صحيفة المثقف

السلام

جمعة عبد اللهللشاعر يانس ريتسوس

ترجمة: جمعة عبدالله


حلم الطفل هو السلام

حلم الام  هو السلام

كلمات الحب تحت الاشجار هي السلام

الأب حين يعود في المساء في ابتسامة منشرحة في عينيه

محملاً بزنبيل مليء بالفواكه

وقطرات العرق على جبينه

كأنها  قطرات باردة من جرة على شرفة النافذة

هو السلام

السلام حين يضمد جروح العالم

في حفر القنابل نزرع اشجاراً

في القلوب المحروقة بالنيران، نزرع براعم الامل

عندها ينام الموتى على جنبهم مرتاحين دون شكوى

بأن دمائهم لم  تذهب عبثاً

هو السلام

السلام هو رائحة الطعام في المساء

عندما تتوقف السيارة في الطريق، لا يعني الخوف

عندما يطرق الباب، يعني تحية صديق

عندما تفتح النافذة كل ساعة، يعني سماء

تتكلل العيون بافراح الاعياد . حين تدق الاجراس البعيدة الملونة للسلام

السلام هو كوب الحليب الساخن

وكتاب أمام الطفل عند الاستيقاظ

عندها تتمايل اعواد القمح وتهمس لبعضها البعض

النور . . النور

النور الذي يتألق في تيجان الافق

هو السلام

حين تتحول السجون الى مكتبات

حين ذاك تزغرد الاغاني وتتنقل  من عتبة الى عتبة في المساء

عندها يخرج القمر من سحابة الغيم

مثلما يخرج العامل من محل الحلاقة في الحي

بشوش الوجه ليحتفل بعطلة نهاية الاسبوع

هو السلام

اليوم الذي مضى  ليس خسارة ً

يكون الجذر الذي يرفع اشجار الفرح في المساء

عندها يكون يوماً مريحاً، ونوماً لطيفاً

نشعر بأن الشمس في عجلة في شد رباطها

لطرد الحزن من زوايا الزمن

السلام في اكوام القمح التي تحصد في سهول الصيف

في  ابجدية الخير على ركبتي الفجر

عندما تقول يا أخي .... عندما تقول غداً سوف نبني

نبني ونغني

هو السلام

عندها سيكون للموت مساحات صغيرة في القلب

حين تشير  المواقد بأصابعها المسار نحو  السعادة

نشم عطر القرنفل في ساعة الاصيل

يستنشقها الشاعر البروليتاري . يغني وينشد للسلام

ويصافح الناس بالسلام

السلام هو الخبز الساخن على مائدة العالم

هو أبتسامة  الام

لا شيء غير السلام

في المحاريث التي تحفر عميقاً في كل أخاديد الارض

تكتب أسماً واحداً

السلام .... لا شيء غير السلام

فوق حروف القصيدة

في القطار الذي يتجه الى الغد

محملاً بالقمح والازهار

هو السلام

أخوتي :

مدوا أياديكم لنصافح السلام .

***

 

..........................

ملاحظة: حرصت على تدوين المفردة (زنبيل) كما جاءت في نص القصيدة، وهي تحمل نفس المعنى واللفظ في اليوناني والعربي . ولم اكتب مفردة السلة

وهذا رابط الفيدو بصوت الشاعر مع موسيقى الموسيقار ميكس ثيدروداكيس

https://youtu.be/CEh-R9eWwoE

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم