صحيفة المثقف

البْابِية والبَهائية في العِرّاقُ.. دراسة مَعَ نَصْ كِتابْ أَقْدَسْ

1982 البابيةصدر اليوم عن دار الفرات للثقافة والاعلام - العراق - بابل بالاشتراك مع دار سما للطبع والنشر والتوزيع كتابي الموسوم (البْابِية والبَهائية في العِرّاقُ.. دراسة مَعَ نَصْ كِتابْ أَقْدَسْ). الكتاب من القطع الوزيري وتضمن (334) صفحة، مزود بالصور والاحصائيات والجداول.

الكتاب تضمن مقدمة وستة فصول ولكل فصل ثلاثة مباحث أو أربعة، تضمن الفصل الأول تاريخ الشيخية والكشفية ومن هم علماء الشيخية؟ وعقائد الشيخ أحمد الاحسائي، ومعتقدات السيد كاظم الرشتي، والأسباب التي أدت إلى تكفير صاحب الجواهر للرشتي، فضلاً عن أحداث كربلاء ولقاء محمد علي الشيرازي بالسيد الرشتي.

أما الفصل الثاني فتضمن تاريخ ظهور البابية، ولقاء حسين البشروئي بالباب

ظهور البابية، ومن هم حروف حي؟ والأسباب التي أدت إلى إعتقال وإعدام الباب ، وما حدث في مؤتمر بدشت، ومحاولة أغتيال الشاه، وحوادث البابيين الدامية، فضلاً عن دور حواريو الباب في الدعوة، منهم: الملا حسين البشروئي والحاج محمد علي القدوس والملا علي البسطامي وحياة قرة العين، وقرَّة العين ومحنتها بغداد والأسباب التي أدت إلى مقتل قرة العين، ورأي الدكتور الوري بقرَّة العين، وقرَّة العَين في الأدب والفنون.

اما الفصل الثالث فتضمن سيرة حياة بهاء الله وأسرة بهاء الله، ودور بهاء الله في نشر دعوته في بغداد، وماهية كتابا الكلمات المكنونة والإيقان، وما حدث لبهاء الله في حَدِيقَة الرّضْوَان، وساعة إعلان بهاء الله بأنه الموعود، ومن ثم تسفير بهاء الله إلى استانبول، والنزاع الذي حدث بين البابية والأزلية، وسجن بهاء الله في عكا، ودور عباس أفندي الملقب بـ(عبد البهاء) في الحركة البهائية، وعبد البهاء ورأي المفكرين العرب، وساعة وفاة عبد البهاء، ودور شوقي أفندي رباني وإنجازاته في الديانة البهائية،

أما الفصل الرابع فقد تضمن عن واقع حال وحياة البهائيون في ظل الحكومات العراقية المتعاقبة حتى عام 2009م، كما احتوى الكتاب على تاريخ الكعبة البهائية الأولى، والبهائيون في عهد الاحتلال البريطاني، والبهائيون في العهد الملكي، والمؤسسات البهائية في العهد الملكي، وحظيرة القدس في منطقة السعدون، والبهائيون في العهد الجمهوري ، والبهائيون في حكومة عبد السلام عارف، وساعة إلقاء القبض على عبد الرزاق العبايجي، والبهائيون وحكومة البعث، ودور السيد موسى الموسوي وموقفه من البهائيين، وحادثة إعدادية المأمون للبنات، ونص قرار حظر الديانة البهائية

حملات إعتقال البهائيين، وواقع حال البهائيون في حكومة صدام حسين، ولقاء ضابط الأمن خالد الدوري في منزل الباحث عبد الرزاق العبايجي، والبهائيّون بين علي الوردي وعبد الرزاق الحسني، وواقع حال البهائيون بعد عام 2003م والحقوق الضائعة لأبناء الديانة البهائية. وحياة البهائيون في كوردستان العراق وأماكن تواجدهم، وأرقام وإحصائيات نفوسهم.

 

اما الفصل الخامس فقد تضمن معتقدات البهائية والعبادات والمعاملات، وموقفهم من التوحيد والذات الإلهية والرسل والنبياء والجنة والنار والثواب والعقاب وموقفهم من الشيطان والاسراء والمعراج.

أما الفصل السادس فقد تضمن أهم كتبهم المقدسة، كما تضمن عباداتهم وقبلتهم وصلاتهم وحجهم وزكاتهم واعيادهم وتقويمهم السنوي. ومعاملاتهم في الزواج والطلاق والوفاة وقانون الأرث وعقوبة الزنى وحد عقوبة القاتل وعقوبة شارب الخمر والمخدرات ولاعب القمار، وحرمة العمل السياسي، ودعوتهم للمساواة بين الرجل والمرأة، وموقفهم من الربا، وموقفهم من العلمانية.

تعتبر البابية والبهائية حركة دينية اجتماعية مجددة بحدود ما تبنته من تعاليم جديدة، عرفت بين أعدائها بنسخ الشريعة، والبابيّة Babism فرقة دينية منسوبة إلى (الباب) الذي يعني في المعتقدات الشيعية الوسيط بين الله، أو الوليّ المقدس من نبي أو إمام وبين العبد. وقد أطلق عليها بالحركة البابية كونها حركة جديدة مشتقة في الأصل من المعتقدات الشيعية، والتي ظهرت في إيران في القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، وتصاعدت في دعواها إلى أن أعلنت نفسها ديانة جديدة مستقلة عن الديانات والمذاهب الأخرى السابقة لها. وهي في اعتقاد أصحابها، أسمى وأرقى منها جميعاً بموجب ناموس الأرتقاء الديني المتفق مع التطور. وهي باعتقادهم أيضاً ذات قيمة نسبية مؤقتة خاضعة للتطور، ولذا لم تقرر البابية عن نفسها أنها آخر ما يُعطاه الإنسان من الوحي الإلهي، أو ما تستحقه الإنسانية من الأنوار السماوية.

كان المتصدي لنسخ نصوص الشريعة قُرَّة العَين، حيث تركت أماكن النساء وخلعت الحجاب واتصلت بمؤيديها من الرجال، في وقت كان الحجاب يعتبر مكمّل لعفة المرأة. لكن عندما نتابع تأريخ تطور الحركة البابية نجد أن أنصارها من علماء الدين الذين تأثروا قبلها بحركة الشيخية أو الكشفية. وقد كشف البابيين اللثام عن أسرارهم وحروفهم منها (حروُف حَي) ذات الرقم (18)، وهم حواريو الباب والمختارون من الله ليكونوا رموزاً يتجلى للبشر عبرهم، فالحاء تعادل العدد ثمانية والياء تعادل العدد عشرة، فيكون المجموع ثمانية عشر، وبإضافة الباب يصبح تسعة عشر، وهم أطياف الله المقدسين. فضلاً عن أن عدد حروف (البسملة) (بسم الله الرحمن الرحيم) تسعة عشر.

والبابية والبهائية "أحد الفرق التي انشطرت من داخل رحم الإسلام وظلت تراعي الشهادة الإسلامية والتي هي عبارتي: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله)، والإقرار بلقرآن كآخر كتاب ينزل من السماء، واعتماد الحديث النبوي بما يصلح شأن هذه الفرقة أو تلك، لا سيما وأن رواية الحديث ومصدرها مختلفان من فرقة إلى أخرى"( ). وفكرة البابية ظهرت في إيران كعقيدة لأن من طبع الشعب الإيراني أنه سريع التأثر، مغالٍ في آرائه ومبادئه، ولذلك غرست بذورها في إيران وانتشرت في بقية البلدان.

وحركة البابية والبهائية ابتدأت عرفانية من خلال مسايرة الشيخية نسبة للشيخ أحمد الأحسائي في الكشف عن الأسرار، دون أن تدَّعي النبوة لمؤسسها، ثم تدرجت من العرفانية إلى نيابة الإمام المهدي المنتظر إلى باب الله، وإلى المبشر ببهاء الله، وهو مثله مثل يحيى المعمدان وعيسى بن مريم. كما بادرت البابية عبر تأويل شخصية المهدي والجنة والنار والإسراء والمعراج، من خلال كتبها (البيان) وأجزائه، و(كتاب أقدس)، وكتب أخرى، التي أدعت إنها رسالات سماوية، فكانت مخيلتهم التي أطلقوا لها العنان فتجوب السماء وتأتي برسالاتهم وكتبهم ووصاياهم وأحكامهم.

كانت دعوتهم أن يكون العالم قطب واحد ولغة واحدة ودين واحد، لأن الإنسان جعل أبنائه من امرأة ورجل، مع العلم أنها افترقت إلى فرق وهي بالمهد. كانت دعوة البابية والبهائية لتخليص المرأة من الدونية في حقوقها مع الرجل، كما اعترفت بفضل المعلم عن طريق إشراكه بالميراث، وكانت دعوتها لأثرياء العالم بانصاف العمال. إلا أن الفتاوى التي اصدرها مراجع الدين قد حرمت الإنتماء لهذه الفرقة، وتحكم على أتباعها بعقوبة الإعدام.

تعدّ "العائلة البهائية في العراق أنموذجاً لوحدة الإنسانية التي يدعون لها، فهم ينحدرون من أديان مختلفة وأعراق متنوعة، تربطهم علاقات وثيقة بعوائلهم المسلمة، أو المسيحية، وأصدقائهم وأقربائهم وجيرانهم، وهم بذلك يتداخلون مع جميع الأديان والجماعات والأقليات. ينتشر اليوم البهائيون في مختلف مدن وبلدان وقرى العراق من الشمال وحتى الجنوب. وقد استقر كثير منهم في السنوات الأخيرة في كردستان العراق، لا سيما في السليمانية، بسبب الاستقرار الأمني والاجتماعي هناك.

وبسيب غياب الاعتراف الرسمي بهم وبمؤسساتهم والصعوبات المقترنة بإحصاء أعداد أتباع أي دين في العالم، لا يوجد إحصاء دقيق لعدد البهائيين في العراق بحسب مناطق انتشارهم، إلا أن عددهم يقدر بعدة آلاف تنتشر في المناطق المختلفة للبلاد، لكنهم بكل تأكيد يشكلون نسبة قليلة من سكان العراق. وبحسب مواقع حيادية أخرى معنية بمقارنة أتباع الأديان، يصل عدد البهائيين في العالم إلى (7) ملايين. وعليه فهم يعتنقون أكثر الأديان انتشاراً بحسب المناطق. إلا أن أهم وجود لهم في الهند وإيران والولايات المتحدة.

 

نبيل عبد الأمير الربيعي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم