صحيفة المثقف

قانون الجهود المهدرة وتوازن الطبيعة

بكر السباتينالجهود المهدرة وصراع البقاء:

هو قانون طبيعي يتحكم بحياة الكائنات الحية وفق غريزة الحاجة الحيوية وإشباع الرغبات دون إسراف، كأنه تقاسم في الحاجات الطبيعية بين الكائنات الحية لخلق توازن في الحياة.

ولعل "الجهود المهدرة" كما جاء في إحدى الأفلام الوثائقية بقناة"ناشيونال جيوغرافيك" هي التي تحدث اختلالاً في توازن الغذاء الذي سينعكس سلبياً على التوازن الطبيعي في الأرض، والسبب يعود إلى الطاقات المهدرة في الصراع على البقاء، وتوقف المحاولات عند الذروة لتسود حالة من التراخي والكسل، وكأن الإرادة صفة غريزية تلازم المحاولة الأولى فلا يدرجها العقل في مناوراته لاصطياد الهدف.

وعليه كما صورته "ناشيونال جيوغرافيك" فإن الأسد صياد لا يقهر، إلا أنه ينجح فقط في ربع محاولاته للصيد.. وخلافاً لهذا التصور، فإنه مع هذه النسبة الضئيلة (التي تشاركه فيها معظم الضواري) إلا أنه من المستحيل أن ييأس، أي أن لديه الإرادة اللازمة لتحقيق الهدف وخاصة حينما يرتبط بغريزة استيعاب قانون الجوع وصراع البقاء وكفاية الحاجة التي تحقق التوازن الطبيعي للحياة .. والسبب الرئيسي في ذلك لا يرجع للجوع كما قد يظن البعض.. بل يرجع لأن الحيوانات مبنية غريزيا على استيعاب قانون الجهود المهدرة، وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة كلها، وبدونه يحدث اختلال في توازن الطبيعة فتعم الفوضى التي تجلب الكوارث وتقصر من عمر الحياة على الأرض التي ستشيخ باكراً.

دعونا نتعرف أكثر على هذا القانون من خلال البيانات التالية:

- نصف بيوض الأسماك يتم التهامها.

- نصف مواليد الدببة تموت قبل البلوغ .

- معظم أمطار العالم تهطل في المحيطات.

- معظم بذور الأشجار تأكلها العصافير.

وغيرها الكثير من هذه الأمثلة.

فمن الملاحظ في هذا السياق هو بقاء النصف الاخر من النوع الواحد في إطار التوازن الطبيعي القائم على أخذ حاجة الكائن الحي من أسباب الحياة وتقديم القرابين منها لسد حاجة الأنواع الأخرى؛ في تقاسم طبيعي لأسباب البقاء على أرض مستقرة، وعلى ذلك يتم القياس.

"٢"

الجهود المهدرة والإنسان..

يعتبر الإنسان الكائن الحي الوحيد الذي يرفض هذا القانون الطبيعي الكوني ويرى أن عدم نجاحه في بضعة محاولات يمثل الفشل. في كافة الصعد،

لكن الحقيقة أن الفشل الوحيد هو التوقف عن المحاولة والنظر إلى الخلف والتراجع عن الهدف أو ركنه بعيداً.

والنجاح ليس أن يكون لديك سيرة حياة خالية من العثرات والسقطات.

بل النجاح هو أن تتجاوز أخطاءك وتأخذ منها العبر.،وتتخطى كل مرحلة ذهبت جهودك فيها هدرا وتبقى تتطلع الى المرحلة المقبلة متفائلاً فلا تهدر طاقاتك الإيجابية بالكسل فتسيطر علية طاقة التردد والخوف السلبية*

ولو كان هنالك من حكمة تلخص هذه الدنيا فستكون بكل بساطة

"استمر ولا تنظر خلفك أو تكترث ولا تدع الإحباطات تعثر مسيرتك ثم ثق بإرادتك كي تنال ما تريد واعلم بأنك جزء من استقرار الطبيعة

 

بقلم بكر السباتين

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم