنج فعندما أتى الشيطان ليأخذ حقه من الاتفاق في النهاية أتاه صوتاً من السماء قائلاً «لن تفلح فيما تريد» ويُكتب الخلاص لفاوست ومارجريت.. فأي صوت سيأتيك من السماء يا ولي عهد الإمارات! هاتف ينقذ بلادك أم نعيب الغربان! أما القضية الفلسطينية فقد خاب من يظن أنه قادر على وأدها.. خاب ولو وقف من ورائه كل طغاة العالم. فلسطين حرة حتى تعود لأصحابها..

 

بقلم بكر السباتين

14 أوغسطس 2020

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم