صحيفة المثقف

اعتراف

عبد الامير العباديقبلَ نصفِ قرنٍ

كنتُ اجمعُ الافلاسَ

كي اشتريَ كتباً

كنتُ قدْ قطعتُ احدَ زوايا

غرفةِ دارنا لتكون مكتبةً

 

كنا نحنُ المولعونَ بحكاياتِ

الوطنِ والثورةِ

وعلى بعدِ الافِ الاميالِ

كان صدى الحربِ والسلمُ

والامُ ،لوركا،اراغون

نبض جيفارا وووووو

 

الأفلاسُ نتقاسمها

بينَ شراءِ طوابعٍ للمنظماتِ

الفلسطينيةِ

او دعمِ فنانٍ يرسمُ لوحاتٍ

عن الانسانِ

 

الطرقاتُ كانتْ فرحةً

لانَّ الذينَ يمشون عليها

كانوا قدْ عقدوا العزمَ

على جعلها اراضِ غناءٍ

تحومُ حولها طيورُ اللهِ

القادمةُ عبرَ بحارهِ الشامخةِ

 

الانَ اعترفُ اني هزمتُ

تكسرتْ بقايا مكتبتي

نسيتُ حتى عناوينِ كتبها

رحتُ اجمعُ قصاصاتٍ

كانتْ اخرُ رثاءٍ لرفقةِ الدربِ

 

اننا معاشرُ الحالمينَ بالضوءِ

بالازهارِ

بقصائدِ الصباحِ

لقدْ هزمنا

اني الانَ اعلنها اني هزمتُ

واعلنتُ إفلاسي

وانَّ ما تبقى من رفوفِ مكتبتي

للبيعِ

 

الانَ لاشئ لدي

سوى كتيبِ لائحةِ حقوقِ الانسانِ

وصيتي الاخيرةُ انْ تضعوه

تحتَ رأسي ربما احلمُ

ببقايا انسانٍ كان انسان.

***

عبدالامير العبادي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم