صحيفة المثقف

استعجلت الرحيل / يا ولدي

انعام كمونة… (عن غرق أطفال المهاجرين في البحر)


اهتزت عروش البراءة ...

بتيجان نورك الصاعق

وأنت ..تتوسد قداس فجـــــــــــــرك

بأحضان صعيدٍ غارق

لتدخل جنتك بنعليك …

تنثر خطوك عناقيد الياسمين

تظللُـــــــــــــك أغصان زيتونة

لا شرقية ولا غربية

تُلاطمني أمواج شهقاتك.. بصدى لهفتي البوهيمية المرافئ

لما تسكبُ أنفاسك قوارب بحر غاسق

ويفترشَ هلال سجودكَ رملٍ صائدٍ..!؟

أيحتسي حروف عمرك ويدي مهاجرةً

لفراغ فائــــــــــــــــــــــــــــض..!!

ترنحت مواويل أمومتي

تناغي ملكوت طيفك

بهدير صمتي الخانع

وجداً حنيناً يبكيك بمشيمة مصائب

دونتْ سلسبيل أوجاعي فوق عري الجباه

بعكازٍ ضائــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ..!!!!

فيــــــــــــــــا صوم لهفتي ورميم جوانحي

أيهزُها مهدَ النوى بزفيرٍ ماحق..!؟

يا ويل لحضني القائظ..!!

لم أودعك بقبلة اغتراب..!

ولا ضمــــــــــــة بتنهيدة مفارق..!

تبا لعذري الخانق..!!!

أ...أضمتك دموع موجة بين حناياها صارخة لرضاعك..!؟

أ...أهدهدتك فراشات السواحل بكركرات احلامك..؟

كيف لي أن أُصدق ولعبتك بين يدي تعانـــــــــــــــــق..!!

استجار البحر بطيفك ..

رفع راياته البيضاء

ببسمات حتفك الباسق ...

سرمدي هدير ذكراك... ينتـــــــــــــشي..

ونحن.......

نحن ننطفئ لا هوادة

ذبـــــــــــــــولاً نكابد...

خذني اليك ..ئدني بثغر صدرك ما زلت معاند..!!

هذه كفي... أِنقذني

أِنقذنــــــي…. خُذ روحي لك

مُد روحك لي

عانقني...

عانقني لأغرق...

بدلا عنـــــــــــــــك.

***

إنعام كمونة/ العراق

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم