صحيفة المثقف

نترات امونيا في بلاد العرب

كاظم الموسويهزت تفجيرات مرفأ بيروت المشاعر والخواطر وفتحت ابواب حزن والم ودعاء. حصلت يوم 4/8/2020 ومازلنا نقرا عنها الكثير في وسائل الاعلام والاتصال واحاديث الساسة والمنتهزين لمثل هكذا فاجعة،والمؤلم فيها تضارب الاراء والاخبار، مما يؤكد مشاركة غير قليلة فيها، بتعمد او لخلط الاوراق وتضييعالحقيقة، او لجهل وحماس ومباهاة مخجلة. حتى اصبح المنشور عنها اكثر من سرديتها واكبر من وقتحدوثها..

والمعروف العام انها باخرة محملة بنترات الامونيوم حجزت في ميناء بيروت عام 2013 وحفظتمحتوياتها في الحاويات/ الصوامع في الميناء وحولها خزنت متفجرات وغيرها، وهي مادة خطيرة قابلةللانفجار اذا توفرت لها عوامل التفجير، وما حصل بعدها في ذلك اليوم بات معلوما، فكيف صمتت كلالدوائر والمؤسسات الحكومية والامنية عليها وانتظرت تفجيرها بهذا الشكل والحجم، هيروشيما اخرىبعد خمس وسبعين عاما، لاحياء ذكراها واعادة تجريبها. هل يمكن تصديق كل ما ينقل وينشر ويسربويكشف ويتبادل فيه سرا وعلنا؟.

حصل ما حصل في بيروت، وتشابكت الخيوط فيه وعليه، بين المخطط والمرسوم والمجهول والمعلوم،والكارثة اكبر من اسمها، بشرا وعمرانا واقتصادا واستقرارا وسيادة وامنا.. ونبهت اليها ومنها ينبغيالحذر والحيطة.

في عدن مثلها، حاويات في الميناء فيها ضعف مما في حاويات بيروت، والسؤال واحد، كيف وصلتوخزنت وتركت؟ وقبله وبعده السؤال الاهم؛ من وراء ذلك؟

كتب الصحافي من عدن فتحي بن لزرق (7 آب/ اغسطس 2020) منبها ومحذرا، وموضحا، "تتواجدفوق رصيف ميناء عدن للحاويات اكثر من 130حاوية سعة 40 قدم محملة نترات الأمونيوم ومحتجزة منذ3 سنوات. تم احتجاز هذه الكميات بحجة انها ممنوعة من دخول البلد لكنها تركت في مكانها منذ3سنوات ودونما اي معالجات حتى اليوم. الكمية الموجودة في ميناء عدن هي تقريبا 4900طن بينماالكمية التي انفجرت في ميناء بيروت 2750 طن فقط. اي بما معناه ان الكمية في عدن ضعف الكميةالتي انفجرت في بيروت الامر الذي يعني ان نشوب اي حريق او تفجير فيها سينهي مدينة عدن عنبكرة ابيها.

انقل هذه المعلومات على مسؤوليتي الشخصية واطالب نيابة عن اهالي مدينة عدن بنقل هذه الحاوياتالى خارج مدينة عدن على وجه السرعة وقبل ذلك وضع حراسة مشددة على هذه الحاويات ومنعالاقتراب منها. واضاف؛ ترددت كثيرا في الكتابة حول هذا الامر لكن الرياح العاتية التي ضربت عدنمساء امس  وتساقط بعض الحاويات من مكانها دفعني للتعجيل بكتابته. لا اقصد من هذا المنشور بثالرعب او اخافة احد لكنني انقله تداركا للأمر ومحاولة لحث المعنيين لمعالجة هذا الامر على وجه السرعةلكي لا نفيق على كارثة."

ونشر مراقب سياسي من العراق، دون ان يكشف عن اسمه، عن مثلها ايضا.. تحت عنوان: *احذرواالكارثة.. بغداد فوق صاعق قنبلة ذرية موقوتة* محددا اماكن الخطر المبيت وشارحا تفاصيل مثيرة، لاتثير الانتباه وحسب وانما تبين ما بعده. فذكر اولا؛ قاعدة فكتوري الامريكية الملاصقة لمطار بغداد الدوليتماما، اي في قلب العاصمة، 11 مستودع ذخيرة تشغل مئات الدونمات، وتضم آلاف أطنان الموادالكيميائية من مادة (سي فور) شديدة الانفجار و(نترات الامونيا) ومواد كيماوية أخرى مجهولة محفوظةبحاويات، بجانب اكداس هائلة من صواريخ الطائرات والقذائف والذخائر المختلفة، ومعظمها مخزنة منذدخول القوات الامريكية للعراق 2003، واضاف بانه يعتقد ان بعضها قذائف برؤوس كيماوية عثرت عليهاالقوات الامريكية من مخازن للحرس الخاص والجمهوري قبل 2003.

وحذر من ان كل هذا الخزين- بحسب خبراء- لو تعرض لأي تفجير من شأنه أحداث عصف يوازي قوةقنبلة ذرية، ويتسبب بدمار كامل ل35٪ من بغداد، ودمار جزئي ل40٪ من العاصمة، والتسبب بمقتلمابين 450-500 ألف عراقي، وإصابة اكثر من مليونين، وقد تكون الكارثة أعظم بكثير إذا ما تسببالعصف بانفجار مصفى الدورة الذي يعد أقرب منشأة اقتصادية حيوية للمطار ويحتوي ملايين لتراتالوقود.

واشار الى ان أمريكا تحتفظ بكل هذا الخزين في قلب العاصمة دون اكتراث لخطورته الكارثية علىحياة سكان بغداد، ورغم مرور 9 أعوام على قرار انسحابها في 2011، لكنها رفضت سحب ترسانتهاالكيماوية والتدميرية من جوار مطار بغداد.

واضاف ثانيا؛ قاعدة التاجي المحاطة بمدن سكنية فيها مخازن سلاح وذخيرة هائلة للامريكان، وثالثا ؛السفارة الأمريكية التي تتوسط قلب العاصمة بغداد، وتعد أكبر سفارة في العالم، تضم مايفوقإمكانيات فرقة عسكرية، وترسانة أسلحة لاتقل خطورة تدميرية عما في قاعدة فكتوري، خاصة بعد نشرمنظومة (سي رام) الصاروخية داخل السفارة.

ومهما كانت الارقام والتوقعات والاوصاف لها دقيقة او متقاربة فان هذه المخازن القريبة من السكان، بماتحتويه وباية كميات، ستحدث أضرارا خطيرة وكبيرة في حالات التفجير ولأي سبب، كوارث لا تعد ولاتحصى، او لا يعرف ما تؤول اليه او ما تترك من نتائج وعواقب وتداعيات.

وبالتاكيد، ودون شك، توجد امثالها في اكثر من ميناء او معسكر قرب المدن العربية الاخرى ولم يجرالانتباه له، او التنبيه منه وكأن الجهات المسؤولة في هذه البلدان والاماكن تتنظر يوم الرابع من اب/ اغسطس اللبناني في بلدانها.

ان الوطن العربي في حالة حرب متصاعدة منذ قيام الكيان الاسرائيلي وتأسيسه في قلبه لتمزيقهووضعه تحت هيمنته واسياده، حتى مع البلدان التي وقعت معه ما سموه بمعاهدات سلام، وكل تاريخهذا الكيان حروب وتهديدات، وانتهاز فرص العدوان او الحث والدس على التخريب والتدمير، وكلاستراتيجيات القوى الدولية الكبرى حمايته ونهب البترول والغاز والتحكم في مصيرهما وحكام بلدانه،ولهذا فان ما حصل في بيروت ينبغي ان يكون جرس الانذار الاول والاخير، ولات ندم بعده..

 

كاظم الموسوي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم