صحيفة المثقف

البالات او النگات

البالات اسم لطريقة تغليف الملابس المستعملة لشحنها من بلد الى اخر. والمستورد من الملابس المستعملة من بلدان يستحيف مواطنها رمي ملابسه المتهرئة الا عند الضرورة لشحة الموارد فيها .

المستوردون عراقيون من تجار الكرد الفيلية سوقهم الرائج للبالات. خبرتهم بفرز الملابس المستعملة المهتوكة ، الممزق منها يخيط يدويا والاخر تتم ريافته كمهنة فنية تسعف الملابس المستوردة والبالية وتحسنها . عادة يكون البالان من طبقات تخجل من اختيار ملابسها كون الاسواق بها الجديد الغير مستعمل لكن عسر الحال والحصارات وقلة الرواتب وهبوط العملة التي تحمل بالگواني .

اغلب رواد البالات من المعلمين والكتاب والشعراء والفنانين والارضحلجية واصحاب الدخل المحدود والقوت اليومي وبعضا من موظفي الدولة .

وتجار االبالات يفرزون الملابس المعثوثة اي التي اكلت منها حشرة العثة يرمى الميؤس منها والاخر يتم غسيله لعرضه للبيع باثمان رخيصة.

واي كان الزائر لسوق البالة يتجنب ان يراه احد المعارف، خجلا او استحياء لعدة اسباب لانريد ذكرها .

تتغير الاحوال وتنقلب الموازين بمرور الزمن الاغبر. فتصبح رثاثة ملابس البالة والنگة ووساخة غسيلها انظف من حكام واحزاب اليوم المستوردون بقمامات الاجنبي التي لاترتقي الى اي رگعة مريوفة في الملابس الرثة.

زائر البالة النبيل المرهف بحسه وعفته الانسانية . هو اشرف وانبل من حثالات اقذر المستعمل عدا الصالح منها للملبس والستر من دنس السياسة وتجارها.

هنيئا لكل شريف ستر حاله بملبس البالة. وسحقا لمن باع حيائه للاجنبي بابخس االاثمان.

اخيرا اقول:

حتى الاحمق والساقط يصبح بالمال معروفا ولو لحين!

 

د اسامة حيدر

12 -10 -2020

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم