صحيفة المثقف

غباء أم استراتيجية ممنهجة؟ !!

حميد طولستعند مناقشة أي طارئ، أو تداول أي جديد، تتضارب وجهات نظر الناس في مجتمعنا وتنقسم آراؤهم إلى رأيين لا ثالث لهما، واحد مؤيد بتعصب شديد، و آخر معارض بتطرف وتخوين، كما حدث مع تعاطي الكثيرين مع قضية الدعم السخي الذي وزعته وزارة الثقافة -في عّز  زمن كورونا وجائحته التي أداقت فئات عريضة من المجتمع المغربي طعم البؤس والحاجة والخوف- الذي أجج جدالات بزنطية عقيمة لا تستند إلى قراءة متأنية، ولا إلى رؤية ناضجة متزنة تتوخى الحقيقة المنزهة عن عاطفة الفرز الحزبي والتصنيف الأيدولوجي ومغالبة الحق بالباطل، الذي يحجب العقل، ويغطي صوت الحكمة، ويستبد بمنافذ التصدي لجوهر المشاكل، ويعمق تشابك خيوطها، ويحيد بها عن النقاش الجاد والبناء، وخاصة حين يتعلق الأمر بحرمة المال العام ومسؤولية حمايته -التي لا تقتصر على الدولة وحدها، وتقع على عاتق كل فرد من أفراد المجتمع – الذي توجه به عديمي الأخلاق والتافهين فكريا وسياسيا وثقافيا ومعرفيا وسلوكيا واجتماعيا الذين يسمون بالذباب الإليكتروني، إلى استصدار حق كل محب لوطنه غيور على ماله العام، من التعبير عن رغبته في صونه والحفاظ عليه، وإنصلاح أوضاعه، و شجب فساده الناتج عن انشغال  المنتخبين بمصالحهم الخاصة -تكدس المال والثراء – عن حمايتهه وتنميته خدمة للمجتمع وتوفير الحياة الكريمة لكل فرد من أفراده بالبحث في أسباب انتشار جرائمه بشكل فضيع ..  

كما فُعل مع الفنان "نعمان لحلو" الذي تصدى له بعض الجبناء من خلف حواسبهم بالتجريح والقذف والقدح والافتراء والطعن والتخوين المجاني، بغية تعهير وطنية بادرته ورقي وسلوكه ونبيل فعله، النابع من حبه لوطنه وغيرته على أهله، وضميره الذي أبى عليه إلا أن يشجب كل ما يتعرض له المال العام من انتهاك، اندعوى الدعم الذي تحول إلى نوع من الريع لشراء دمم أشباه المفكرين والمثقفين والصحفيين والفنانين، وتدجين الأحزاب والنقابات والزوايا والجمعيات . 

كل الاعتزاز والتقدير لوطنية وشجاعة السيد نعمان لحلو ولكل مغربي شريف يريد مصلحة هذا البلد وشعبه، ويعمل على إبعاد الأذى عنهما، والخزي والعار لكل من يروج الإحباط بين المواطنين الشرفاء، ويشجعهم على التقاعس والإتكالية ودفن رؤوسهم في الرمل، والغرق في البذاءات والأحقاد والتفاهات والمسائل الشخصية الرخيصة، واهمال القضايا الكبرى التي تهدد مصالح وطنه وتعوق تنميه وتقدمه . 

يحضرني بالمناسبة مثل صيني رائع يقول: "العقول الكبيرة تناقش المبادئ، والعقول المتوسطة تناقش في الأشياء، والعقول الصغيرة تناقش في الأشخاص" ونعمام لحلو يناقش العمق، وكم كنت أتمنى أن يحذو باقي الفنانين حذو هذا المواطن الفاضل، ويتخذوه قدوة في فضح الفساد، حتى يُقضى على المفسدين، فبالتضحية تبني الشعوب وتُصنَع الأوطان وتزدهر الحضارات على أسس سليمة ومتينة. 

 

حميد طولست

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم