صحيفة المثقف

الإبداع الصدى!!

صادق السامرائيأبدع: أنشأ، إخترع، أوجد، خلق، أتقن .

تفكير إبداعي: خلاّق أصيل 

صَدَّى: رَجْعُ الصوت يردده جسم عاكس.

هل عندنا إبداع أمْ صدى إبداع؟

قد يكون السؤال غريبا ومفاجئا، لكنه يطرح نفسه على الساحة العربية التي تزدحم بالمبدعين، وفيها من الكتاب والمفكرين وحملة لواء الثقافة ورايات الأقلام، الآلاف اللامؤلفة كلماتهم ورؤاهم وتطلعاتهم.

إبداع يتشظى ومبدعون يتنافرون، والحصيلة كم هائل من الكتابات العاجزة عن صناعة حاضر معاصر ومستقبل منشود، بل تتزاحم على المواقع فتتأباها العيون، ولا تساهم في زعزعة النواهي وتحفيزها للتفاعل المنير.

ومعظم ما نجود به صدى إبداعات مجتمعات الآخرين، ونبرر ذلك على أن العالم قد تداخل وتفاعل، وما يبدعه أبناء مجتمع ما يأخذه عنهم أبناء مجتمعات أخرى، وهذا إقتراب تسويغي لعجز مبين.

وقد إنطلقنا في مسيرات الإبداع الصدى منذ بداية العقد الخامس من القرن العشرين، وتمادينا في سلوكنا المعبر عن إبداعات الآخرين في شتى المجالات، حتى أصبحنا لا نثق بما نقدمه إن لم نقرنه بإبداع غيرنا، أو نعتمد على ما أبدعوه كمرجع لإثبات صحة ما نذهب إليه ونأتي به.

وفي الأدب هناك أسماء معدودة قدمت أصيلا، ويأتي في مقدمتها نجيب محفوظ ، وأسماء أخرى ذات تأثير في الوعي الثقافي العربي، أما في ميادين المعرفة الأخرى فأن مشاهيرها إعتمدوا نظريات الآخرين، وحاولوا بموجبها تفسير وتحليل واقع أمة لا تمت إليه تلك النظريات بصلة قوية، ولهذا لا تجد عالما أو باحثا أو مفكرا إمتلك الشجاعة والثقة للإتيان بما يعالج التحديات بأنواعها، ولهذا تراكمت وتعفنت فتعضلت.

فلا توجد نظرية عربية أصيلة ذات قيمة عملية، يمكنها أن تصنع التغيير وتقود إلى مستقبل أرقى وأقدر. وعندما تعيش الأمة في وديان الصدى، فأنها تتصدع وتصاب بالغثيان وبإضطراب السلوك والرؤى!!

فهل سيكون لنا صدى؟!!

 

د. صادق السامرائي

7\11\2020

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم