صحيفة المثقف
على هُدى الضِلّيلَة
وَلَـداً
عـلـى أكـتـافِـهـا صَـعــدا
مِـن يَـومِـهـا
صـارَ الـنـزولُ سُـدى
لا أرضَ
إنَّ الأرضَ
قـد بَـعُــدتْ
أمْ خـالَـهـا
وهْـوَ الـذي ابـتَـعَــدا؟
لِـيَـكُـنْ،
فـمـا عـادتْ هـنـاكَ سـوى
مِـلْـحٍ
وحـتّـى مِـلْـحُـهـا فَـسـدا
وكَـمـا يَـقـيـنٌ خُـلَّـبٌ
وكـمـا
حَـوَلٌ هـنـاكَ
يُـحـالِـفُ الـرَمَـدا
والآنَ
هـذا أنـتَ أمْ شـبَـحٌ
قـد خَــفَّ
لَـمّـا غـادرَ الجَـسَـدا؟
أكـتـافُـهـا !
أكـتـافُ مَـن؟
ولَـداً
أغــوَتْـهُ؟
لا
بَـلْ وحـدَهُ شَــرَدا
لا بُـدَّ مِـن حُـمّـى
تُـجَـمِّـرُهُ،
مَـجـنـونُـهـا
مَـنْ راحَ مُـتَّـقِــدا
مَـرّتْ عـقـودٌ سـتّـةٌ سُـحُـبـاً
لا غـيْـثَ:
أحـيـانـاً كـأنَّ نَـدى
هـذي الـ كـأنَّ
جَـمَـعْــتَ أَدْمُـعَــهـا
وعـلى
غـبـارِكَ رُحْـتَ مُـعــتَـمِـدا
فَـعـجَـنْـتَ لـوْحَ الـطـيـنِ،
نـائـمـةٌ
فـيـهِ الـقـصـيـدة،
تَـصْـحُـوَنَّ غَــدا
كـالـمُـهْـرِ جَـمّـاحـاً
يُـنَـفِّــرُهُ
أنْ يَـلْـجـمـوهُ
وأنـهُ رُصِـدا
رَشَّ الـصـهـيـلَ عـلـى الـمَـدى
فَـلَـكـاً
وانـزاحَ عـن فَـلَـكٍ لَـهُـمْ
ومَـدى
كَــ تَـعـلّـقٍ
والـكـافُ كـان لَـهـا
لِـقـصـيـدتـي
عُــكّـازةً ويَـدا
كـقـطـارِ أحـلامٍ
ــ حُـمـولَـتُـهُ
طـيـرُ الـقَــطـا ــ
مـا غـادرَ الـبَـلَـدا
إلاّ خـفـيـفـاً ،
مِـن نـوافـذهِ
تِـلـكَ الـحُـمـولَـةُ
رَفْـرفَـتْ صُـعُــدا
لا طـيْـرَ
يَـسْـتَـرخـي عـلى طَـبَـقٍ
فـجـنـاحُـهُ
يَـأبـاهُ مُـزْدَرَدا
وقـفٌ لـطـيـركِ
حـقْـلُ سـنـبـلـتـي
قـال الـذي يَـسـقـي
ومـا حَـصَـدا
كَـروايـةٍ مـخـطـوطـةٍ
بَـقـيَـتْ
فـصْـلاً يـتـيـمـاً
مـاتَ مَـن سَــرَدا
أكـمـلـتُـهـا كَـهْـلاً
عـلـى عَـجَـلٍ
كـانَ اسـمُـهـا:
(مـا أشـيَـبَ الـولَـدا)
أكْـمَـلْـتَـهـا كَـهْـلاً تـقـولُ،
إذَنْ
أنتَ الـمـؤلِّــفُ
لا الـذي رَقَـدا؟
هُـوَ شـاءَهـا وعْــداً
وغـادَرَهـا
وأنـا الـذي
وفّـيْـتُ مـا وَعَــدا
واصَـلْـتُـهـا
كـانَـتْ مُـفـارِقَـةً
وغَـسَـلْـتُـهـا
مِـن طـيـنِـهـا غُــدَدا
خـذْ هـذهِ
مَـنْ ذي لِـ آخُـذُهـا؟
لا شـيءَ
أعْـنـي أنَّ لا أحَـدا
آنَـسْــتُ لا شـيـئـاً
فـقـلـتُ لَــهُ
مُـتَـوَسِّـلاً:
امْـكـثْ ولَــوْ زَبَـدا
يا غـيـمـةً دَرْداءَ
كـمْ قَـضَـمَـتْ
بَـدْراً
فـأظْـهَــرَ نـورُهُ الـدَرَدا
خـالٍ !
أيَـخـلـو الـرُبْـعُ مِـن كَـمـأٍ
خـذْ
خُـذْ
بَـنـاتِ الـرَعْــدِ
قـد رَعَــدا
مـاذا عـن (الـفَـصْـل الـيـتـيـمِ)
وعـن
ذاك الـذي
قـد شَـيَّـبَ الـوَلَـدا؟
مـا شـابَ
لـكـنَّ الـرؤى اشـتـعـلَـتْ
مِـن فـوقِــهِ
واسّـاقَـطَـتْ بَـرَدا
يـا أيهـا الـرائـي
أمـامَـكَ ذا
حـوتٌ
وأنتَ رأيـتَـهُ قِـدَدا
فـي مـا ورا طَـرَفَـيْ مُـعــادَلَـةٍ
كـانَ الـذي
مِـن قَـبْـلِ أنْ وُلِـدا
قـيّـافُـهـا يـا لـيـلُ
ذو جُـنَـحٍ
هَـيّءْ لَــهُ
مِـن حَـدْسِـهِ رَشَـدا
أغـوتْـهُ هـذا الـكَـهْــلَ
صـبْـوتُـهُ
درويـشُـهـا
إنْ قـامَ أو قَـعَــدا
قـد يَـمـدحُ الـتُـفـاحَ
مُـنـتَـشـيـاً
كُــرْمـى سَــفَــرْجَـلَـةٍ
بـهِ وجَـدا
قـد يـخـتـفـي
كـالـبـرقِ مُـنـطـفِـئـاً
قـد يَـحـتـفـي
بـالـخـوفِ مُـرتَـعِــدا
يَـعــرى
ويَـزعــمُ ــ قِـيـلَ ــ أنّ لـهُ
كـنْـزاً
وحـتـى الآن مـا نـفـدا
في الـقـصْـرِ
بَـعْـدَ الـعـصْـرِ نُـزهَـتُـهُ
بـيـن الـنـوافـيـرِ الـتـي
اجـتَـهَـدا
في حَـجْـبِـهـا
إنْ غـابَ مُـنْـشَـغِـلاً
أو نَـصْـبِـهـا
إنْ آبَ مُـبْـتَـرِدا
كَـم راحَ يُـحْـصـيـهـا
فـتَهـربُ مِـن
عـددٍ صحـيـحٍ :
تَـكْـسـرُ العَـدَدا
زمَـكـانُـهـا
لا ظـرْفَ يُـشـبِـهُـهُ
ظـرْفٌ ويُـضْـمِـرُ
جـوهَــراً صَـمَـدا
لا تَـجـعـلَـنَّ الـشِـعْــرَ
فـلـسـفـةً
واعـزفْ
نُـحـبُّ الـعـزْفَ مـنـفـردا
حَـسَـنـاً
أنـا قـانـونُـهـا وأنـا
نَـوّطْـتُـهـا
صـوتـاً ورجْـعَ صـدى!
ضِـلّـيـلـتـي
أمَـرَتْ جَـلالـتُـهـا:
إنَّ اسـمَـهـا الـمـلَـكِـيَّ صـارَ
هُــدى
لِـبـلاطِـنـا
هـذا الـرخـامُ فَـقُـمْ
عَـجّـلْ بـنـحْـتِـكَ
ذلـكَ الأسـدا
صَـمِّـمْ لـنـا الأقـفـاصَ
مِـن ذَهَــبٍ
حـتّـى الـغـرابُ
أريـدُهُ غَـرِدا
ولَـديَّ
نـابـا فـيـلِ والِـدَتـي
صَـمِّـمْ مـقـابِـَضَ مـنـهـمـا
لِــمُـدى
ولَـديَّ مِـن
أبَـنـوسِ جَـدّتِـنـا
عَــرْشٌ
عـلـيـهِ أسـلْـطَـنَـتْ رَغَــدا
ولَـديَّ
أحـواضٌ بِـزنْـبَـقِـهـا
ولَـديَّ مِـن ـ ـ
***
يـا أُمَّ كُـلِّ لَــدى
خَـلِّ الـتَـفَـنّـنَ لِلـمـهـنـدسِ،
لا
لا تَـعـبـثـي بِـصُـروحِـهِ
أبَــدا
هـذي الـقـصـيـدةُ
شـاءَ شاعِــرُهـا
صَـدَداً
وشـاءتْ غـيـرَهُ صَـدَدا
فَـتَـمَـنّـعَـتْ
رُخٌّـاً عـلى جـبَـلٍ
لا زاجِـلاً
يـأتي كَـمـا عُـهِـدا
يَـنْـتـابُـني مِـنْـهـا
مَـلائِـكـةٌ
وأبـالِـسٌ
وعـرائِـسٌ وعِـدى
ونَـمـارِقٌ وحـدائِـقٌ
وشـذاً
وصـواعِــقٌ وحـرائِـقٌ
ورَدى
حـتـى ذبـابُ الـخَـيْــل
ذاتَ رُؤىً
فـيهـا عـلى
فَـرَسِ الـضُـحـى احـتَـشـدا
حـتـى كـأنْ حـتّـى
مُـهَـرْطِـقـةٌ
غَـلْـواءُ تـركـبُ رأسَـهـا
عَــنَــدا
لَـمْ تَـتَّـبِـعْ
إلاّ بَـنَـفْـسَـجَـهـا
وهْــوَ الـذي أدْمـى الـسَـمـا
حَـسَـدا
أقـراطُـهـا
بـالأمـسِ طـارَ بِـهـا
والآنَ جـاءَ
لِـيـسـرقَ الـجُـدُدا
هـذي (سُـدى)،
مـيـزانُـهـا ذَهَـبٌ
قُـلْ لِـلـمَـلـيـحـةِ
سـوقُـهـا كَـسَـدا
إنّـا لَـضِـلّـيـلانِ
عـن عَـمَـدٍ
وضَـلالُـنـا الـمـقـصـودُ
مـا قـصَـدا
يَـدري
ولا نَـدري بـأنَّ لَــهُ
مَـهـمـا تَـجـانَـحَ
غـايـةً سَـدَدا
إنّ الـقـصـيـدةَ
نـسْـغُ شـاعِــرِهـا
يَـذوي إذا
مـا مـاؤهـا ركَـدا
يـا وردةً خـضـراءَ
تـلْـعَــقُـهـا
ثُـعــبــانـةٌ خُـنْـثـى
لِـرَشْـفِ نَـدى
أعَـصـايَ أنـتِ
أأنتِ سـاحـرتـي؟
عـرَجـي عـلـى
كِـلْـتَـيْـكُـمـا اسـتَـنَـدا
يـا سِـرْبَ ضِـلّـيـلـي مـفـازتِـهـا
لا فـوزَ
حـتـى مـصـرعِ الـشُـهَـدا
حـتّـى الـنـيـازكُ
ظَـنّـهـا انـتَـحـرتْ
فـي قـطْـبِـهِ
وصـراخُـهـا جَـمَـدا
قـافُ الـحـقـيـقـةِ واحـداً: حُـجُـبٌ
مَـن حـازَ قـافَـيْـهـا
فَـقَـدْ شـهــدا
لَـكـأنَّ بَـعْــدَ الـوقـتِ
قـافِـلَـةً
تَـحـدو بِـهـا
وكـأنَّ لا أمَــدا
خَـزَفٌ؟
أجَـلْ
نَـهـوي
عـلـى
خـزَفٍ
مـا أقـصـرَ الآجـالَ
والـمُـدَدا
الأربـعــاءُ
إمـامُ جُـمْـعَــتِـهِـا
فـي الـسـبـتِ جـاءَ فـلَـمْ يَـجـدْ
أحَـدا
طُـوِيَ الـمُـخَـيَّــمُ،
قـالَ آخِـرُهُــمْ:
غـجـرَ الـسـمـاءِ نَـسـيـتُـمُ
وتَـدا
***
جـمـال مـصـطـفـى
