صحيفة المثقف

منشور منثور!!

صادق السامرائيما تنشره المواقع والصحف المعاصرة أصبح هباءً منثورا، تذروه رياح الأوهام وهذيانات الأقلام !!

فالنسبة العظمى منه يموت في الموقع الذي يظهر فيه، ولا يُستفاد منه في التصدي والمواجهة وصناعة التغيير، والعلة في الناشر والمنشور والذي كتبه.

فالناشر لا يمتلك الوقت للتحرير والتقرير، لشدة الدفق القادم إليه، والكاتب لا يعتني بما يكتب لإندفاعيته نحو النشر، والقارئ لا يأبه للمنشور لأنه لا يغريه، ولا يساهم بإجتذابه وإستزادته، بل معظمه يصيبه بالغثيان والدوار.

فمقروئية المنشور ضعيفة، وبعض المواقع تضع إحصائيات مشكوك بها، لأن العديد من الذين ينشرون يقومون بتكرارا زيارة ما نشروه مرارا، ويطلبون من ذويهم ومعارفهم وأصدقائهم فعل ذلك لإيهام الآخرين بأن المنشور مقروء!!

ولذلك أصبحت الكتابة عبثا، وتبديدا للوقت وهربا من واقع أليم يتحكم بمصير الأجيال، في زمن مات فيه القانون والدستور والقيم والأخلاق، وصارت الفتاوى التي تمليها أمّارات السوء والبهتان هي القائد والعنوان.

ولكي يُقرأ المنشور ربما سيحتاج لفتوى من شيطان مَكين، متسلط على رؤوس المغفلين، وكلٌ له تابع أمين.

فما قيمة منشور لا يُقرأ؟

وما أهمية آلاف العناوين القابعة في فضاءات الإنترنيت، والناس حيارى تبحث عما يقيت، وما حولها قتّال مميت، والضاد ينأى ويتوارى في غياهب المقيت، والكاتب يخط على وجه الماء، ويحسب ما يكتبه من إبداعات الأدب والفكر النبيت!!

فهل للنشر أثر؟

"ولا تلقوا الكلام على عواهنه"!!

 

د. صادق السامرائي

15\11\2020

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم