صحيفة المثقف
خفضٌ ونعمى
أُقيلَ الهدهدُ الرَّفرافُ في وطني
وفرَّ الليلُ والغَبَشُ
ولم يوميءْ ندىً للغصنِ
والعشاقُ ما قلّوا بل انقرضوا علانيةً
هُمُو والهمسُ والنجوى وما في غيمةٍ نقشوا
سماواتٌ لهم حنثتْ
وآلهةٌ بهم عبثتْ
كأنَّ لآليءَ الذكرى
تَعُقُّ فتنكرُ البحرا
فلا رمشتْ ولا رمشوا
وجوهٌ حاسراتُ الضيم
ما برحتْ
على أهدابها يغفو الأسى سِفْراً
ومن أفواهها يُستخلَصُ العطشُ
بيوتٌ مقفراتُ الريح تصفعكم ملامحُها
مصمَّمَةٌ بذوقِ مُعمَّمٍ
ومخرِّبٍ مُتحزَّبٍ،
فمحالُها
يبكي لها
من فرطِ ما سرقوا وما لطشوا
مدائنُ كانت النُّعمى
وها هي ذي مُخرَّبةٌ
وفوق ركامها
يتفاخذُ
الخطباءُ
والزعماءُ
والفصحاءُ...
بُكْمٌ خاطبوا مَن مسَّهم طرّشُ
بلادٌ زانها الإفلاسُ
دَقّوا عِرقَها الدسّاسَ
إذ برعوا بتزويرٍ وتوزيرٍ وتخديرٍ وتصحيرٍ
وما ارتاحوا...
بل اجتاحَوا القبورَ
لينبشوها في الظلامِ
فنِعْمَ ما نبشوا
***
سامي العامري - برلين
تشرين أول ــ 2020