صحيفة المثقف

يَنْسابُ مِنْ رَوْضِ البَراعةِ

عدنان البلداويتَنْأى بِيَ الذكرى وشـوقــي غامِـرُ

وبَريقُ حَرْفك فـــي الجّوَى يَتَسامَر

 

ورَفيفُ أَجنحةِ القريضِ لـه صَدَىً

فــــي الليل يسْرقُ غَفْوَتي ويُساهِر

 

وأَبُثُّ مِــــنْ شـوقي ، بـقافيـــةٍ إذا

عَـزَّ اللقاءُ ، مـــــع النسيــمِ تُسـافِرُ

 

أفَـكُـلما وَسَـــــنٌ يُـغازِلُ مُـقْـلتــــي

تَـغْـزوهُ نَسْـمَـــةُ يــَقـظـــةٍ فيُـغـادِرُ

 

وإذا رَقَـدْتُ فَمــِنْ مَحاسِن رقْدَتـــي

حُلُمٌ بــــه وَزْنُ القصيـــــدةِ  عـامِـرُ

 

وإذا ارتَقى المضمونُ صَوْبَ عَلائه

يحلــو النـشيــــدُ بـوَقْـعِـــهِ ويُــجاهِرُ

 

ينسابُ مـــــِن رَوْضِ البراعَة بُرْعُمٌ

أحْـلـــــى صـفاتٍ فيــــــه انـه زاهـِرُ

 

فإذا البـيانُ مـــــــع البـديـــــع تواجَدا

فَـلِـــرِحْلَةِ النـظـم البَـليـــــغِ تـَواتـــــرُ

 

ولِصورة الوصفِ الأنيـــــــــقِ مَعالمٌ

تـبدو اذا أذِنَـتْ لـــــذاك مَشــــــــاعِـرُ

 

إنَّ التَـفـنـنَ فــــــــي الكــــلام مواهبٌ

يســـمو بها مـــَنْ في التجارب ناظِرُ

 

يبقــــى رَصيـــدُ المفرداتِ مُوافيــــا

للإنتـقاءِ ولـــــــــونُ حـَرْفِــــه ناضِرُ

 

إشراقـةُ المعنـــــــى دَليــــــلُ تَبَصُّـرٍ

ورشاقـــــــةُ الألفـــــاظِ حَـرفٌ قادِرُ

 

أوْسِـــــعْ خيالاً فــــــــي رُؤاكَ تألُّقاً

فالشِـــــعـرُ دون تخَـيـّــلٍ يــتـناثــــرُ

 

وإذا شَمَمْتَ العِطرَ فـــــــــي أرْدانهِ

وعَلاكَ ضوْءٌ فـــــــي القوافي سائرُ

 

ألِّفْ لــــــه لحْـــــنَ التـفوّقِ عـازِفـاً

واسْتوْحـــــــي ما يَعلو بــه ويُفاخِرُ

 

إنّ التبحُّرَ فــــــــــي جمالِ بُحُورِها

خَـلْـقٌ لإبـداعٍ .. لـديـــــــــه بــوادِرُ

 

وإذا عَـــــلا الأغصانَ طائرُها شدا

دُرَرا بـــــــها عَبـَقُ البـلاغةِ زاخـرُ

 

تُهدَى لمـــــــن يبغي المعاليَ منهجا

فيـــــــــه التـعـفـفُ والإبـاءُ ســرائـرُ

***

شعر عدنان عبد النبي البلداوي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم