صحيفة المثقف

صورة محفورة في الذاكارة!

حميد طولستغريب كمّ الأسئلة والتساؤلات الموزعة بين الصيغ التقريرية والاستفهامية، والاستنكارية التي جلبتها عليّ تدويني: "حين اخترت مهنة التدريس لم أحترفها كموظف، بل كفنان أنحت كيان الإنسان، وأحدد مستقبل الأجيال"، التي نشرتها قبل أيام في صفحتي على النت، والتي كنت فيها صادقا جدا مع نفسي ومع غيري، والتي ربما لم يستطع المتسائلون من ذوي العقول البسيطة وإمكانيات فهم الضعيفة، استيعاب ما تضمنته من فلسفة تثبتها حقائق المهنة الواضحة، وتؤكدها بديهياتها البسيطة المتعارف عليها، تمنعهم من ذلك وطبيعتهم من فهم ما لا تراه اعينهم من جواهر وما يسمعون وما يرون وما يقرؤون، إلا انطلاقا من سقفهم المعرفي، وما تحقق لديهم من علوم ومعارف وقناعات ومعتقدات راسخة،جبولتهم فطريا على تقبل الأمور ذات الطابع المادي فقط،، ولطمأنة النفوس المتحيرة، وانقاذها مما تغرق فيه من تيه التساؤلات المشككة -بغض النظر عن غاياتهم ونواياهم - أأكد، أنه رغم معرفتي بأن المعلم قد لا يكون كثير المال بين أقرانه، وغير متشعب النفوذ في مجتمعه، فقد اخترت أن أكون معلما، ليقيني بأن قيمة المعلم أثمن من المال، وأقوى عزوة ونفودا بين طلابه.

 نعم اخترت أن اكون معلما، فأكرمني ربي بالإشتغال صحبة ثلة تعليمية تربوي متميزة بسرعة البديهة، والوعي الآسر، والتفكير الناقد، والقدرة على الاتصال والتواصل، وباقي ما يجب توفره في المعلم من والمهارات السلوكية والمهنية والعلمية،التي يستحق بها لقب المربي  الجيد و المعلم الناجح، كما هو حال هذه القامات التعليمية البارزة في الصورة تحته والتي شرفت بالعمل معها، بعاصمة العلم مدينة بفاس وبالضبط باعدادية صلاح الدين الأيوبي، على تربية النشء وتنمية انتماءاتهم للوطن وللعقيدة وللدين، والذين أبرق إليهم بأغلى تحيا الإجلال وأسمى عبارات الإكبار، ومن خلالهم إلى كل من حمل رسالة التعليم واستبسل في الدفاع عن شرف مهنة الرسل والأنبياء، وارتقى بقيم مهنيتها، وسلك كل سبيل لتطوير مجالاتها، دون أن أنسى أن أحيي جميع تلامذتي وطلابي السابقين بكل من ثانوية يوسف تاشفين بأكادير، وإعدادية سيدي بومدين بصفرو، واعدادية عرصة الشريفات بفاس، واعدادية صلاح الدين الأيوبي بنفس المدينة، والذين لاشك أن من بينهم اليوم نساء ورجال عظماء، وقد حققوا كل الرفاهية التي كانوا يطمحون إليها يوم عرفتهم  ـ 

 

حميد طولست

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم