صحيفة المثقف

المسيَّب مدينة المحبة الوفاء

جواد عبد الكاظم محسنالمسيَّب مدينة المحبة والوفاء والكرم، ما عاش فيها أحد إلا ارتاح بسكناها وأحبها وذكرها بخير، أقول هذا وأمامي مجموعة من الشخصيات التي عاشت فيها مدة من الزمن، وتفرقت بهم السبل عنها، وبعضهم بلغ مناصب عليا في الدولة في مختلف العهود، ولم تبارح المدينة ذاكرتهم مثلما خلدوا في ذكرتها، وبقيت لهم علاقات طيبة مع عدد غير قليل من أهلها، ولم تنقطع الصلات معهم.

ومن هؤلاء الشخصيات المحترمة، الفريق الركن عبد الجبار الأسدي المولود في مدينة البصرة سنة 1925م، والمتخرج في مدرسة المسيَّب الابتدائية للبنين سنة 1941م، وأكمل دراسته الثانوية في مدينة الديوانية بتفوق، واختار الكلية العسكرية برغبة منه وتشجيع من والده، وتخرج فيها سنة 1949م برتبة ملازم ثانٍ، وأكمل دراسته العسكرية العليا في كلية الأركان قبل ثورة 14 تموز سنة 1958م، وعند قيامها كان برتبة رائد ركن (رئيس أول)، ثم تقدم في الرتب العسكرية عن جدارة واستحقاق، وشغل مواقع عديدة، وعاد لكلية الأركان آمرا لها سنة 1974م لكفاءته، وتولى مناصب عسكرية رفيعة أخرى وبمهنية عالية قبل أن يحال إلى  وظيفة مدنية، فكان وزيراً للنقل والمواصلات، وليس من المبالغة القول إنه من أفضل الوزراء الذين شغلوا هذه الوزارة، ثم أحيل على التقاعد، فغادر ميدان العمل والخدمة الطويلة بسمعة طيبة ونزاهة مشهودة ونظافة يد، وهو مضرب مثل في تواضعه وأخلاقه الراقية سواء أكان في خدمته العسكرية أم في خدمته المدنية، وحظي بحب واحترام كل العاملين معه، ولهم كلمات منشورة في ذلك.

خلال فترة استيزاره كانت له زيارة رسمية في منتصف عقد الثمانينيات لمدينة صباه وصحبه مدينة المسيَّب، وقصد أول ما قصد مدرسته الأم مدرسة المسيَّب الابتدائية للبنين محييا إدارتها وكادرها التعليمي، وشاهد وسط ترحيبهم به السجل القديم والصفحة المخصصة له، وفيها صورته، واستعاد ذكرياته فيها، بعدها سأل عن صديق صباه وزميله في المدرسة المحامي علي جواد (أبو هدى)، وزاره في بيته في حي المعلمين، ومازال على صلة وتواصل معه إلى يومنا الحاضر.

قبل أيام شاءت المصادفة السعيدة أن أقف على منشور عنه في مجموعة (تاريخ العراق الحديث) التي يديرها الأستاذ ليث المشهداني، فسرني ذلك جداً واستذكرت صلته بمدينة المسيَّب في تعليق قصير ودعاء نخلص، فكان له اتصال بالواسطة، وتحية وسلام وفيض مشاعر لمدينة المسيَّب وأهلها الأوفياء، واستذكار لعدد من الشخصيات التي عاصرها، منهم المرحوم عبد الدائم العلوش (عمو دايم) مدير مدرسة المسيَّب الابتدائية، والمرحوم جواد كاظم النجار (أبو قحطان)، وغيرهما.

ألف تحية مني ومن أهلي أهالي المسيَّب الكرام للأخ الكبير أبو فراس الفريق عبد الجبار الأسدي لوفائه وحبه لمدينتنا معاً، وأدعية صادقة له منا جميعاً نرفعها إلى الله تعالى بأن يمن عليه بالحفظ والسلامة وتمام العافية والعمر المديد.

 

جواد عبد الكاظم محسن

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم