صحيفة المثقف

مقاهي المسيب

مدينة المسيب، مدينة جميلة يشطرها الفرات الى شطرين، وقد حباها الله بطيب الهواء،و خصوبة الارض، حيث تكتنفها البساتين الفيحاء، والمزارع الغناء، يرويها الفرات بعذب سلسبيل مائه، فجعل قلوب الكثير من الناس تهوى اليه، ما سكنها احد الا حاول ان يتشبث بالبقاء فيها، وان غادرها فسيظل دائم الحنين اليها، كتبت عنها كتابا اسميته (المسيب تاريخ وحياة)، تكلمت فيه عن كل ما وصلت اليه من معلومات تخص الحياة الاجتماعية والاقتصادية والادبية،ودورة الحياة فيها، ظهرت المسيب كميناء الى الوجود بعد ان انتهى دور الانبار التاريخي،وانتقال السفن الى مدينة المسيب متخذة منها ميناء لتجلب لها مختلف البضائع، وتصدرمنها بضائعها ومنتجاتها الزراعية، وتحول طريق الزائرين الى كربلاء من طريق النيل حلة الى طريق الاسكندرية مسيب

 مماحدى بالقرية الى التحول الى النمط المدني من خلال ظهور السوق وانتشار المهن المختلفة، والتي تحتاجها المدينة، فكان المقهى من عناصر المدينة المهمة، ويعود ظهور المقهى الى ماقبل سنة 1850م بزمن طويل ربما، حتى انها اصبحت تمثل اهم عناصر تمصيرها، حيث صبغتها بالصبغة المدنية، وهي اشارة واضحة الى انتقال الحياة من الريف والمضيف الى حياة المدينة ونظامها الاجتماعي وعلائقها الاقتصادية، والاجتماعية، فكانت البديل الحقيقي للمضيف، فقد اصبحت المكان الذي يلجأ اليه الوافد، فهي ديوان ومضيف المدينة، وهي محطة استراحة ابنائها بعد انتهائهم من عمل يومهم الشاق، حيث يتجمعون عصرا ومساء فيها، ليتبادلوا الاحاديث اويعقدون اتفاقياتهم ويناقشون مشاريعهم واعمالهم، ويشنفون اسماعهم بمختلف القصص التي يقصها عليهم القصة خون بعد المساء، لاسيما في ليالي رمضان،وكانت النركيلة عروس مجالسهم في كل المقاهي، ولاهميتها (المقاهي) اصبحت لكل محلة مقهاها الذي يرتاده شباب المحلة، كما ان المقهى اصبحت ذات اختصاص بنوعية روادها، فلما كانت المسيب ميناء ومدخالا الفرات الاوسط كثرت فيها السفن، فتكونت  ذلك شريحة  اجتما عية عرفت بالملاحين، فكانت لهم مقهى عرفت بمقهى الملاحين وكان مكانها في الشارع العام في الجهة المقابلة لمدخل السوق الكبير ومكانها الان اصبح دكاكين وجزء منها   دخل في جامع ال ثابت، ومقابلها عند مدخل السوق الكبير قامت مقهى مهدون وهي من اكبر واشهر المقاهي في المدينة، حيث انها مقر لعمال واسطوات البناء والكسبة وغيرهم من ابناء المدينة والوافدين للمدينة والمارين بها، ويجاورها مقهى عليوي تخيت حيث كانت مقابل كراج بيت ثابت ومعظم روادها من السواق وغيرهم، ومقابلها كانت مقهى عبد دايخ امتازت بصغرها واناقتها وروادها خليط من مختلف الشرائح الاجتماعية، واذا اتجهنا الى الجنوب سنلتقي بمقهى الحاج رسمي، وهذه المقهى مرت بدورين الدور الاول كانت مقهى مكشوفة ولكنها مسيجة بسياج حديديى يرتفع عن الارض مقدار متروهي على شكل حديقة فيها انواع الزهوروبعض الشجيرات، اماروادها فكانوا من المعلمين والمدرسين والموظفين وبقية الشرائح،وكان فيها قسم مسقوف شتائي، نقضت هذه القهى وشيد محلها العديد من المحلات ومقهيان كبيران، شغل احداهما صالح شقيقة ثم تخلى عنها الى الحاج رسمي، وافتتح محلا للكماليات في الجهة المقابلة،والمقهى الاخرى كان يديرها عبد علي وهوالاخ الاصغر للحاج رسمي،واذا ماوصلنا الى حسينية المسيب  ستواجهنا مقهى سلمان، وهي مقهى محلة الشيوخ، واذا ما اتجهنا نحو الجسر فسنصل الى مقهى عبادة القجري على الجهة اليمنى يقابلها مقهى اخرى (نسيت اسم صاحبها) وكان الى جوارها في مدخل السوق الكبير الجهة المقبلة لمقهى مهدون جايخانة عريف عبد وهي مقهى صغير، وامثالها موجود في مناطق عديدة من المدينة لاسيما داخل السوق، واذا ما ذهبنا الى داخل السوق سنتقاطع مع عمود السوق، فاذا استدرنا يمينا سنلتقي بمهى كبيرة واسعة ذات واجهة ضيقة وهي المقهى القديمة لمهدون، كانت فخمة الاثاث انيقة مزينة بالمرايا التي توزعت على جدرانها، وهذه اول مقهى تدخل الحاكي الكرانفون حيث يستمع روادها الى الاغاني العراقية والمصرية، وحسب طلباتهم، ولقد شغلها بعد مهدون ال صنكور، ثم تركوها واتجهوا لبيع الاجهزة الكهربائية، ولازالت هذه المقهى قئمة ولكنها فقدت جاذبيتها حيث ما عاد يرتادها سوى الاحداث لممارسة لعبة البليارد، وفي الجهة المقابلة في سوق الخياطين مجاور جامع السعداوي/ الفرات مقهى حبيب، ومقابله قرب مدخل السوق من جهة النهر مقهى قديمة جدا هي مقهى بيت حمادي التي اندرست بحكم الزمن، واذا ما ذهبنا باتجاه العلاوي فعلى الجهة اليسرى بالقرب من حمام الصابوني مقهى الحاج بزيزين، وهي مقهى يرتادها بعض كبار السن والمجاورين، وهناك جايخانه قديمة من العهد العثماني عند نهاية شارع بيت مكاوي مجاورة لعلوة محمد كبسون الجبر وهي مدخل بستان الانباريين واذا ما استمر مسيرنا واتجهنا يسارا نحو نهر الفرات سنلتقي بمقهى بيت خنفور على شاطيء النهر وكان يرتادها الشباب المثقف والموظفين، واذا ما استمر سيرنا حتى نصل الى جدار البنزينخانة، سنلتقى هناك بجرداغ عباس صدا م هذا الجرداغ / المقهى ونقلا عن المرحوم هادي الحلاق الجميلي، كان مقرا للشعراء الشعبيين من ابناء المدينة وضيوفهم من شعراء المدن الاخرى، ومن الشعراء محمد السعلو وعباس النشعة وهادي الحاج كاظم الانباري، واذامارجعنا ادراجنا ودخلنا محلة ام الصخول فسنلتقي بمقهيين عند مدخل السوق الكبيرهما مقهى قرش ومقهى جاسم الجميلي، وهما من مقاهي المحلة القديمة وكان المرحوم حجي عبود قصة خون المحلة يعقد جلساته في مقهى قرش  وعند وصولنا الى نهاية شارع ام الصخول فعلى جانب المخل الايسر للخارج من المحلة مقهى مسلم العلاوي وغلى الجانب الاخر مجاور محل حاج كاظم بزونة مقهى كاظم ياس وهي حديثة بالنسبة للاخريات والى شمالها مقهى عبد النبي الخنفور،وهناك مقاهي متاخرة كمقهى المحطة وكان يرتادها هواة الدومينو ومقهى بيت عافص ويقابلها  مقهى بيت مروح عند مدخل شارع التجنيد مقابل مقهى بيت عافص، وهناك مقهى عليكه الكشاش مقابل كراج الحاج سلمان المكاوي، ومقهى محسن ملتقى الشباب على نهر الفرات، ومقهى سيد مهدي مقابل دراج الجسر، ومقهى مهدي الكواك في مدخل شارع اولاد مسلم،اما اهم القهواتية الين امتهنوا هذه المهنة في  حياتهم، ممن اتذكرهم، شاكر الزابطي، واخوه صبري الزابطي، وصالح الجبوري ابن الشاعر عباس النشعة وكانت مقهاه في مدخل السوق مقابل شارع كاظم عويص، وخيري القرغوليوكان يدير جاي خانة عند باب فندق ناجي الجايد مقابل حجي كاظم الصائغ، وعلي الدبي،وافاضل زكري، وهادي السبع وصالح هبوشة وموسى فريق،وكانت مقهاه عبارة عن جرداغ  على شاطيء الفرات في صوب البوحمدان، وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة لتذكرهم، ما تقدم كان عن مقاهي  الصوب الكبير اما مقاهي الصوب الصغير صوب البوحمدان، فاشهرها واكبرها مقهى عريبي الكبير

وكان موقعها عند مدخل الجسر لفي الجهة اليسرى  للذي ياتي من الصوب الكبير، وكذلك مقهى عطية العنيفص الجنابي مجاورة لمدخل الجسر، وقبل الختام اود ان انوه بان الفرق الشعبية لكرة القدم كانت مقراتها في المقاهي، وبعض المقاهي اصبحت مقرا للنشاط الثقافي، كماهوالحال في فرع اتحاد الادباء والكتاب في المسيب حيث مقره في مقهى ابو زينة على شاطيء القرات.

 

احمد زكي الانباري

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم