صحيفة المثقف

هذا الجَسدُ

عبد اللطيف الصافيهذا الجَسَدُ

الفارهُ

الثَّائر كبُرْكان

هذا الجَسَدُ

الفاتنُ

المُتْرع بالجَمَال

وراءَ أي ستارٍ كان يختبئُ؟

و هاتانِ العَينَان

المُرصَّعتان بالزَّبرْجد

واللاَّزَورد

هاتانِ العَيْنان

الغَائِمتان

اللتَان أَعرفُهما منذ زمنٍ بعيدٍ

في أيِّ أرضٍ كانَتا تُمطِران؟

وتلكَ الأصَابعُ

الْمُتَّقدة كشهبِ العِيد

ياإلَهي

تلكَ الأَصَابعُ

التِي تفوحُ منْها رائحةُ العَنْبرِ

هلْ تُصافحُ دَمي الجَامحَ

الرَّاكِضَ في ضوْءِ القمرِ؟

وتلكَ الكَأسُ

المُوشاةُ بإِكليلٍ منْ زَبدٍ

تلكَ الكَأسُ

التِي تُداعبُها يَد آلهةٍ منْ نُون

و زِنْد مَلفوفٌ بالدَّهْشة

هلْ تَبُلُّ عَطَشي؟

ها أَنا أراكِ يا مَيْنُ

في كَاملِ أُنُوثتكِ

وقدْ نضجَتْ مَلامِح وجْهكِ

أَراكِ منْ جَديدٍ

منْ بَعيدٍ

كَوَمْضة بَرْق شَارِدة

أضاءَتْ دَاجِياتَ رُوحي

رَتَّقتْ نُدوبي وَ جُروحي

أراكِ

أَنا المتَعبِّدُ في مِحْرابكِ

كَنسمَةٍ تَدَفَّقتْ في شَرَاييني

تُرمِّم شَرارَةَ وِجْداني

آهٍ يا ميْنُ

لوْ يميلُ قلبُكِ قليلاً

يَشْرب نخْبَ هذا الهوى

الصَّاعدَ منْ أيَّامي

وأسْقامِي

ومن غُبارِ زَمَني

لوْ يلتقطُ همَساتي

ولهَفاتي

ورُكامَ شَجَني

لوْ تَسْكُبين ظلَّكِ في ظِلِّي

لوْ تُقيمِينَ خيمَتكِ فوقَ تِلالِ نَبْضي

قَدْ يُفْضي بعضُكِ لِبعْضي

ونبدأ معا تَدْوينَ رحْلَتِنا

في خارطة الْقُبَلِ

ولوعَةَ المُقَلِ

***

عبد اللطيف الصافي / المغرب

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم