صحيفة المثقف

6 قمصان

احمد الحليقميص يوسف

* حين راغَ الفتى الوسيمُ عن اللبوةِ الشغوفةِ عقدت العزم على مطاردتِهِ بين أروقةِ القصرِ الفسيحِ ولم تكن تبالي بنظراتِ الحُراسِ ولا الخدمِ وأخيراً استطاعت اللحاقَ به فأنشبت مخالبَها في قميصِهِ ولكنّه راغَ عنها ولم تحصل على مُرادِها .

* للأجسادِ روائحَ تظلّ عالقةً في القمصانِ حتى بعدَ خلعِها وترتقي بعضُ الروائحِ إلى مرتبةِ إكسيرٍ من شأنِهِ أن يجترحَ معجزةً . وهذا ما حصلَ مع قميصِ الفتى الوسيمِ حينَ وضعوهُ بين يدي والدِهِ الكهلِ الضريرِ الذي يئسَ من رؤيتِهِ ثانيةً فاستعادَ البصر  .

قميص إمريء القيس

تقولُ الروايةُ أن الشاعرَ أو الملك الضِلّيلَ ذهبَ إلى إمبراطور الرومِ يستعديهِ على بني أسدٍ الذين قتلوا أباهُ ملكَ كِندة فأحسنَ  وفادتَهُ وطلبَ منه أن يصفَ له بلادَهُ فوصفها فلم يجد الملكُ ما يغريهِ فيها ليجهّزَ حملةً لغزوِها ولكنه لم يشأ إلا ان يردَّهُ برفقٍ وأعطاهُ هديةً هي قميصٌ فيه جُذام.

قميص عثمان

حينَ اقتحمَ المتآمرون الناقمون مخدعَ الخليفةِ أمسكَ أحدُهم بلحيتِهِ وطلبَ منه ان يتنازلَ عن الخلافةِ فرفضَ قائلاً : لا أنزعُ قميصاً ألبسنيهِ اللهُ فهوى عليه أحدُ السيوفِ فمدّت زوجتُهُ نائلة يدَها لتتّقي الضربةَ عنه  فقُطعَت أصابعُها وبعد الحادثةِ حملت قميصَهُ المخضّبَ بالدمِ مع أصابعِها المبتورةِ لتذهب بها إلى الشام .

قميص مظفر النواب

الذي قالَ :

إن كانَ أحدٌ يفكّرُ في النيلِ مني

هذا انا لستُ أحملُ سوى القميصِ

الذي فوقَ جلدي وقلبي

من وراءِ القميصِ يلوحُ

قميصُ سعدي يوسف

الذي قال :

قميصي للمشترين أبيعُهُ

وسيفي

وعينا جوادي

قميصُها

بما يشبِهُ حدوثَ معجزةٍ وجدت الفراشةُ المطرّزة فوقَ قميصِكِ أن الحياةَ بدأت تدبّ فيها وأن بوسعِها أن تحلّقَ بعيداً ولكنّها تؤثر أن تبقى في مكانِها إذ ما حاجتُها لنداءِ الحقولِ وهي راتعةٌ في بهاءِ روضِكِ .

***

أحمد الحلي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم