صحيفة المثقف

خطة عملية وضرورية للنهوض بالمجتمعات العربية

حسين فاعور الساعديما هي المشكلة؟: الأثرياء المستفيدون والحكام المتسلطون يرون ألا مشكلة عند الشعوب العربية. أما الأحرار الغيورون على هذه الأمة فيسألون: كيف يمكن لهذه الأمة أن تنهض مما هي فيه من جهل وتخلف؟. وحتى أجيب على هذا السؤال الصعب سأشبه هذه الأمة بصندوق فاكهة. هذا الصندوق بوضعه الحالي معظم فاكهته تالفة ومتعفنة. هذا التلف ينتشر ويصيب الحبات السليمة فيتلفها أيضاً. كل فلاح يعرف أن الحل والحل الوحيد هو فرز الحبات السليمة من بين الحبات التالفة. لكن ذلك غير ممكن في مجتمعاتنا ولو كان ممكنا لحللنا المشكلة من جذورها. ما يجري اليوم ه رش مواد كيماوية من قبل المستغلين على هذا الصندوق المتعفن للحفاظ عليه كما هو ولمنع انتشار رائحته.

التالفون والمتعفنون في مجتمعاتنا سواء كانوا من الفقراء المعدمين أو من الأثرياء الفاحشين أو من الطبقة الوسطى أو من الحكام الجهلة هم من يفسد كل شيء في مجتمعاتنا لأنهم يُستعملون من جهات مختلفة خارجية وداخلية لمنع أي تغيير.

فما دام الفرز غير ممكن فإن الحل هو البناء من جديد. فكيف ذلك؟

أ‌- الأدوات والوسائل التي تحتاجها خطة البناء من جديد:

1- أهم أداة أو وسيلة هي تنظيم الأسرة. وأقول تنظيم لأخفف من معارضة من سيعارضون. المطلوب هو تحديد الأسرة بولدين أو ثلاثة. هذه الأداة أو الوسيلة هي شرط أساسي بدونها سيظل مطلب التغيير سراباً وأحلاما لا يمكن تحقيقها. ولدان أو ثلاثة بفوارق سنوات بين ولادتهم تمكن من تربيتهم بالشكل السليم وتعليمهم في المدارس والجامعات وتوفير متطلباتهم ليكبروا واعين ومثقفين يعرفون ما يريدون ولا يمكن التلاعب بعواطفهم وغرائزهم.

2- دكتاتور مخلص ووطني لعدة عقود حتى يكبر الجيل الجديد من الشباب والشابات الذين تربوا بشكل سليم ويحملون الشهادات الجامعية ويتحلون بالثقافة الواسعة فيختارون الديمقراطية ويعرفون كيف يتعاملون معها. فبدون دكتاتور ستقوم الجهات المعارضة للتغيير في ظل ما يزعمون أنه ديمقراطية بخلط الأوراق وإشاعة الفوضى وإفشال الخطة. والصين هي خير مثال.

3- الدكتاتور الصالح سيقوم ببناء المدارس والجامعات وتوفير التعليم الإلزامي فيها مجاناً لسلامة الروح. وسيبني المستشفيات والعيادات وكل ما يتطلب لسلامة الجسد.

ب‌- العقبات التي ستعترض الخطة:

1- الأثرياء لأن من مصلحتهم وجود فقراء أغبياء ليواصلوا استغلالهم واستعمالهم للحفاظ على ثرواتهم ومواقعهم.

2- الإخوان المسلمون الأمريكيون بناء على طلب من مشغليهم تحت مظلة الدين وبشعارات أن تنظيم النسل حرام ويتعارض مع الدين وان الله هو الرازق وما إلى ذلك من أقوال حق يراد بها التخريب والتلاعب بمشاعر البسطاء. لمواجهة هؤلاء نحتاج لدكتاتور صالح ومخلص لأمته.

3- الحكام جميعاً سيعارضون ذلك حرصاً على كراسيهم المدعمة بالجهل والتخلف. وسيزعمون أن ذلك يتعارض مع حرية الفرد والدين.

ت‌-  فوائد الخطة:

1- تنظيم الأسرة يعطي الفرصة للوالدين لتربية أولادهم بطريقة سليمة فوجود ولد واحد في سن الطفولة يمكّن الوالدين من رعايته جسدياً وعاطفياً. ويمكّنهم من التحدث إليه والإجابة على كل تساؤلاته ومرافقته في اكتشافاته وبناء شخصيته. بينما لا يستطيعون القيام بذلك عندما يكون لديهم ولدين أو أكثر في نفس الجيل.

2- العدد القليل من الأولاد يمكن الأسرة من العيش برفاهية ودون ضغوطات فيخف الصراع والعنف داخل الأسرة ويمكنها من بناء جيل يتمتع بالوعي ولا يقبل الذل. ففي العائلات كثيرة الأولاد يتعود الولد على سماع "أسكت" رداً على تساؤلاته وعلى الضرب كأقصر طريق للسيطرة عليه وتوجيهه فيكبر ذليلاً مكبوتاً.

3- تنظيم الأسرة يمكن الدولة أو الدكتاتور الصالح من توفير الغذاء والدواء والعمل للجميع. فالتكاثر أو ما يسمى بالتفجر السكاني يمنع التغيير ويعيق التنمية ويرسخ البطالة.

ث‌- سلبيات الخطة:

1- تتعارض مع العقيدة الإسلامية. في رأيي المتواضع لا يوجد أي نص لا في القرآن الكريم ولا في السنة الشريفة يمنع تنظيم النسل. هنالك نصوص تمنع قتل الأولاد خوفاً من الفقر أو من العار.

2- تحتاج لنظام دكتاتوري صالح ومستنير لتنفيذها بسبب معارضة المنتفعين المستفيدين من التخلف من سياسيين فاسدين ورجال دين مزيفين ومغرضين ومُشغّلين.

بدون ذلك لن نتغلب على الجهل والتخلف وسنظل في القاع ولن نلحق بركب الحضارة السائر بسرعة فائقة أو سنظل في أحسن الأحوال نراوح مكاننا دون أي تقدم إلى الأمام.

***

حسين فاعور الساعدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم