صحيفة المثقف
المارد لا ينحني ..
أنا شاهر سيفي،
كي أردَ على الليلِ ما يستحقْ
وأعيدُ الرياحَ إلى قمقمِ العاصفة ..
* *
لمْ يُقِمْ ماردٌ
جاءَ من عمقِ هذا العراق ،
منبراً للبكاءْ
لتكتظَ من حولهِ عندَ المساءِ
طواحينُ ماءْ
أو بركة من دماءْ
بل ماردٌ من صميم البقاءْ
يمضي يزلزلُ أقدامَ الغزاة
وجيشَ البغاة
ويبقيهمُ في محنةٍ نازفة ..
* *
فهذا يقاومُ في سهولِ الجنوب
وذاك يشاغلُ في سفوحِ الشمال
ولا من محال
ولا من يبارحهُ الاشتياق
بِعَدِ النجوم ،
قبل أن يَمحقَ عدواً
بعبوتهِ الناسفة ..
* *
فلا أحد يعتريه الرثاءْ
ولا أحد يرتجيه البكاءْ
ولكنَ ما بينَ هذا وذاك
رجالٌ تلاشت على خطواتهم
عقدةُ الخوفِ فوق السحبْ ..
* *
فلا من سكوتٍ
على نخلةٍ في براري العراق تموت
وطفل يطارده الموتُ بين البيوت "
ولا مرتعٍ للعويل
فهذي اللقاءاتُ
عبر الفضاءات
وهذي التحاليلُ
وتلك الأقاويل ، وتلك الخطبْ ..
تجترُ أحلامنا وتمضي إلى عالمٍ من نزقْ
وتمنعُ عنا الهواءَ وسيلَ عبيرِ الشفقْ ..
* *
إنه الماردُ لا ينحني ، يمضي
يعاند هذا الزمانَ الذليل ..
يقيم على الطلقاتِ الدليل ..
لكي يستعيدَ الفراتُ صفاءه
بهياً بدجلةَ هام النخيل ..
يؤثثُ للنسرِ أعشاشه "
ويبني عراقاً لكلِ العربْ ..
* * *
جودت العاني
Madrid- 16/6/2006