صحيفة المثقف

مرجعيتنا اقليم كردستان؟

كل ماجرى بالعراق من علاقات بين الاقليم في كردستان واقليم بغداد يؤشر بشكل ملموس قدرة كردستان على تكريد اقليم بغداد لجميع حكوماته وبرلماناته وسلطاته القضائية وطوائفه السياسية عربا، سنة وشيعة. وتحديدا  انصياع رؤساء الحكومات في بغداد و المتناغمة مع الرغبات الاقليمية باستثناء د. حيدر العبادي الذي كان مختلفا تماما عن بقية الحكومات في المركز . بالاخص بعد عناد الرئيس مسعود البرزاني واصراره لاجراء الانتخابت بالاقليم.

في كردستان هنالك اعمار وامان وسلطة عشائر واحزاب وتطرف البعض قوميا استمر منذ التسعينات وبعد تحديد خطوط الطول والعرض المحمية دوليا . وزادت وتيرة البناء في الاقليم وسن قوانين للاستثمار داخل الاقليم الشمالي تشجع وتسهل عمل المستثمر في بيئة امان وارباح  مضمونة  رسميا. اضافة لتعاقدات كبيرة في استخراج الطاقة مع الشركات المستثمرة في الاستخراج والتصدير والتسويق بارباح لم تحلم بها الشركات الاجنبية سابقا مع اي منتج ومصدر للنفط والغاز، من مبدا وهب الامير مالا يملك .مما وفر الكثير من العمولات للاحزاب والعشائر وخلق مناخات لتهريب النفط باسعار اقل بكثير من السعر السائد عالميا. بتشجيع ايراني وتركي واسرائيلي . وكأن بغداد ببهائم سياسية  اعماها علف الارتشاء . فقد كان موفقا الرئيس مسعود في زج بغداد بمكرمات متعددة ومتنوعة .ولان الحكومات وساسة الصدفة قليلوا الجاه والشخصية مما سهل شرائهم بابخس الاثمان. فما عليهم الا ان يكونوا تبعا لقادة كردستان كما هم تبع ذليل لبقية القوى الاقليمية في العراق ومنافذه وسماءه. فاصبح اقليم كردستان المكان الامن لماهو ممكن نقله جوا او برا . بمنافذ لايجرئ اي لص او مسؤول كبير في بغداد ان يحدد وارداتها اليومية او السنوية. طوبى للاقليم ولحكومته وبرلمانه وليبيشمركته المنضبطة، وعشائره الملتزمة .

ولغرض نقل تجربة اقليم كردستان الى اقليم بغداد وبقية المحافظات بحكوماتها الغير مؤهلة والتي نهبت بلا اعمار لمناطقها.وللدعم الحكومي المستمر لاقليم الشمال ولتميزه بجميع المجالات العمرانية والامنية وبكفائة متميزة . لابد لكي تعمم التجربة الكردية الناجحة على عموم مناطق العراق لابد من الاتي:

اولا :جعل حكومة اقليم كردستان هي الحكومة البديل لحكومة بغداد وبصلاحيات اتحادية لتقويم وانقاذ مايمكن انقاذه من خراب قادم لفشل حكومات بغداد ونجاح حكومة اقليم كردستان المدعومة عربيا وخليجيا ودوليا.

ثانيا: تكريد جميع السياسين سنة وشيعة منطلقين من مبدا شريك واحد افضل من شركاء يسرق كل منهم لوحده.

ثالثا:نقل تجربة اقليم كردستان وتطبيقها  على عموم العراق لما انجزه وما ناله من اعجاب الدول الكبرى وعلاقاتها مع الاقليم وكونه الحليف وتعاونه دوليا في مختلف الاصعدة. والعراق بامس الحاجة الى قائد حازم وصادق وله اهداف واضحة من منطلق شعار اذا قال مسعود قالت كردستان وبغداد.

رابعا: لكون بغداد مدينة يصعب العيش فيها وللانفلات الامني وتعدد الولاءات فيها . ولعدم كسب اي خبرة سياسية لسياسيوها الذين فضلوا مصالح احزابهم وعوائلهم على المصلحة العامة . يتم تغير بنود الدستور وحذف عبارة دين الدولة هو الاسلام ، لعدم وجود دولة بالمعنى الحقيقي وللحفاظ على الاسلام الملوث من دعاته.

خامسا : توحيد الوزارات ليكون اقليم كردستان بحكومة اتحادية بدلا من حكومة بغداد  وبلامحاصصات ويعطل البرلمان الحالي لعدم تلبيته لمصالح الشعب.

اهمية تفعيل وصاية الامم المتحدة التي مازال العراق يدفع مصاريفها وفق البند السادس من قرار مجلس الامن. ولاعادة العراق ضمن الدول االناجحة وليس ضمن الدول الاكثر فشلا.

اخيرا اقول: الاماكن لا تساوي شيئا وهي خاليه ممن يحبونها وتعج بسراقها ومخربيها!

 

د. اسامة حيدر

25- 10 -2020

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم