صحيفة المثقف

حوار مع الشّاعر التّونسي سُوف عبيد

سوف عبيدسونيا عبداللطيفشاعر يكتب منذ السبعينات، اِنضم إلى المشهد الأدبي مبكّرا.. فتعرّف إلى مَن هُم في سنّه وإلى من هُم في سنّ أبيه أو في عمر جدّه... كان يشاركهم أنشطتهم وجلساتهم الأدبيّة ، ينصت إلى مداخلاهم، ونصائحهم بإمعان، فزاد ولعا وحبّا للحرف... ثم صار ينشر قصائده في بعض المجلاّت والصّحف المنتشرة منذ أوائل السبعينيات من القرن العشرين مثل جريدتي  ـ الصباح ـ و ـ العمل ـ  و مجلات ـ الفكر ـ الحياة الثقافية ـ وأصدر أوّل ديوان سنة 1980 بعنوان "الأرض عطشى" أي بعد عشر سنوات من نشر نصوصه ثم تواصلت كتاباته وإصداراته إلى يومنا هذا.. وبعد أن كان الحفيد والابن والصديق للأدباء أصبح هو الجدّ والأب للشّعراء ولهواة الحرف..

إنّه الشاعر الكبير ـ سُوف عبيد ـ الذي نتحدّث معه في هذا الحوار لنزيد التّعرّف على نواحي مسيرته

السؤال الأوّل: كيف تعرّف نفسك لمن لا يعرفك، أستاذ سُوف عبيد؟

الجواب: أوفَى تعريف وأكمله لمن لا يعرفني هو قصائدي ونصوصي فهي تمثلني في أتمّ تعريف وإذا كان من ضرورة وضع إطار لها في الزمان والمكان فيمكن القول إني من مواليد موسم حصاد سنة 1952 بدون تحديد اليوم لأن الولادة كانت في بادية ـ بئر الكرمة ـ من بلد غمراسن بالجنوب الشرقي التونسي تلك البيئة التي اِنغرست فيها كثير من جذور وجداني وظهرت معالمها في كثير من نصوصي وقد اِنتقلت صبيّا إلى ضاحية ـ سيدي رزيق ـ من ضواحي العاصمة لدى عمّي عبد الرحمان فدرست بالمدرسة الابتدائية بمقرين ثم بمدرسة نهج المغرب بالعاصمة عندما اِنتقلت عائلتي إلى العاصمة نهائيا مع العلم أن جدودي كانوا من قديم الزمان لهم صلات وثيقة بها فظلال المدينة واضحة أيضا في قصائدي .

دائما يخالجني شعور الحنين إلى البادية بما تمثله من فضاء شاسع على مدى البصر  وقيم إنسانية باتت نادرة الوجود لكن ذاك الجنوب مع الأسف أصبح جنوبا آخر لا صلة له أو تكاد بما عرفته فيه

أنا عرفت في طفولتي قيمة قطرة الماء وصوت دكّ مدافع جيش الاِستعمار وهي تلاحق الثوّار في الأودية والجبال وعرفت مذاق الخبز من الفرن بأصابع أمّي التي كان غناؤها  سنفونيات عذبة على إيقاع دوران الرحى ورأسي يتوسّد ركبتها ونحن في غار حوشنا القديم  .…

السؤال الثاني: أنت شاعر وأديب تكتب المقالات والسّيرة الذّاتية ولديك قراءات عدّة لأعمال متنوعة لمبدعين في الأدب والفنّ كما لديك دراسة في قصائد أبي القاسم الشابي النّثريّة "صفحات من كتاب الوجود" ودراسة في الشّعر التّونسي المعاصر.. فهل توضّح للقارئ أعمالك أكثر؟ وأيّ الأعمال التي واجهت صعوبة في إعدادها؟

الجواب: الشعر هو الأصل أو هو محور المسيرة غير أن بقية الاهتمامات صدرت عن شغفي بالأدب أساسا وكذلك بفضل دراستي في كلية الآداب بتونس حيث نهلت من معين أساتذة جهابذة في الدراسات الأدبية والتحقيق ولا شك أن قصائد الشابي النثرية التي نشرتها ببت الحكمة في تونس سنة 2009 كانت ثمرة تلك الدروس وأنا أعتبر تلك القصائد هي الديوان الثاني لأبي القاسم الشابي وقد جعلت لها العنوان الذي اختاره هو بنفسه في رسالته الثالثة لصديقه محمد الحليوي وهو - صفحات من كتاب الوجود - فكم أنا معتز بتحقيق أمنية الشابي في نشر تلك النصوص التي كانت مبعثرة في مصادرها الأولى.

أما كتاب - حركات الشعر التونسي الجديد - فهو عبارة عن شهادتي حول مسيرة الشعر التونسي حيث أني عايشت عديد الحركات فيه وهي حركات متنوعة وإن ذاك التنوع هو الذي دفع بالشعراء إلى معانقة الفضاءات الأرحب .

أما كتابي - الضفة الثالثة - فهو مجموع مقالات كتبتها على مدى سنوات طويلة ورصدت فيها قصائد وتجارب ومسائل مختلفة في الشعر التونسي والعربي

السؤال الثالث: أيّ جنس من الكتابات أحبّ واقرب إليك؟ لماذا؟

الجواب: الشّعر طبعا إذ منه وفيه لذائذ عديدة أولها لذة قراءته أو سماعه وما أمتع لحظات اِنبجاس إلهامه وأنت تحاول الإمساك بجناح من أجنحة الفكرة وهي ترفرف حواليك في كل آن ومكان مغرية حينا متمنّعة حينا وبين هذا وذاك أنت صابر لقنصها حتى إذا ما اِستسلمت منقادة وأرخت لك العنان تقبل عليها بحذر ولطف فتبدأ حينها في نسجها حرفا حرفا وكلمة كلمة وتظل معها كأنك تنسج من مختلف الخيوط والألوان والأشكال زربية من حرير أو كأنك تُهيّء من أرض بُور بستانا ليستحيل حدائق منسقة جميلة وجنات يانعة الثمار وارفة الظلال

السؤال الرابع: هل جرّبت كتابة القصّة والرواية؟ أو كتابة المسرح أو العمل فيه؟ لماذا؟

الجواب: كتبت في بدايتي بعض القصص القصيرة ولم أواصل الكتابة السردية ولم أجرّب الكتابة المسرحية ولا الرواية رغم أني قرأت كثيرا من الأقاصيص والروايات

أما سبب عدم ولوعي بكتابة القصّة والرواية فهو راجع لا محالة إلى أن الشعر قد غلب على مهحتي وملكة الكتابة في قلمي !

السؤال الخامس: لو لم تكن ـ سُوف عبيد ـ  الشاعر، من كنت تودّ أن تكون؟

الجواب: أحب السينما لأنها جامعة لفنون كثيرة فهي الصورة والسرد والموسيقى بحيث أن السينما شرفات مفتوحة على الدنيا وعلى الناس فهي جامعة للفنون وللمعارف أيضا ناهيك بالأفلام الوثائقية في شتى الميادين ولكن الظروف لم تسمح لي بالانخراط في مجال السينما فأنا أكتفي بالمتابعة وقد توحي لي بعض المشاهد السينمائية ببعض الخواطر الشعرية ومن المصادفات العجيبة أن أحد تلاميذي درس الإخراج السينمائي وجاءني يوما ليقترح أن أقوم بدور أساسي في فلم فاِعتذرت له بكل أسف

من ناحية أخرى كان بإمكاني مواصلة اِنخراطي في سلك ضباط الطيران بالجيش الوطني التونسي عندما تخرجت من الأكاديمية العسكرية وذلك عندما دُعيت بعد تخرجي من كلية الآداب لأداء واجب الخدمة العسكرية

وكان بإمكاني أيضا عدم الاِنخراط في سلك التعليم وحمل المحفظة والِاهتمام بتجارة مواد البناء مع الوالد رحمه الله ودخول عالم المقاولات من الباب الكبير فلقد كان الوالد اِكتسب الخبرة في هذا المجال بعد أن اِحترف صناعة الفطائر والحلويات التقليدية التونسية

كان بوسعي أيضا أن أهاجر إلى فرنسا حيث هناك كثير من أقاربي ومعارف والدي

نعم في شبابي كانت أمامي اِختيارات عديدة وكان النجاح فيها ممكنا غير أني اِخترت المحفظة والقصيدة

السّؤال السادس: بصفتك شاهد على ما يقارب الأربعة أجيال من الإبداع الثقافي.. كيف ترى الساحة الثقافية اليوم.. هل هي أسوأ أم أفضل..؟

وأيّ الفترات الأحبّ إليك وترى فيها نقلة نوعيّة من حيث التجديد والتطوير..؟

الجواب: لكل فترة ظروفها وخصائصها فقد أدركت حتى الشعراء الذين عاصروا أبا القاسم الشابي ومنهم الشاعر مصطفى خريف وعندما صدر ديوانه - شوق ذوق -  في منتصف ستينيات القرن العشرين كان حدثا أدبيا بارزا وقد استعرضه لنا في درس العروض الأستاذ الصادق بن عمران بمعهد الصادقية وأذكر أنه قرأ لنا منه عديد القصائد وقد شدّت انتباهي قصيدتان هما  - حورية الموج - التي راوح فيها بين التفعيلات والصور الشعرية حتى لكأنها سنفونية وقصيدة -  بين جبل بحر - تلك التي وردت على غير النسق العروضي ومن وقتها خاصة عرفت أن الشعر  يكون على غير البحور والتفعيلات ثم اكتشفت بعد أن اقتنيت الديوان من غد أنه يتضمن قصائد من الشعر الشعبي أيضا !!

لقد كان ديوان مصطفى خريف - شوق وذوق - نقطة انطلاق أولى كشفت لي أن الشعر يتمثل في أنواع مختلفة من الأشكال الفنية

إن الهاجس الشعري لدى الشعراء التونسيين الذين ظهروا ماببن الحرب العالمية الثانية إلى حدود السنوات الأولى من عهد الاستقلال كان تعبيرا عن الروح الوطنية في أبعادها المغاربية والعربية والإسلامية وإن عبّرت عن أبعاد أخرى فإن مداها كان لا يتجاوز الآفاق الرومنطيقية التي حلّق فيها الشابي قبلهم

غير أنّ الأدب التونسي لم ينطلق في مرحلة جديدة وحاسمة إلا في أواخر ستينيات القرن العشرين مع الموجة الطلائعية سواء في القصة والشعر أو في المسرح والرسم أو في الموسيقى والسينما وقد تواصلت ارتداداتها على مدى سنوات... وإلى اليوم مازال صداها واضحا في كثير من الآثار الأدبية والفنية

السؤال السابع: بماذا تنصح المبتدئين في الكتابة والشعراء عامة؟

الجواب: طبعا أنا أظل مبتدئا رغم الخمسين عاما في مزاولة القلم والورقة ففي كل قصيدة جديدة أنطلق مع كشف جديد وهدا الكشف يتأتى بفضل الاِطلاع على النصوص الأخرى قدبمها وحديثها وضمن الآداب والفنون الأخرى أيضا ولابد من صدق المعاناة والمكابدة ليتسنى القادح فتتجلى القصيدة في بهاها وإذا كان لي من نصيحة للمبتدئين فإنها تتمثل في ضرورة الاِطلاع على أشعار السابقين وعلى منجزات الآداب الأخرى في العالم كي تنشأ لديهم الخبرة والإصافة لأني أرى أن الشاعر المبدع هو الذي يرسم في قصائده كونا خاصا به وروحا متمبّرة لتكون بصماته واضحة المعالم .

السؤال الثامن: أنت مع التّجديد وقصيد النّثر.. ولكننا نراك من حين لآخر تعود إلى القصيد الموزون.. هل هو الحنين إلى القديم أم تريد التّحدّي وكأنّك تجيب أحبّاء القصيد العمودي أنَّك قادر عليها وتنتصر على العروض..؟

الجواب: هو كذلك فقد كانت اِنطلاقتي مع الشعر المتحرر من من التفعيلات والبحور حيث بدأت مع موجة كبيرة من شعراء المجدّدين الباحثين عن الإضافة وهذا لا يعني أبدا أن الشعر البديع لا يكون إلا في شكل واحد  فالقصيدة الجميلة يمكن أن تكون في أيّ شكل فنّي مناسب ولست مطمئنا إلى تصنيف الشعر حسب شكله فقط وعندما كتبت بغض القصائد الملتزمة بالبحور فهي من باب التنويع والحنين إلى العتيق المتأصل فينا

وفي هذا السياق أقول إنّي لست مطمئنا للنظرة الشكلانية التي تنظر إلى النصوص الشعرية من الجانب الشكلي فحسب لأنها تحجب الأبعاد الأخرى العديدة ...

السؤال التاسع: الشاعر سُوف عبيد منذ اِنطلاقته وهو فاعل وناشط في الأندية والمجالس الأدبية والشعرية.. محفّزا للشعراء الجدد... ماذا جنيت من كل هذا؟ وهل اِستفدت منها؟

ثم كيف أثّرت هذه الاحتكاكات على علاقتك بالأدباء عامّة وانعكاساتها على السّاحة الثّقافية..؟

الجواب: أعتبر أن الحياة عامة والحياة الثقافية والأدبية خاصة هي أخذ وعطاء وتفاعل كي نتجدّد ونتطور ومثلما كنت محظوظا بتشجيع أدباء وشعراء وأساتذتي لابدّ أن أمدّ يدي للقادمين وبذلك تتواصل الأجيال وتتلاقح التجارب لإغناء الأدب

السؤال العاشر: لو كنت وزير ثقافة ماهو أول شيء يخطر  ببالك تريد أن تفعله؟

الجواب: الوزارة لا تليق بي ولا أليق بها

السًؤال الحادي عشر: ماهي مواضيع كتابتك..؟ وكيف تختار كلمات قصيدتك؟

الجواب: ليس لي مواضيع محددة للكتابة فيها وإنما تخطر الفكرة عند حالة شعرية بذاتها فتختمر في الذهن ثم أشرع في عملية التخطيط كمثل المهندس أو الجغرافي يرسم خريطة ثم تأتي مرحلة البناء كلمة كلمة وهذه المرحلة تتطلب الدقة والمراجعة والتمعن في التفاصيل تماما مثلما يرتب بائع الورد باقته بالتسوية والتشذيب والتنسيق أو كما تتمعن الماشطة العروس لتضفي عليها اللمسات الأخيرة بل قد أعود لمراجعة القصيدة حتى بعد أعوام...

السؤال الثاني عشر: ماذا تمثّل المرأة بالنسبة لك؟ وأين تظهر في كتاباتك؟ هل يستهويك كتابة الغزل؟

الجواب: المرأة وما أدراك ما المرأة...!....هي إبداع الله الذي تتجلّى فيها قدرته وقد كتبت عديد القصائد من وحيها ومن رموزها وحاولت تطوير المواضيع فيها لأننا لن نضيف شيئا في الغزل بعد عمر ابن أبي ربيعة وجميل بثينة ونزار قباني مثلا

السؤال الثالث عشر: أنت شاعر تكتب منذ حوالي خمسين سنة.. هل تأثرت بما يسمى أدب الومضة أوالنبضة... وما مدى تأثير الأدب الغربي على نصوصك..؟

الجواب: إنّ اِطلاعي المبكر على الشعر الفرنسي ثم على شعراء العالم الكبار  هو الذي جعلني أنحو هذا المنحى الشعري الذي سلكته عن اِقتناع والفضل يعود ولا شك للمدرسة التونسية التي تعلمنا فيها اللغة الفرنسية تلك التي من خلالها اِطلعت على إنجازاتها الشعرية ثم من خلالها قرأت للشعراء الأفذاذ في مختلف اللغات مثل طاغور وبوشكين ولوركا وشعراء إفريقيا وأمريكا والصين واليابان الذين قرأت لهم في مكتبة المركز الثقافي بتونس أما قصيدة الومضة فقد كتبتها ونشرت منها منذ أوائل السبعينيات وأعتبرها شكلا جديدا يُضاف إلى مدونة الشعر العربي في الثلث الأخير من القرن العشرين .

السؤال الرابع عشر: هل وقع التلحين لبعض نصوصك وأدائها من قبل بعض الفنانين؟

الجواب: لحّنت لي فرقة الحمائم البيض قصيدة العصافير وأدّتها في بعض حفلاتها ولحّن الفنان عبّاس مقدّم  بعض الأبيات من قصيدة عروس البحر وقصيدة الصورة القديمة وعندما يطلب مني بعض الفنانين كلمات لأغانبهم أقول لهم اِقرؤوا قصائدي وقصائد غيري فأنا لا أكتب تحت الطلب

السؤال الخامس عشر: كيف ترى الأدب والشعر في الوطن العربي عامة وتونس خاصة؟

الجواب: مع الأسف نحن نمرّ بمرحلة تقهقرت فيها القراءة وصار الأدباء والشعراء يكتبون لبعضهم فقط وهذا يعود لأسباب عديدة متداخلة جعلت الثقافة في البلدان العربية من آخر اِهتمامات المواطن والمجتمع والأمة التي لا تقرأ ينتظرها التلاشي ولا شك...ولابدّ من ملاحظة أنّ إنجازات مهمّة ومتعدّدة نشأت في مختلف البلدان العربية ولكنّ الكتب لا تصل ممّا يجعل متابعتها أمرا غير يسير...

السؤال السادس عشر: ما هي الصعوبات التي تعترض المثقّف بصفة عامة ولماذا نقص الإقبال على شراء الكتب بحسب رأيك؟

الجواب: تشمل كلمة المثقف الذين تحصّلوا على قدر مهمّ من المعرفة في اِختصاصات كثيرة من رجال القانون والهندسة والطب والتقنية والإدارة والتعليم والإعلام وغيرهم وقد صاروا يمثلون نخبة المجتمعات أما الأدباء والشعراء فقد تراجع تأثيرهم فما عادوا في الصدارة لذلك تراجعت أهمية الكتاب الفكري والأدبي بالإضافة إلى اِنتشار وسائل الاتصال الحديثة التي اِستهوت الناس جميعا

السؤال السابع عشر: هل ترى أن المواقع الإلكترونية والاجتماعية والمشاركات عن بعد لها مزايا على السّاحة الثّقافية وأنْه بإمكانها تعويض الورق والواقع؟

الجواب: قد أفاد الأنترنت الذين يرومون الاِطلاع والثقافة إذ بواسطته يستطيعون قراءة الكتب التي ربما كانوا يسمعون بعناوينها فقط وكذلك أمكنهم نشر نصوصهم والاِستغناء عن الناشرين ونحن في الواقع نعيش مرحلة اِنتقالية في الوسائط الثقافية مثلما عاش أسلافنا عصورا من الكتابة والقراءة عبر ألواح الطين والحجارة والجلود ثم اِنتقلوا إلى عصر الورقة والقلم ثم اّنتقلوا إلى الطباعة والرّقن وها نحن نعيش مرحلة جديدة هي مرحلة الكتاية والقراءة الألكترونية وهي مرحلة ستؤثّر على الفكر والإبداع ولا شك....لكني لا أدري كيف...غير أني قد واكبت هذا التحوّل فتعلمت ما تيسّر وأنشأت موقعا يجمع أغلب ما كتبت ونشرت وشرعت منذ أكثر من عشر سنوات في إرسال نصوصي الشعرية وغيرها إلى بعض المواقع الجادة .

السؤال الثامن عشر: الشّاعر لا يموت ويظلْ شابّا على الدّوام، فما هي طموحاتك المستقبليْة ..؟ وهل لديك أعمال أو مخطوطات حيز الإعداد؟

الجواب: لكنّه قد يُصاب بالملل أو الإحباط أحيانا...فُتباغته السّكتة الأدبية...أشعر هذه الأعوام أن تونس ليست على ما يرام بل تعاني من تفشّي الجهل والِانتهازية وتتراجع عن كثير من مكتسباتها ولا أرى في الآفاق تباشير مشجعة مع الأسف... الحمد لله أنني تمكنت من نشر أعمالي الشعرية كاملة وما بقي إلا القصائد القديمة التي أراجعها وبعض القصائد الجديدة وهي تمثل مجموعة شعرية بعنوان ـ آخر العنقود ـ وقد سلّمت إلى دار اِتحاد الكتاب للنشر كتابا فيك ما تيسّر من سيرتي الذاتية والشهادات وتظل عشرات المقالات والكتابات مبثوثة في الصحف والمجلات تنتظر الجمع والتبويب والنشر...ولا أظن أنني قادر على ذلك

السؤال التاسع عشر: سؤال لمْ أطرحه عليك وكنت تودْ لو سُئلت فيه وتريد الخوض في شأنه؟

الجواب: شكرا....هذا حوار شامل و ـ بكفي القلادةَ ما أحاط بالعنق ـ كما يقول المثل القديم

السؤال العشرون: منْ مِن الأدباء والشعراء القدامى الذين تركوا بصمتهم فيك وتأثرت بهم، ومن في الجُدد تتوقّع لهم مستقبلا ناجحا..؟

الجواب: كثيرون هم الأدباء والشعراء الذين قرأت لهم وتركوا في وجداني أثرا كبيرا من خلال قصائدهم وكتبهم أو حتى بعض أبياتهم مثل قصيدة أبي فراس في سجنه وقصيدة أبي ذؤيب الهذلي في رثاء أبنائه وقصيدة ـ صلوات في هيكل الحب ـ  للشابي وقصيدة ـ حورية الموج ـ لمصطفى خريّف ـ وقصيدة صالح القرمادي في رثاء نفسه...أمّا بالنسبة للشعراء الجدد فأرجو أن يواصلوا على درب السابقين ولا يستسهلوا النشر وأن لا يغترّوا  بالألقاب والتكريمات والجوائز وغيرها....عليهم أن يملؤوا وطابهم من منجزات السّابقين لعلهم يضيفوا....قد كتبت مرة مقالا بعنوان ـ ليس سهلا أن نكون شعراء. !!..

بهذه الأسئلة أكون ربّنا قد سلطت ضوءا أكثر على الشاعر المتألق سوف عبيد وجعلته أقرب إليكم.. وأرجو لشاعرنا المزيد من الإبداع والنجاح..

ولمزيد الغوص في هذه الشخصية الأدبية وأعمالها يمكن العودة إلى الموقع الإلكتروني الخاص بالشاعر سوف عبيد

 تحية تقدير ومحبة للجميع

 

أجرت الحوار سُونيا عبد اللطيف ـ تونس ـ

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم