صحيفة المثقف

الدراجة الهوائية في زمن كورونا!

حميد طولستالزمت جائحة كوفيد-19) الكثير من الناس على البقاء في المنازل، حماية لأنفسهم من التقاط عدواه، وأرغمتهم على التوقف عن ممارسة الرياضة، رغم أنها خير وصفة علاجية جيدة للصحة العقلية والبدنية، وتحسين أداء الجهاز التنفسي، وتقوية مناعة الجسم، وتعزيز اللياقة البدنية، وخاصة إذا كانت تلك الرياضة من النوع الذي يمارس في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس الفوق بنفسجية المعقم الطبيعي، والمعطل الفعال لحركة الجراثيم والفيروسات، والتي من بينها رياضة ركوب الدراجة التي تصنف -رغم مشقة ما يصاحب ركوبها من إنهاك شديد، ومعاناة كبيرة تتعرق منها أجساد المتريضين – من أفضل الأنشطة الرياضية الهوائية اللائقة في زمن العزل الإجتماعي، والأمثل في تعزيز صحة القلب، وشد العضلات، وتخفيف آلام المفاصل، وتحسين اللياقة البدنية، وصقل الجسم، والأقل تعريضا لعدوى كورونا، لكونها رياضة فردية لا تحتاج للإختلاط المباشر بالآخرين، والذي حتى إذا حصل، فإنه يكون مع عدد ضئيل من الأشخاص وعلى مسافات محترمة، لطبيعها اعتمادها التباعد الذي تفرضه أمكنة ممارستها المفتوحة، والتي لا تكون في الغالب الأعم إلا في الهواء الطلق الذي من المرجح أنه يخفف ما ينفثه الرياضيون خلال ركوبها من فيروسات عبر زفيرهم المحمل بقطرات الرذاذ الثقيلة، ويبددها سريعاً، فيتبدد معها فيروس كورونا، أو تقل خطروته على الأقل. 

ووفقاً لهذا وغيره كثير، فالعديد من البلدان تسمح لمواطنيها بممارسة الأنشطة الهوائية، كالسباحة والركض والمشي وركوب الخيل والدراجات الهوائية، مع العزل الإجتماعي، لاحتمال نذرة الإصابة معها أو قلتها، ما دفع،في الآونة الأخيرة، بالعديد من الشباب إلى العودة إلى قيادة الدراجات الهوائية على الطرقات العامة والشوارع والأحياء السكنية، وازدياد استخدامها  بنسب غير مسبوقة -إن لم تكن مضاعفة- كأفضل نشاط رياضي لائق بحالة العزل الإجتماعي، والأقل تعريضا لعدوى كورونا، والأمثل في تعزيز صحة قلب ممارسها، والأجدر في المحافظة على البيئة من التلوث، والأنجع في توفير مصاريف التنقل، وغير ذلك من المميزات التي جعلت منها هواية شعبية مفيدة وممتعة، في نفس الوقت، يعتمدها الكبار والصغار في الكثير من بلدان العالم، كما في بلادنا وخاصة في مدنتي  مراكش وتادانت، حيث يستعملها المراكشيون و"الروادنا" -ساكنة تارودانت – للوصول إلى أماكن عملهم أو دراستهم، لاسيما أثناء أوقات الطقس الجميل، ضدا في وسائل النقل وتكنولوجيات وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي أسهمت بشكل كبير في الحد من ممارست تلك الرياضة، أو اختفائها نهائيا، بما عممته في العالم، من ألعاب اكترونية، ابعدت الغالبية العظمى عن مجتمعاتهم وعن الكثير من عاداتها الايجابية . 

 

حميد طولست

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم