صحيفة المثقف

حوارٌ مع الجِنْ

عامر كامل السامرائيللشاعر المجري: جولا يوهاس

 ترجمها عن المجرية: عامر كامل السامرائي


نائمٌ أنتَ، لكنكَ حاضر...!

أعرف ذلك، أعرفه جيداً.

أنتَ الذي تشخصنت من نَشوتي

في فجر أربعاء رمادي،

 ورحتَ تُضرمُ النار في فكري الحزين،

ففزعتُ واجماً حين رأيتكَ

وناديت أمي منتحباً.

 

نائمٌ أنتَ، لكنكَ حاضر...!

تنتظرني في الخمر

وحينما أنكفئ في التراب

وأصرُخُ: ضاع كل شيء.!

تظهر أنت في العتمة لامعاً

لتكتب على ناصيتي العريضة المشوشة

اسمكَ بالأحمر...!

 

نائمٌ أنتَ، لكنكَ حاضر...!

تستيقظ في صمت الليل،

وتقف عند رأسي،

لتضغط بيدك على قلبي.

أعرفكَ جيداً أيها الحرفيّ،

وها أنا أتبعك،

لأقف معك على قنطرة الجنون

الهادئ الحزين

 

نائمٌ أنتَ، لكنكَ حاضر...!

تستيقظ أحياناً،

لتنقر الوقت بهدوء،

على إيقاع قصائد محمومة.

 

قد يحدث مرة، في لحظة مرعبة

أن تضرب على جبهتي بساطور كَلِيل

فتطفئ عيني اللامعة ...

 

..........................

نبذة عن الشاعر:

ولد الشاعر جولا جوهاس (Juhász Gyula) في مدينة سَكَد جنوب دولة المجر في 4 أبريل عام 1883. ومات منتحراً في 6 أبريل من عام 1937.

كان من أبرز شعراء المجر وأكثرهم شهرة في تلك الحقبة. فقد عبرت قصائده الغنائية عن واقع حياة الهنغاريين.

لم تكن حياته سعيدة أبداً. فقد عاش وحيداً منعزلا ولم يستطع التخلص من عزلته فتحولت إلى مرض مزمن ومأساوي. ترك مزاجه المتشائم بصماته على قصائده منذ البداية، فبات الحزن والاستسلام هو النغمة الأساسية فيها.

كان أسلوبه الشعري أقل تأثراً بالرمزية، على عكس ما كان شائعاً في مطلع القرن العشرين. فلم يتأثر بأي من الشعراء المبدعين العظماء في تلك الفترة.

كانت لغته الشعرية أكثر واقعية، وأكثر قابلية للفهم. عادة ما تكون قصائده قصيرة، ومغلقة التكوين. لقد كان من أكثر الشعراء تأثراً بالانطباعية. فقد كان يؤمن بعمق بالجمال والفن اللذين كانا يعنيان له جنة عدن.

حاز على جائزة Baumgarten

صدرت له عدة دواوين شعرية، ومقالات وعدد من المؤلفات التي تعنى بالأدب.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم