صحيفة المثقف

ماذا يحدث في منطقتنا؟

اياد الزهيريعاملان أساسيان ساهما بجعل منطقتنا تعيش على صفيح ساخن، هاذان العاملان هما النفط وأمن أسرائيل. النفط الذي يمثل سلعه أستراتيجيه يتصارع عليها الكبار بالسيطره عليه، لان من يسيطر على النفط يسيطر على أقتصاد العالم، ومن يسيطر على أقتصاد العالم يسيطر على سياسة العالم، وهذه علاقه جدليه يفهمها خبراء الأقتصاد السياسي أكثر من غيرهم. من المعروف أن المذهب الأقتصادي الرأسمالي يقوم على أساس الأستيلاء على ثروات الشعوب كماده أوليه لأدامة صناعته، والاستيلاء على أسواق الشعوب لأدامة تصريف أنتاجه، وهذا سبب الأستعمار الغربي لمنطقتنا العربيه منذ بداية القرن الماضي وليومنا هذا، عملت الدول الأستعماريه على تغذية الصراعات الطائفيه والسياسيه والحزبيه بين هذه البلدان، من أجل أضعافها وخلق الأزمات فيها وبالتالي أنهاكها ودوام الهيمنه عليها، وهذا سر ما يحصل الآن فيها . طبعاً أن ما يحصل ليس نتيجه لما يريد ويخطط له الغرب وحده، بل هو أيضاً نتيجه لوجود الخونه من السياسيين بيننا، هذا من جانب، ومن جانب أخر أن ما نعانيه من أضطرابات سياسيه، ومن صراعات بينيه على النفوذ، وبذرائع مختلقه من طائفيه وقوميته وعقائديه تكون وراءها قوى من أبرزها أسرائيل، الغرض منه أضعاف المنطقه أقتصادياً عبر أستهلاك ما جنته من ثرواتها الطبيعيه وخاصه النفط والغاز، وأعيائها نفسياً، أملاً بالوصول لحالة العجز ومن ثم الأستسلام لمخططاتها، وأقناع هذه الشعوب المنهزمة والجائعه، بأن حلول أمريكا وأسرائيل هي المنقذ، وهي حبل النجاة لهم . أن ما أريد أن أصل اليه هو معرفة القاريء سبب ما يحدث في لبنان وسوريا والعراق خاصه . فلبنان تمثل عامل مهم لأمن أسرائيل، لانه يقع على حدودها الشماليه، فيها فصيلين مهمين صديقين لأسرائيل، واحد علني وهو حزب الكتائب اللبناني وآخر في طور التطبيع السري وهو تيار المستقبل الذي يقوده الحريري الأبن والمرتبط بالسياسه الخليجيه، وهناك تيار شيعي جنوبي وعلى رأسه حزب الله معارض للتطبيع مع أسرائيل، هنا يجب معرفة سر الصراع الذي تغذيه أسرائيل بين جبهتين متخاصمتين، هما الكتائب اللبناني المسيحي وتيار المستقبل السني، وحزب الله الشيعي من جهه ثانيه، هنا عملت أسرائيل على خط الأزمه في لبنان، فمرة تغذي الحرب المسلحه بينهم، ومرةً تشجع قيام التظاهرات ضد بعضهم، ومرةً توقظ الصراع المذهبي والديني بينهم، أملاً في تفاقم الأزمه التي تنعكس على الأقتصاد اللبناني الضعيف أصلاً، وما التفجير الأخير الا حلقه في رفع درجه الأزمه الماليه في البلد، وخاصه في زيادة أنهيار الليره اللبنانيه لكي يلقي بأثره السيء على مستوى المعيشه للمواطن اللبناني، أملاً بالوصول بالمواطن اللبناني الى حد التذمر من الوضع الأقتصادي وبالتالي بالأنفجار بوجه حزب الله وذلك عن طريق أقناع أنصار وأصدقاء حزب الله عن طريق الأعلام المضلل، بأنه هو السبب الأساسي في كل ما يحصل في لبنان من تدهور أمني وأقتصادي، حتى ينقلبوا على الحزب، وبالتالي صناعة تكتل جنوبي ينضم لتياري الكتائب والمستقبل للسير سويتاً في طريق التطبيع مع أسرائيل، وهنا تؤمن من خلال ذلك أسرائيل حدودها الشماليه. أما ما يحدث في سوريا، وصناعة داعش فيها، وتغذية التيارات المتطرفه بها، كان الغايه منها، أزالة نظام عنيد معارض للأنظمام لباقي الأنظمه العربيه من أمثال مصر والأردن ودول الخليج التي تدور في فلك التطبيع مع أسرائيل، فرأت أسرائيل بخلق ضد نوعي متشدد مقابل النظام السوري أفضل لها من أن تدخل في حرب مباشره معه، وهنا أستخدمت أسرائيل طريقة الحرب بالنيابه، ونجحت بالاقل في أضعاف سوريا وتقويض قدراتها المسلحه، وجعلته نموذج تخوف فيه كل نظام عربي لا يطبع مع أسرائيل، وهذا احد أهم أسباب هرولة دول الخليج بالتطبيع مع أسرائيل، وإلا كيف تفسر أن دول لا تحدها مع أسرائيل حدود تتسارع بالتطبيع مع أسرائيل غير خوف حكامها أن يكون مصيرهم كمصير سورياوالعراق وليبيا، أما ستراتيجية أسرائيل وأمريكا في العراق، فقد أفصح عنه نائب الرئيس الأمريكي السابق جون بايدن، وهو تقسيم العراق الى ثلاث أجزاء كما حصل في دول البلقان، وهذا سيوفر لأسرائيل ما تريد من تقسيم أكبر وأقوى دوله عربيه يمكن أن تهدد أسرائيل بالمنطقه . أن ما نشهده من صراع سياسي في العراق وعدم تحقيق وفاق سياسي بين أطرافه، يرجع بحقيقته الى الوصول بالشعب العراقي الى حد الأعياء، بعد أن ضمنت تعاون سياسي الأقليم الكردي معها، وهي تمد الخطوط الآن مع بعض سياسي وشيوخ عشائر الغربيه للقبول بالتطبيع معها مقابل ضمان مواقع مهمه بالحكم لهم، وأسترجاع ما خسروه من مواقع بالسلطه بعد عام ٢٠٠٣، الآن العمل يجري على قدم وساق، لأشعال الأزمه في العراق وخاصه في الوسط والجنوب المراد تطويعه، عبر أثارة أزمة الكهرباء مره والخدمات الأخرى مرتاً أخرى، أضافه لأزمة البطاله المتفاقمه في البلد وخاصه في الوسط والجنوب ذات الكثافه السكانيه العاليه، وهذا يكو ن عبر خطوط سريه في مفاصل الدوله تعمل لصالح هذه الأجنده، هذا اللون من الحروب هو مما يسمى بحروب الجيل الرابع، حيث يعمل على خلق الأزمات وتحطيم القيم الدينيه والأجتماعيه والثقافيه ذات النفس الوطني والمعارضه للتطبيع مع أسرائيل والعمل على أنتاج قيم وصنع شخصيات سياسيه وحتى دينيه تروج للتطبيع مع أسرائيل، كما يتضمن هذا المشروع أقامة نماذج مطبعه تتمتع بقدر لا بأس به من الحياة الحديثه، كالأمارات العربيه، وقطر، والأن يجري العمل لبناء نموذج في المنطقه الغربيه، كمنطقة مواليه للبقاء الأمريكي، رغبةً بكسر أرادة من يعارض التطبيع ويقف الي جانب خط المقاومه التي تقودها أيران وسوريا وحزب الله، وذلك لأغراء الشعوب التي تعيش وسط أزمه خانقه وظروف معيشيه صعبه، لكي يضغطوا على سياسيهم بالأستسلام والأنخراط بمشروع الشرق الأوسط الجديد.

 

أياد الزهيري

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم