صحيفة المثقف

تناقضات

حسين فاعور الساعديمن بعيدٍ حافياً وفوق ظهري

أجلبُ المياهَ للأطفالْ

بقربةٍ ورثتُها مقدوحةً

وبئرُ الماءِ حد منزلي

وثروتي كأنها الجبالْ

لكنني أصرُّ أن يظل البئرُ مغلقاً

كي لا أقتني الدلاءَ والحبالْ

(2)

مشيتُ في الطريقْ

رأيتُ أن الذئبَ مرَّ من هنا

والدبَّ والدلفينَ والبطريقْ

قبلَ أن يُغيضَ الماءْ

وتُقلعَ السماءْ

ويصبح الشمالُ القطبَ

والجنوبُ في الوراء

(3)

على ضفّةِ النهرِ لي جنةٌ

من نخيلٍ وتينٍ

من اللوزِ والموزِ

والخوخِ والفستقِ الحلبيِّ

ولي حقلُ قمحٍ فسيحٌ

وفي القلبِ بيارةُ البرتقالْ

ولي فصلُ صيفٍ لطيفٌ خفيفٌ

وفصلُ شتاءٍ غزيرٌ عنيفٌ

وبينهما يتهادى لفيفٌ من القبراتِ

وسربُ حمامٍ وبحرُ رجالْ

ولي عزوةٌ من بنينَ

وعقدُ بناتٍ

وجيشٌ من الحفداءْ

ولكنني كالغريب ِالمطاردِ

أغفو على نارِ شوقٍ

وأصحو على غصةٍ وبكاءْ

***

حسين فاعور الساعدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم