صحيفة المثقف

عشتارنا تبكي ..

صحيفة المثقفتراها، على أي دربٍ تمر القوافلْ ..

ما بين نخلٍ ونهرٍ

وطين الفرات الذي تستحم

فيه طيور القطا

كل يوم على أكتاف بابلْ ..

   *  * 

على أي درب تسير الخيول

الراكضات

بلا لجامٍ أو عنانٍ

تعاكسها الريح في حقل السنابلْ ..

فماذا تقول مراقدُنا

التي تنز دماً

في كل منحى ومجرى

وعشتارنا تبكي جراح المقاتلْ ..

    *  * 

وماذا عن مزارعنا

وأطلال منازلنا

التي غادرتها الجموع

كلما أحرقتها الهواجس والظنون

وصمت المخاتلْ ..

لماذا عافت الطير أوكارها في المساء

وأفرغت الخيل أثقالها في العراء

وهبت جموع بدون مشاعلْ ..؟

فأي المسافات فاصلت وانحنت

ثم دارت

تفتش عن مرهمٍ للجراحِ

علٌها تختار

ما بين وقع السيف

وأطياف المناجلْ ..

    *  * 

فماذا تقول لنا حانيات الظهور

ومن كان يحبو ويلهو،

في أزقتنا الحبلى بألآف المنازلْ ..؟

وماذا سنخبر أحفادنا،

عن طيور غادرت أوكارها في المساء ..

وخيول أفرغت أثقالها في العراء ..

ورجال حاصرتها المهازلْ ..

فأي يقين ترائى 

عبر هذا الزمان،

وأي سبيل نرتجي حاله،

بين وهج اللضى وعقم المحافلْ ..

***

جودت العاني

Madrid – 01/01/2005

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم