صحيفة المثقف

أكبر من الكون أصغر من الحزن

ياسين الخراسانيقراءة في أبجدية الكينونة


ماضويٌ كونٌ كنا نصنعه كرصيف مُجرد

ﻧﻌْﺒﺮﻩ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻛﺮﺧﺎﻡ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻳُﺒﺴُﻪ

ﻧﺘﺼﺮّﻑ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻨﺎءً ﺭﺧﻴﺎ

ﻳَﺜﺒﺖُ ﻓﻲ ﺻُﻠﺐ ﺍﻟﻌﻴﻦ

أﻭ ﻳﺼﻌﺪ ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ ﻟﻴُﺮﺍﺑﻂ ﻓﻲ ﻻﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻮﻃﻦ

 

ﻭ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺮ ﻏﻴﺮﻧﺎ ... ﻧﺤﻦ ﺑَﻨّﺎؤﻭﻩ ﺍﻻُﻭّﻝ

ﻧﺤﻦ ﻋﺒﻴﺪٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄُّﺮﻗﺎﺕ ﻭﺑﺎﻋﺔ ﺣﻠﻮﻯ ﻗﺪﻳﻤﺔ

ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺮ ﻏﻴﺮﻧﺎ

ﺭﺑﻤﺎ ﻧﺤﻦ أﺑﻨﺎءُ ﺍﻟﺒﺤﺮ

ﻻ ﻧﺨﺸﻰ أﻥ ﺗَﺪْﻋَﻜﻨﺎ ﺣﺪﻭﺍﺕُ الأحصنة ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺎﺓ

ﻣﻊ ﻛﻞ ﺻﻌﻮﺩٍ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻧﺼﻌﺪ

ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺰٍّ ﺧﻔﻴﻒ ﻻ ﻧَﺘﺮﺩّﺩ

ﻧﺮﻋﻰ ﻧﺸﻴﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎء ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻭﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﺂﻗﻲ

ﻭ ﻧﺴﻠﻚُ ﻓﻲ ﻃﻘْﺲ الإرتجاج

ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ يأوينا ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺑﺌﻴﺴﻴﻦ ﻣﻦ أﻳﺎﻡ ﺍﻟﺸﺘﺎء

 

ﻧﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧّﺮ ﻓﻲ ﻭﻫﻤﻨﺎ

ﺍﻟﺴﻤﺎءُ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔٌ ﻛﺎﻟﻴﻘﻴﻦ

ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﻌﻮﺩُ ﻛﺮﺟﻊِ ﺍﻟﺼﺪﻯ

ﻧﻔﺲُ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ المُتواتر

ﺍﻟﺸﺠﺮُ ﺍﻟﻤﻨﺴﻲُّ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ

أﻃﻔﺎﻝُ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤُﻨﻬﻜﻮﻥ

أﻟﻮﺍﻥٌ ﻣﻬﺎﺟﺮﺓٌ ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻤﺪﻯ أﻭ ﺻﻔﻴﺮ ﺍﻟﻘِﻄﺎﺭ

ﺧﻠﻒ ﻛﻞ الألوان ﻳَﺜﺒﺖ ﻛﻮﻥٌ ﻣﻄﻠﻖ

ﻧﻔﺲُ ﺍﻟﺤُﻤﺮﺓ ﺗُﻔﺸﻲ ﺳﺮﺍ ﻗﺪﻳﻤﺎ

أﻥ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱَ ﺗﺜﺎؤﺏُ ﻣﻮﺕٍ ﺧﻤﻮﻝ

 

ﻟﻴﺴﺖ إﻻ أﺣﻴﺎﻥ ﻛﻲ ﻳﻨﻬﺾ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ الأبدي

ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻨﺎﻏﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻳﺮﺗﺠﻲ ﻟﻌﺒﺔً ﺷِﻌﺮﻳﺔ

أُﻫﺪﻫﺪ ﻣَﻄﻠﺒﻪ ﻛﻲ ﻳﻜﺒﺮ عُمري ﺫﻟﻴﻼ ﺗﺤﺖ ﺟﻨﺎﺣﻲ

أو عبثيا كالموت من تكدس الأحلام

 

ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻓﻲ كُنهِها الأصليّ ﻛﻤﺄﺳﺎﺓ ﻻﺗﺜﻴﺮُ ﺧﻴﺎﻻ ﺧﺼﻴﺒﺎ

ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺮ ﻏﻴﺮ الإنغلاق ﺑﻄﻴﺌﺎ ﻓﻲ إﺳﻔﻠﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ

ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ ﻳﻜﺘﺐ: ﻟﺴﺖ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﻤﻲ

ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻠْﻴﻜﻦِ ﺍﻟﻜﻮﻥ أﺳْﻄﻊ ﻣﻦ ﺷﻤﺴﻪ

ﻓﻸﻛﻦْ ﺧﺎﺭﺟﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﺍﻟﻘَﺒَﻠِﻴّﺔ

 

ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺮﻗْﺮﺍﻗﺔ ﻓﻲ ﺑﺆﺑﺆ ﺍﻟﻌﻴﻦ

ﻗﺪ ﺗﺠﻌﻞ الأسطورة ﻣﻠﺤﺎ ﺑﺤﺮﻳﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻫﻮﻣﻴﺮ

ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻳﻌﻴﺪ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﺪﻯ

ﻣﻦِ ﺑﻴﺪﺍء ﺗُﻨﻜﺮﻫﻢ ﻛﺠﺮﻳﻤﺔ ﻗﺎﺑﻴﻞ

ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ كي نَعِي ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ

ﻧَﺠﺮُﺩ ﻣﻜﻨﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ:

ﺣﻄﺎﻡٌ من اﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ، ﺭﺻﻴﺪٌ ﻛﻞ ﺩﻻﻟﺘﻪ أﻥ ﺍﺳﻤﻲ ﻳُﻨﻜﺮﻧﻲ

 

ﻛﻨﺎ اثنين

أﻧﺎ ﻭ ﺍﺳﻤﻲ ﺍﻟﻤُﻠﻘﻰ

ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩٍ ﻋَﺼﻲّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻬﻢ

ﻣﺮﺗﺎﺡ ﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍلإستمرار

تأتي ﺳﺎﻋﺎﺗﻲ ﻣُﺤﻤﻠﺔً ﺑﺮﻧﻴﻦ ﺧﻔﻲ

ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ظرف ﻳﻮﻡ أﻭ ﻗﺮﻥ

ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺪﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ

ﻗﺒﻞ ﺻﻌﻮﺩٍ ﺷﻬﻴﺮ ﻓﻲ ﻋُﺮﻭﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ

 

ﻧﻜْﺘﻤِﻞْ.

 

ﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻢ أﺣﺘﺮﻓﻬﺎ

أنا ما أصبح في وجود تعيس

ﻛﻼﻧﺎ ﻳﺮﺿﻰ أﻻ ﻳﻜﻮﻥ سوى ﻣﺎ ﻫﻮ الآن

فليستهلّ العد العكسي إلى ﺳﺎﻋﺔ

ﻧﺘﻼﻗﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﻳﺌﻴﻦ ﻣﻦ أﺣﻮﺍﻝ ﺩﺧﻴﻠﺔ

 

ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ

ذلك العضوُ المنسي على هامش القلب

يأكل فينا زمانا شهيا

ﻻ ﻳﻜﺜﺮﺕ

ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻫﻤِّﻪ أﻥ ﻳﻨﻬﻰ أﻭ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ

ﺷﺮﻩٌ ﻛﺎﻟﻜﻼﺏ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﻭ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﻜﻼم ﻛﺸَﻂٍّ ﺻﻴﻔﻲ

لكنه بالوعة عصرٍ رديء

ﻭ ﻧﺤﻦ ﻋﺒﻴﺪٌ ﻟﻤﺎ يشاءُ ويرفض

 

أحاول أن أجمع الأجزاء لتصبح كلاً  

أنا و اسمي كطريقان يبتعدان إلى وجهتين

أنا و الذاكرة المصلوبة بين ضلوعي

كصوتٍ مُراقٍ على قربان الصخب

هل ندوم جميعا إذا كنا شتّى ؟

هل وُلدنا كأبناء آدم، قابيلُ يصرع هابيل كي تبدأ الأسطورة

منطلقا للحكاية في أوصال الصدى  

 

ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔُ ﻓﻲ كُنهِها الأصليّ ﻛﻤﺄﺳﺎﺓ ﻻﺗﺜﻴﺮ ﺧﻴﺎﻻ ﺧﺼﻴﺒﺎ

 

كان طفل يعبر عمرا كرقصٍ بطيء فوق الحبال

كيف يبتدئ المعنى اللغْزي من الإنشطار على صدر صفصافة

عاصرت مَولد الشمس و الليل والحلم والبيداء ورمح النهَر

كيف يبتدئ المعنى؟

صاح طفل يمر على دراجته الحمراء:

أنا عنصرٌ من رموز التراب

صاح طفل:

أنا مفتاح البداية

أنا مِنّي تُستهل الحكاية

 

كنتُ أعثر في هذا الطفل الغافي في صدري على رمزين

سديمٌ عديمُ الجدوى و إن كان يملأ عيني ندى  

وحقيقة أني هنديٌ أحمر في ساحات الكورِّيدا  

يُعدمني لون جلدي و يَحرُثني ثور

ترتجف بين قرنيه الكرة الأرضية

و بعيدا في جهة الشرق قرب الدار

صلاةٌ تُتْلى و أبناء البحر يَصْخبون

و شمسٌ لا يعتريها الغيم  

و ذاتُ الصوت يليه ذات الصدى

كنتُ أصعد سطح الدار  

أقيس بروج السماء ببعد القلب عن الشَّريان العليل

قلت لاسمي سنُمضي في الغيب عمرا طويلا

تعال أقُصّ عليك رموزي

يكفينا أن نجهل لون القمر

***

ياسين الخراساني

الرباط  2006

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم