صحيفة المثقف

إلى السيّد ماكرون (19):

حسين سرمك حسنفجّر الإرهابيان نفسيهما بالعبوات الناسفة، وظلت جوازات سفرهما سليمة وكاملة !!

بقلم: تيموثي ألكساندر جوزمان

ترجمة: حسين سرمك حسن


هجمات باريس الإرهابية وهجمات 911 في أمريكا: "أدلة مماثلة" تجعلها مشبوهة في هذا الوقت، مأساة الهجمات الإرهابية في باريس خلّفت سؤالاً بلا إجابة واحدة. هل كانت هذه الهجمات من نمط "عملية العلم الكاذب" أم "ضربة مرتدةا"؟ بعض المؤرخين وعلماء السياسة الذين يفهمون التدخل الغربي في الشرق الأوسط قد يشيرون إلى هذه الأخير؛ الضربة المرتدة. كتب الراحل تشالمرز جونسون كتابا بعنوان "الضربة المرتدة : التكاليف والنتائج المترتبة على الإمبراطورية الأمريكية" حيث عرّف الضربة المرتدة بأنها عواقب غير مقصودة للسياسات الخارجية التي قامت بها وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) والتي أخفيت عن الشعب الأمريكي".

مصطلح الضربة المرتدة، الذي اخترعه أولا المسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية للاستخدام الداخلي الخاص بهم، بدأ بالانتشار بين طلاب العلاقات الدولية. ويشير إلى عواقب غير مقصودة من السياسات التي تم الاحتفاظ بها سرا من الشعب الأمريكي. وما تتداوله التقارير الصحفية اليومية عن الأفعال الخبيثة للـ "الإرهابيين" أو "أباطرة المخدرات" أو "الدول المارقة" أو "تجار السلاح غير الشرعي" في كثير من الأحيان هي رد فعل سلبي من عمليات أمريكية سابقة.

حكمت السياسة الخارجية الفرنسية في عهد الإمبراطورية الاستعمارية منذ القرن السابع عشر أجزاء من أفريقيا وأمريكا الشمالية وجنوب شرق آسيا والهند ومنطقة البحر الكاريبي. شهدت فرنسا الاضطرابات الاجتماعية وواجهت مقاومة من مختلف السكان المظلومين. هايتي وفيتنام والجزائر تتبادر إلى الذهن. فرنسا مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لديها سياسات تدخل خارجية لعدة قرون مما أدى إلى اكتساب الأراضي التي ما زالت تحتلها حتى اليوم. ان الكثيرين يقولون أن الهجوم الإرهابي في باريس كان في طور التكوين منذ وقت طويل.

نعم، هذا صحيح بمعنى أن الهجمات الإرهابية يمكن أن تكون ردا على تدخلات الولايات المتحدة والناتو الحالية في العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا التي خلقت أزمة اللاجئين في أوروبا في المقام الأول. ولكن مع أدلة على أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" تقوم بتسليح وتدريب وتمويل "المتمردين المعتدلين" منذ عام 2011 لإسقاط الرئيس بشار الأسد، وتفعيل ديناميات التغيرات. واشنطن سلحت ومولت المجاهدين في أفغانستان التي أصبحت "القاعدة" المعروفة باسم تنظيم القاعدة التي قادها في الأصل أسامة بن لادن (المتوفى عام 2001). فهل كانت الهجمات الإرهابية في باريس هي "الثأر" من قرون من القمع؟

هذا أمر غير مؤكد.

هل هناك إمكانية أن تكون عملية علم كاذب؟

أعلنت الدولة الإسلامية أنها مسؤولة عن الهجمات الاخيرة في باريس مثلما فعل تنظيم القاعدة الذي ادعى أيضا مسؤوليته عن هجمات 11 ايلول. المنظمات الإرهابية عادة ما تعلن مسؤوليتها عن أفعالها. ومع ذلك، يبقى السؤال ما إذا كانت الهجمات من نوع عملية العلم الكاذبة أم لا؟ علينا أن ننتظر. ومع ذلك، هناك أوجه شبه بين الهجمات الارهابية في باريس وهجمات مدينة نيويورك يوم 11 سبتمبر.

أولاً، تم العثور على جوازات سورية ومصرية من اثنين من الانتحاريين في مكان الهجوم قرب الملعب في الجزء الشمالي من مدينة باريس. بعد أن قام كل من الإرهابيين المشتبه بهما بتفجير نفسيهما بالعبوات الناسفة، ظلت جوازات سفرهم لا موجودة سليمة وكاملة !!

وهذا يعيدنا إلى هجمات 11 سبتمبر حيث عثر مسؤولون امريكيون على جواز سفر سليم على بعد عدة بنايات من مركز التجارة العالمي الذي يعود إلى أحد الخاطفين، "سطام السقامي". عندما تحطمت طائرة أميركان إيرلاينز الرحلة 11 بعد اصطدامها بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، احترق 10000غالون من الوقود متحوّلاً إلى كرة من نار يُفترض أنها هي التي أسقطت البرج واذابت الفولاذ فيه. ومع ذلك، تم العثور على جواز سفر السقامي ليثبت من يقف وراء هذه الهجمات. وهو من قبيل الصدفة أن يتم العثور على جواز سفر في باريس بنفس الطريقة كما في الحدث المأساوي لهجمات 11 سبتمبر. أنه لأمر مريح للمحققين أن يقدّموا أدلة من  جوازات السفر التي وجدوها لتحديد هوية الإرهابيين المشتبه بهم ، وهم عادة من منطقة الشرق الأوسط. وقد ردت حكومة فرانسوا هولاند بالدعوة إلى "الثأر" و "محاربة هؤلاء الارهابيين أنفسهم" لأن جوازات السفر تثبت من أين جاء الإرهابيون، وهم في هذه الحالة، من سوريا ومصر.

هناك العديد من الصدف في ما يخص هجمات 11 سبتمبر، ولكن لا يزال المتشككون يعلنون أن هجمات 11/9 هي عمل "داخلي" مهما كانت ما توحي به الأدلة. قال تقرير لصحيفة ديلي ميل أن واحداً من الانتحاريين في الهجوم الإرهابي على باريس، وهو "إبراهيم عبد السلام" كهربائي عاطل عن العمل، ينام خلال النهار، وكان باستمرار "يدخن الحشيش" ، ولم يدخل مسجدا وفقا لأقوال زوجته. ومن المؤكد أن هذا يشبه واحدا من قادة جماعة 11/9 ، وهو "محمد عطا" الذي كان يقوم بأكثر بكثير من تدخين الماريجوانا. وبحسب ما ذُكر عنه فإن عطا كان يشم الكوكايين ويشرب الخمر ويحضر الحفلات في النوادي الليلية (بصحبة راقصات تعري الاحتكاك بين الحين والآخر) في لاس فيغاس مع أربعة من زملائه الخاطفين. الكاتب والمحقق الصحفي "نفيز مصدّق أحمد" نشر كتابا عنوانه : "الحرب على الحقيقة: 11/9، التضليل، وتشريح الإرهاب" في عام 2005، وكتب ما يلي:

ووفقا للمحققين الامريكيين فإن خمسة من الخاطفين بينهم عطا، الشحي، نواف الحازمي، زياد الجراح، وهاني حنجور زاروا لاس فيغاس ست مرات على الأقل في الفترة بين مايو وأغسطس 2001. وحسب تقارير صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل، فأنهم "شاركوا في بعض السلوكيات غير الإسلامية بالتأكيد من المتع المحرمة في العاصمة الأمريكية المشهورة بسمعتها السيئة في الانحطاط الأخلاقي "، بما في ذلك شرب الخمر، ولعب القمار، وزيارة نوادي التعري. كما لاحظت صحيفة ساوث فلوريدا صن سنتينل، أن الفجور المتكرر للخاطفين على خلاف مع أهم المبادئ الأساسية للإسلام:

"ثلاثة من هؤلاء الرفاق كانوا يثبون بمرح مع راقصات التعري على مسرح المهر الوردي للتعري. اثنان آخران كان يطرقان أكؤس الويسكي والروم ويشمان الكوكيين في هوليوود في عطلة نهاية الأسبوع قبل أن يقوموا بالعملية الانتحارية الجماعية. قد يصف هذا سلوك العديد من الرجال المشتبه بهم في هجوم يوم الثلاثاء الإرهابي، ولكنها ليست صورة المسلمين المتدينين، كما يقول الخبراء. ناهيك عن أن هؤلاء المتشددين الدينيين يعيشون أيامهم الأخيرة على الأرض".

كما هو الحال بالنسبة لهجمات باريس الإرهاب و 11/9 ، فإن المشتبه بهم يشتركون في صفات متماثلة. ألا تعتقد أن مثل هذه المصادفات تجعل الوضع على الأقل، مشبوها للغاية؟ كل من إبراهيم عبد السلام ومحمد عطا كانا يقومان بسلوكيات منافية للإسلام. سوف يظهر المزيد من المعلومات قريبا حول إبراهيم عبد السلام وشقيقه صلاح (الذي لا يزال مطلوبا من قبل السلطات الفرنسية والبلجيكية). ونحن نعلم جميعا أن الشك وحده، لا يشكل حقيقة. ولكن بالنسبة للمبتدئين، من المؤكد أن الشك يفتح علبة الديدان كما يُقال.

كان التدخل الغربي في جميع أنحاء العالم دائما مشكلة كبيرة ، وكانت القوى الاستعمارية الغربية في أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة البحر الكاريبي وآسيا عاملا رئيسيا في تأجيج المشاعر المعادية للغرب. ولكن هذا الهجوم الإرهابي من نوع خاص وبهذا الحجم لديه كل بصمات عملية العلم الكاذب، ولكن ما زال من المبكر جدا أن نحكم بشكل قاطع.

ومن العوامل المهمة في فهم ما حصل هو أن نفهم أنها سواء أكانت رد فعل سلبي أم عملية علم كاذب ، فإن كليهما يخدم المؤسسة السياسية والمالية في فرنسا والتي يمكن أن  تستخدمها كذريعة لمواصلة الحرب في سوريا تحت غطاء محاربة الدولة الإسلامية تحت قيادة حلف الاطلسي. وملاحظة هامة أخرى هي ضرورة النظر إلى مشكلة الديون في فرنسا والتي سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى احتجاجات حاشدة ضد اجراءات التقشف التي فرضتها بروكسل. يمكن للحكومة الفرنسية الآن حظر تلك الاحتجاجات من خلال تعليق الحقوق المدنية للحفاظ على أمن الناس وسلامتهم. وبالنسبة لفرنسا، فإن زيادة سلطات المراقبة الحكومية بالإضافة إلى الحرب وصعود المشاعر المعادية للإسلام ستكون جزءا من الحياة اليومية.

 

.........................

* هذه ترجمة لمقالة:

The Paris Terror Attacks and 911: Similar “Evidence” Makes it Suspicious –

Timothy Alexander Guzman

Global Research, November 20, 2015

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم