صحيفة المثقف

زيوس

صحيفة المثقف"زيوس"

وقصائد عطر الليمون ..


يتناثر عطر الليمون

من حولنا،

أتحسس رذاذه كخرير الماء

حين يهبط كزخات المطر..

إنه العطر ..

يفوح من جسدٍ يتلظى،

يتراقص لهب الليل على السرير

حين ينطفئ المصباح..!!

**

يشتعل الدم في جسدي

ويموج الضوء،

حين يفوح عطر الليمون..!!

**

تتراكض انفاسي كالسحب الماطرة،

وتتسارع خطواتي نحو الأفق،

وتدق طبول القلب،

حين تمر أصابعك تداعب جسدي

يرتجف المعنى،

ويتوقف العالم عن الدوران

إلا أنفاسك ..!!

**

تنقرُ فوقَ جبين الفجرْ،

تقرعُ بابي،

يتأرجح ضوء المصباحْ

يتبعثر ظلي،

ينتشر العطر بأجوائي،

تغرد عناديل الليل،

يزحفُ ضوءٌ

من فتحة باب الهمس،

تبدأ زخات العطر،

وتبدأ عشتار

تمسك ذيل جدائلها،

يرتجف المعنى في جفنيها،

فتهبط أنغام الكون على دفعاتْ..

تهطل زخات..!!

**

أن تفعل شيئاً ؟

إفعل ما شئت،

هز شجيراتك

حتى تسقط ثمراتك

من فيضك

هم ينتظرون تساقطها،

هل أنت بخيل؟

ابقى جليلاً لسخائك ..

حميداً لدعائك ..

وحين تكون سخياً

تصبح شيئاً،

يملؤه الحزن وتملؤه الحكمة..

انك جزء في هذا الكون، تذكرْ

العالم يحتضن الجزئيات

ليصبح كلياً ..

قد تخسر أنت، ولكن العالم لا يخسر

العالم يبقى، وأنت تزول ..

القلب، في محرابي يقول،

هل تترقب مقابل عطاءات الحب..؟

**

الصمت يسود بين الجدران ..

وتنحسر الأزمان ..

وضوء المصباح يرتعش

وعطر الليمون يفوح ..

فوق الملآءات جموح ..

وشفاه تتلظى

وشفاه تبوح ..

من أيقظ هذا الغول

الراقد في الأعماق؟

من يسبح في هذا السيل؟

حين تداعب ريح الهول

مصاريع الباب

تتنادى الأرباب

يتعالى صهيل الخيل..!!

ثم يسود الصمت،

ويكف العالم عن صحوته

ويمسي جون الهذيان

أهو الحلم يجاري روحي

ويدفن فيها اشلائي؟

**

في الليل،

وتحت بصيص الضوء الخافت

اتذكرها تحت ظلال الصمت

في الضوء الناعس

عيناها تسعان العالم

في ضوئهما يتلاشى الليل!!

**

تتقلب كالأفعى

يميناً وشمالاً

وما بينهما،

يتشح الضوء برذاذ الليمون

ويظل الصمت غيوماً

تتحاشى رذاذ الليمون،

لأن العالم يتكور في لغة

أسماها " زيوس " الهذيان ..!!

**

أفتح نافذتي

عند الغسق الغافي،

حيث ترسم حمرته

تلاوين الأغصان،

ترتجف ..

وعند السفح هناك من يلتحف

سماء النجوم في العراء

إنه عالم الشقاء

وثمة عالم الليل

وعبق الليمون

يتسلل، حيث سرير النوم

تبدأ سمفونية الإرتواء..!!

**

انطفئ الضوء

أشتعلت شمعات

تأرجحت الأضواء بين الجدران ..

لتصنع منها ظلالاً كالغيلان ..

ثم، تداهمني رائحة الصمت

ويسبقني لهاث النغمات

على إيقاع نثيث الليمون

يتسلل عبر جدائلها

وغيلان خصائلها

تتلوى بين الاشياء

حيث يموت الصمت ونبقى أحياء ..!!

**

خلف الباب فضاءْ ..

صخب وخواء وهراء ..

ودمٌ مسفوح ..

وعند حدود السفح

أملٌ مذبوح ..!!

**

تقول الأسطورة،

إن بذور المشمش

كلمات من نور

يخشاها إنسان ميت

تحولت الإيقونات إلى أحجارْ ..

رغم الأمطارْ

ورغم الإنكارْ

لم تفعل شيئاً في ملمسها الناعم

في ظل رنين الأفكارْ ..

بين يديها حبات وثمرات

قد لا تنبت في أجساد الأموات ..!!

**

كانت في الحسن،

تاج الملكات ..

وبأنامله تبحر سفن الصيد

يتفحص قمم الرغبات ..

لكن، أمام القلب جدار ..

تركته بعيداً عن عين الصياد

في زحمة اشجار الليمون

في السهول والوديان

تركته بعيداً

عند العتبة،

في الخارج، أمام الباب ..!!

**

" زيوس "، ها أنتَ أمامي

أراك قد عدت من الإبحار وحدكْ

وَعَدْتَ " باندورا " بالحب

وبالسحرِ وبالخلود .

وجمال لا تطفيه السنين ..

لا الحزن ولا الفرح ولا الحنين ..

حين يموت الموت بين ذراعيها

على أن لا تفتح صندوق الشر..!!

***

د. جودت صالح

09/10/2020

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم