صحيفة المثقف

احتمالات رُبَّما..

كريم الاسديمثنويّات ورباعيّات عربية ..

رُبَّما أورَدَنا الوجدُ ينابيعَ مياهٍ أزليهْ

فأكْتنَهْنا منطقَ الطيرِ وسرَّ الأبجديهْ

**

رُبَّما كان لنا أسمٌ وبيتْ

رُبَّما كانتْ لنا سدرةُ نبقْ

رُبَّما كان لنا في القولِ سبقْ

رُبَّما آدمُ مِن أحفادِنا جاءَ وشيتْ

**

رُبَّما لَمْ نتركِ الدنيا على رغم المماتْ

وأحلنا الموتَ ميلاداً وعرساً وحياةْ

**

رُبَّما دارتْ على فردوسِنا الخيلُ وحاطتْنا الجيوشْ

فنهضنا من جحيمِ النارِ أحياءً وروَّضْنا الوحوشْ

**

رُبَّما كانت مسنّاةُ الأصيلْ

بابَ عدْنٍ والأساطيرُ كواكبْ

رُبَّما كان لنا الحبُ مذاهبْ

أبتدأنا فيه ماكانَ حميماً وجميلْ

**

رُبَّما كانت حكاياتُ المساءْ

بابَ عدْنٍ والأساطيرُ حقائقْ

ربما كان لنا العشقُ طرائقْ

تصلُ الأرضَ بأعنانِ السماءْ

**

رُبَّما تحرسُنا أرواحُ مَن لم يرهمْ جنٌ سوانا

رُبَّما ترقبُنا ُ أحداقُ مَن لم يرَهمْ أنسٌ عدانا

**

ربما لاتنتهي أسفارُنا مادارَ نجمٌ في مدارْ

ربما أخضَّرَتْ بنا الصحراءُ وأخضلَّ على الأفقِ المدارْ

**

ربما كان السفرْ

بعضَ موتٍ، وقَدَرْ

**

ربما مرَّ قطارُ الليلِ قربَ النافذهْ

داوياً بين حضورٍ وغيابْ

راوياً بين ذهابٍ وأيابْ

ساهماً بين السهامِ النافذهْ

**

ربما كان المماتْ

زورقاً نحو الحياةْ

**

ربما مرَّ قطارٌ في قطارْ

حملَ الأفئدةَ الحرّى الى قلبِ الحبيبْ

ربما أوصلَ معلولاً الى دارِ قرارْ

فنجا المعلولُ في موتِ الطبيبْ

**

رُبَّما نستوهمُ الوهمَ ونمضي للأقاصي في اليبابْ

ونعيدُ الخصبَ للأسماءِ والأشياءِ من عقمِ الخرابْ

**

رُبَّما كان لهمِّ الليلِ ميناءٌ ومرسى

رُبَّما كانتْ ليالينا تراباً في ترابْ

رُبَّما بانَ لنا الفجرُ غديراً من سرابْ

رُبَّما نذكرُ حيناً حين ننسى

**

رُبَّما لوحَنا الدهرُ شموساً ورياحْ

واستباحتْ دمَنا العالي سيوفٌ ورماحْ

**

رُبَّما يتركُني الصحبُ وحيداً في العراءْ

رُبَّما استنمرت ضدي جموعُ الجبناءْ

**

ربما يتركني الصحبُ وحيداً في الطريقْ

بين أشباحٍ وأشباهِ عسسْ

ربما ماواحدٌ منهم همَسْ

بينما ينشبُ في البيتِ الحريقْ

**

ربما تهجرُني أغلى الحبيباتِ لأني لا أُماشي

ولأني خطِرٌ في الحب اذْ يرعدُ حبّي

ولأني أكتبُ المتنَ بقلبِ المتنِ متناً في الحواشي

ولأنَّ ( السيّدَ ) المغرورَ لا يمكنُ انْ يصبحَ في تعدادِ صحبي

 

**

ربَّما تهطلُ مِنْ جرحِ الجريحْ

غيمةٌ باهرةُ التكوينِ مِنْ خصبٍ ومِنْ عطرٍ تناغي كلَّ ريحْ

**

رُبَّما يسقطُ قزمٌ في قزيمْ

فيصيحُ الجمعُ : عملاقٌ سما

ربما أمسى أُصيحابي دمى

وخيوطُ المسرحِ السريِّ في كفِّ حقودٍ ولئيمْ

**

رُبَّما وكَّلَني النهرُ بأن أروي اذا غابَ ولا أعرفُ حدّاً في الرواءْ

ربَّما كلّفَني البدرُ بأن أصعدَ بدراً كيْ ترى الأرضُ سماءً في السماءْ

**

رُبَّما ينأى بنا عن نينوى نأيٌ وبُعدْ

رُبَّما نبزغٌ من عالمِنا السفلي من أضيق لحدْ

**

رُبَّما في (الرُبَّما) نمضي دهوراً ودهوراً .. ودهورْ

لنعيدَ المَيْتَ صدّاحاً الى الأحياءِ من دنيا القبورْ

 

***

شعر: كريم  الأسدي

.............................

ملاحظتان:

ملاحظة 1: كتبتُ هذا النص ـ ما عدا بعض المقاطع التي أضفتها لاحقاً ـ في صيف العام 2009  ونشرته جريدة النهار البيروتية في ملحقها الأدبي والثقافي في نفس العام.

المقاطع التي أضفتها لاحقاً هي أربعة مثنويات ورباعيات  ـ زمان ومكان الأِضافة في 21 . 11 . 2020، في برلين . وقد جاء موضع الأِضافة الجديدة في النص قبل المقطعين الأخيرين .

ملاحظة 2 : مثنويات ورباعيات عربية مشروع شعري طويل أعمل عليه منذ أعوام احاول من خلاله محاورة روح الشرق ومحاكاة تراثه الأدبي العريق العظيم .

سيقع المشروع  مثلما أعلنت عنه سابقاً في ألف مقطع ومقطع من المقاطع القصيرة ولكن المركزة حيث كل مقطع هو قصيدة قصيرة من فقرتين (مثنوي) أو أربع فقرات (رباعي)، تتنوع مواضيع هذا المشروع وأغراضه لتشمل ضمن ما تشمل: المكان، الزمان، الأِنسان، الحب، الصداقة، الحنين، الذكريات، الطفولة، الأنسان، الطبيعة، الكون، السلام، الحرب، الموت، الحياة، الوطن، والاغتراب .

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم