صحيفة المثقف

الفرس وايران.. وإكذوبة دورهم المضخم في الحضارة العربية الإسلامية

سليم مطر- ايران لم تسلب فقط حاضر العراق، بل سلبت قبلها ملكيته لميراثه العباسي ومبدعيه!

- ان الشخصيات المنسوبة زيفا الى فارس، هم بغالبيتهم من العراق، ثم من الاحواز وافغانستان وتركستان!

دائما تسمع وتقرأ، شعبيا واعلاميا واكاديميا:

- العرب بدو جهلة، والفرس هم من صنع الحضارة الاسلامية.. غالبية العلماء من الفرس.. لولا الفرس لما انوجدت الحضارة الاسلامية.. الفرس .. الفرس .. الفرس!؟

حتى الاطفال والأمييين يرددون هذا.. العرب واعداء العرب يرددونه.. الشيعة والسنة يرددونه.. انصار ايران واعداء ايران يرددونه!!؟؟

لكن لو تمعنا في الحقائق التاريخية خارج هذا التهويش الاعلامي، لتبين لنا بكل سهولة ويقين زيف هذا التهويل. يكفينا ان نعتمد، مثل جميع بلدان العالم، على المفهوم(البلادي: أي بلد الميلاد والنشأة والتربية والنشاط)، لتحديد هوية أية شخصية تاريخية.

للتوضيح نسرد هذا المثال من ايران نفسها:

(السيد الخميني)، لا احد يعترض باعتباره: (ايراني ـ فارسي)، لانه بكل بساطة ولد ونشا وتعلم وتوفى في(ايران) . لكن لو اعتمدنا (- المفهوم العرقي القومي) فأن الامر سوف يتعقد:

- من الناحية اصول الاجداد القريبين، فان الخميني "هندي". لأن جدّه اسمه (سيد أحمد الموسوي الهندي) من سكان (دولة اوده الشيعية المسلمة، شمال الهند). هاجر هذا الجد اولا الى (النجف) موطن اجداده العلوية، ثم بعد سنوات هاجر الى (بلدة خمين: لقب خميني) في ايران واستقر هناك .

أما من ناحية اصول الاجداد القدماء، فان (الخميني)، كما هو متداول رسميا: (علوي موسوي، اي عربي)!

لكن رغم هذه الاصول (الاقوامية والاسلافية) السابقة، فقد تم الاعتماد تلقائيا وطبيعيا على (المفهوم البلادي) واتفق الجميع دون اي جدل بأن (الخميني) (ايراني فارسي)! ونحن نتفق مع هذا تماما.  لانه هو وابوه وعائلته نشأ في ايران، وكرس حياته من اجل ايران. علما بانه ايضا عاش وتثقف في (العراق ـ النجف) في منفاه لحوالي 13 عام(65ـ 1978.(

نفس الحال بالنسبة للسيد علي الخامنئي، مرشد الثورة: من ناحية الاصول العرقية اللغوية، فأنه جده (حسين الخامنئي) (تركي من آذربيجان). ومن ناحية الاصول العرقية القديمة فان (اجداده علوية عرب). كذلك بالنسبة للكثيرين من قادة وشخصيات ايران في مختلف المجالات، ومنهم مثلا الرئيس السابق (علي خاتمي، العلوي).

ثم هذا مثال مهم من التاريخ الايراني القريب:

ـ حتى عام 1500م  ظلت ايران خاضعة وممزقة بين دول وامارات عدة داخلية وخارجية. ولكنها عادت من جديد موحدة وقوية بفضل دولة ما كانت (فارسية) بل (تركمانية آذربيجانية متزاوجة مع جورجيون وشركس واكراد وارمن): (الدولة الصفوية: 1501 – 1736) ، التي فرضت التشيع.

اعقبتها (الدولة القاجارية: 1779-1925) التي حكمت ايران حتى1925 كانت ايضا تركمانية آذربيجانية، بل اكانوا رسميا (علوية اي عرب). فهل يصح اعتبارها: دولة عربية؟!

- (رضا شاه) مؤسس ايران الحديثة، وفارض(عقيدة القومية الفارسية العنصرية المعادية للعرب)، هو من (أب غير فارسي: لوري علوي. وأم غير ايرانية: قفقاسية)، وكان (ضابطا قوزاقيا) لدى القاجارين الترك الآذربيجانية، قبل انقلابه البريطاني عام 1925.

هذا بالضبط ما نعنية بـ(المفهوم البلادي) الذي جهدنا لتطبقيه من اجل تحديد(الهوية البلادية) لشخصيات المرحلة العربية الاسلامية، على الضد من المفهوم الحالي السائد والقائم على افتراضات اسلافية عنصرية خرافية: عروبية  وفارسية.

كي لا يبدو بأننا منحازون لصالح دور العراقيين والعرب ضد دور الفرس، بذلنا الجهود لعمل جدولا شاملا ونموذجيا يعطي فكرة موضوعية، ويصلح ان يكون اساسا لمراجعة واعادة كتابة تواريخ وهويات شخصيات هذه(المرحلة العربية الاسلامية). تشتمل هذه القائمة على الاقسام التالية:

- الشخصيات الإيرانية (أو الفارسية) التي ولدت ونشأت في إحدى حواضر إيران

ـ الشخصيات التركية المحسوبة ظلماً على الفرس وإيران!

ـ شخصيات أفغانستان التي احتسبت ظلماً على الفرس وايران

ـ شخصيات الأحواز التي احتسبت ظلماً على الفرس وايران

ـ الشخصيات العراقية التي احتسبت ظلماً على الفرس وايران

ـ الشخصيات العراقية المتفق على عراقيتها

 

سليم مطر ـ جنيف

.........................

* لاسباب تقنية ولكثرة المصادر وايضا الخرائط التوضيحية، يمكن قراءة وتسجيل واعادة نشر هذه الدراسة المفصلة الموجودة في موقعنا:

https://cutt.ly/5gvm3eQ

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم