صحيفة المثقف

تيفنوت..

عبد اللطيف الصافيتِيفْنوت

يا إلهةَ النَّدى والمطرْ

هَذي حُقولُنا تكادُ تَموت

والزَّرْع فيها انْحسَرْ

فَلِماذا تُلقين

في بئرِ المُستَحيلات

كُل ما أَوْحيتُ لكِ من كَلِمات

تلكَ التِي، لأَجلكِ، عَرَّيتها

من قُشورِ الذِّكريات

قذفتُ بها

في حضنكِ المُشتعلِ

بالأُمْنيات

صَهرْتُها بالصَّبرِ

والتَّعَففِ

ولَظى السَّنوات

فَتنْهضين منْ سُبات

فراشَة بَنفسَجية الرُّوح

أو بَدرا

يتَوَهَّج فِي قَلبي المَجْروح

تِيفْنوت

يا إلهةَ النَّدى والمطرْ

يا وجعاً في الصَّدرِ منْحوت

فَمي.. بحُروفِ اسمكِ تَعطَّر

فلماذا تحْرقين

شَتلاتِ الياسَمِين

تلكَ التِّي غَرستُها في رحِمِ الرِّيح

لِتحرُسَ عصَافيرَ العشْقِ منَ الإِرتِياب

لمَاذا تسْقِينها ملحَ الغِيَّاب

تُطْعمينها رَذاذ المَوْج

ومُوسِيقى الرَّمل في الصَّحْراءِ العَاصِفة

تُدَربينها على الإِحْتماءِ منْ شَمس الحَنين

الْكاشِفة

و تخْتَفين

بينَ ظِلال السِّنين

وفَجْأة تظْهَرين

غائمة في لَيالي تِشْرين

يا تِيفْنوت

يا إلهَة النَّدى والمطرْ

في عيْنَيك صَفاء اليَاقُوت

وبوحٌ علَى شَفَتيكِ انْتَحرْ

***

عبد اللطيف الصافي/ المغرب

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم