صحيفة المثقف
دعْني أُحبُّك
دعْني أَلمُّ حُطامَ سِنيني الٌتي بعْثرتْها الٌرِّياحْ
وساقتْها مثْل شتاتِ الُمرايا
بكلِّ اٌتجاه
أُدثِّر في دفْئك قحْط ليليِ عنْد الٌكلامِ الُمباحْ
دعْني أُحبُّك
سِلْمًا
وَ حرْبًا
و ريحًا
و بردًا
و زهْرًا
و برْقًا
و شمْسًا
و رعْدًا
و عاصفةً مسْتبَّده
يَليها تمامَ الٌجنونِ
ألذُّ صباحْ
كزيتونةٍ شاقَها الٌقربُ للنَّبعِ
للقَطْرِ بعْد السِّنين الٌعجافِ و أكثْرَ دعْني أحبُّكَ
دعْني أُحبُّك فالٌعمْر ماضٍ يُهرْوِل
محْجبتان عيْناه عنْ كلِّ فقْدٍ
و عنْ كلِّ آمالِ رجْعِ
تَراكَضَ فوْق عقارِب قلْبي
حريصًا
حريقًا
نعيقًا كمحْرقةٍ للزُّهورِ
كمذْبحةٍ للبلابلِ
فوْق الٌسَّحابِ
غدَا لا مفرَّ منَ الإخْتناقِ
فيَا ويْحَ قلبيْنا منْ صقْع حبٍّ
و صبٍّ
و همْسٍ
و عشْقٍّ
و بوْحٍ
و راحْ
فَضُمَّني
ضُمَّني
ضُمَّني
ضُمَّني
و اُعْتصرْ منْ حُطاميَ نَخْبًا
كُرومًا و زيتًا و شهْدًا و توتًا
لحدِّ اٌنبلاجِ الٌصباحْ
فهذي الٌحبيبةُ قد أَمْطرتْ منْ حنينٍ
وطوَّق محْبوبُ دمعِها قلْبي
بِحبْل الحياةِ كحبْل الأُمومة ِ
يمْتدُّ نحْوَ الُجنينِ فيسْقيه روحِ الُحياةِ
تُخضِّبُ شطْآنَ روحِي
بعطْفٍ
وَ رفْقٍ
وَ شدْوٍ
وَ دَفْقٍ
كإكْليل زنْبقة ٍ
كاُبتسامةِ إبداعِ لوْزٍ
تَهاطلُ أمْطارُه منْ شتاءٍ
فلاحَ
و فاحْ
فدعْني أُحبُّ بكلِّ اُجْتياح ْ
***
زهرة الحواشي
من كتاب حدبث الروح