صحيفة المثقف

معجم القصبات والقرى في محافظة بابل

1996 معجمأثرى الدكتور عبد الرضا عوض المكتبة العراقية والحلية على وجه خاص بالكثير من المؤلفات القيمة التي تناولت تأريخها وأعلامها وتراثها وكل ما يتصل بها، وقد أطل علينا بكتابه الجديد (معجم القصبات والقرى في محافظة بابل) الصادر حديثاُ عن دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة، وهو الكتاب التاسع والثلاثون ضمن (سلسلة تراث الحلة) التي يواصل العمل فيها.

بدأ الكتاب بتوطئة عن (الحلة قديماً) منذ انتقال المزيديين إليها سنة 495هـ واتخاذها عاصمة لإمارتهم زمن أميرهم صدقة بن منصور الذي (بلغت الإمارة في أيامه أوج عظمتها لما كان يتحلى به من صفات الكرم والشجاعة والدهاء) وحبه للأدب والأدباء، ولعل خير من وصفه العماد الأصفهاني في خريدته إذ قال (كان صدقة صديق الصادق، لا تنفق عنده بضاعة المنافق، حسن الخلائق للخلائق، يهتز للشعراء اهتزاز الاعتزاز، ويخص الشاعر المجيد من جوده بالاختصاص والامتياز، ويؤمنه مدة عمره من طارق الإعواز، يقبل على الشعراء، ويمدهم بحسن الإصغاء، وجزيل العطاء، لا يخيب قصد قاصده من ذوي القصائد، ويبلغ آمليه أغراضهم والمقاصد).

واستعرض المؤلف في توطئته أيضاً مكونات المجامع الحلي والتطورات الإدارية للحلة في عهد الإدارة العثمانية والوحدات الإدارية التابعة لها بشكل موجز، وأهمية وسائل النقل المارة بمدينة الحلة كالقطارات والسيارات  والسفن والقوارب النهرية.

رتب المؤلف معجمه وفق الحروف الألفبائية، فبدأ بحرف (أ) وانتهى بحرف (ي)، وقد تضمن جرداً عاماً بأسماء القصبات الرئيسة في محافظة بابل (الأقضية والنواحي)، والقرى المنتشرة على طول مساحة المحافظة، وقد بلغ عددها أكثر من ثلاثمئة قرية، مع تعريف مناسب لكل واحدة منها وتحديد موقعها، وسبب تسميتها، والساكنين فيها، وهو جهد ليس بالهين أو القليل، ولا يقدره إلا من عرف البحث والتأليف في مثل هذا المجال.

اعتمد المؤلف على البحث الميداني المتواصل الذي قام به وزياراته المتكررة لتلك القصبات والقرى واتصاله بشخصياتها واستماعه لأقوالهم وآرائهم وتمحيصها، ورجع إلى أكثر من ثمانين مصدرً ومرجعا قديماً وحديثاً فضلاً عن الدوريات والصحف، واستقى مادته منها.

يعد هذا المعجم الرائد في محافظة بابل هو الأول في موضوعه ومادته وشموله، وسيثير بالتأكيد الانتباه والمراجعة من قبل أهالي المحافظة، وخاصة المعنيين والمهتمين من أبناء تلك القصبات والقرى، ومن المتوقع إضافة معلومات جديدة له تغنيه، وإذا ما تجمعت مادة كافية قد تستدعي صدور طبعه ثانية مزيدة ومنقحة له في المستقبل القريب إن شاء الله.

 

جواد عبد الكاظم محسن

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم