صحيفة المثقف

ريحُ الشمال

زهرة الحواشيهُبِّي يا ريحَ الشمالِ بِرَبْعَتِي

هفْهفِي دونَ تأخُّرْ

وَ احْمِليني بيْن أعْطافِكِ عطْفًا

فلقدْ تلاشى العمْرُ حتى كادَ يُدْبرْ

علَّني أحْضى بِطرْفٍ منْ حبيبٍ

منذُ أبْعادٍ تخلّى و تنكَّرْ ...

 

و احْذَرِي أنْ يلْمحَ في رمْقِيَ دمْعًا

جَفِّفيه إنْ تَرقْرقَ في المآقي

جَففيهِ قبْل أنْ يهْجُرَ مِحْجَرْ

و ادْفُقِي فِي وَجْنتيَّ

حُمْرةً تُخْفي اصْفِرارًا

ساقهُ الوجْدُ لِوَعْدٍ قدْ تعذَّرْ ...

 

و إذا ما اهتزَّتِ الأضْلعُ لهْفًا

عنْد قرْبي منْ دِيارِه

فابْعثي حوْليَ رجَّاتٍ ...و وقْعًا

يُخْفتُ ذاكَ التَّوتُّرْ ...

 

و اهْمِسي لي خِلسةً منه

إذا ما الشَّوقُ جاوز باطني

و بدا و ظهَّرْ

ذكريني أنه القاسي الذي

أدْمى فؤادي و تعالى و تجبَّر ...

ذكِّريني كيفَ من فرطِ جفاهُ

بِتُّ طيْفًا ...بتُّ قفْرا متصحِّرْ

 

و إذا بملْمحِي بانَ حزْني

بَعثِري خصْلاتِ شعْري...

و ادْرئي عنه التَّكدُّرْ

و إذا سرتْ منِّي عباراتُ الهِيامِ

غَمْغِمِي نَبْري بِنبْرِكِ

علَّ نبْري يتبعثَرْ

 

فكِياني كِبريائي

و كما الصَّبارُ طبْعي

ثابتٌ رغم العواصفِ

في صَحاري القحْط ِ...أخضرْ

إنَّما مرَّتْ همومٌ

هيَّجتْ شجْوا بقلْبِي

 فتذَكَّرْ ...

***

للشاعرة زهرة الحواشي 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم