صحيفة المثقف

زهير عباس يضع خبراته البحثية والثقافية في كتاب عن روافد العمل الثقافي ومؤسساته

2022 زهير عباسعرف الأستاذ زهير عباس باهتماماته الثقافية من خلال ما تحمله من مسؤوليات على غرار ادارة المركب الثقافي الذي شهد فعاليات وانشطة ثقافية متعددة تعدد الفنون والابداعات وما الى ذلك فضلا عن الشواغل الثقافية هذا الى جانب ممارساته الفنية التشكيلية من خلال ولعه بالفن الفوتوغرافي لتكون له تجربة محترمة مع الصورة وفنونها.

خلال هذه الأيام نشر زهير عباس كتابه المهتم بالشأن الثقافي من حيث الرؤى والتخصص والمؤسسات في عنوان هو " من روافد العمل الثقافي ،المؤسسات الثقافية : تعدد الاختصاصات وانفتاح الرؤى " والذي جاء في 327 صفحة توزعت على 14 فصلا مع جانب من التشريعات الثقافية البيبليوغرافيا . .الكتاب فيه بحث واعداد وكان ذلك لسنوات من الاجتهاد والاطلاع لبلوغ مرحلة الصدور وذلك عن دار الاتحاد للنشر والتوزيع وبدعم من قبل صندوق التشجيع على الابداع الأدبي والفني بوزارة الشؤون الثقافية .تعددت فصول الكتاب لنذكر منها الحقوق الثّقافية والسياسات الثّقافية والإدارة الثقافية والتنشيط والوساطة الثقافية ومفاهيم الخطاب الثقافي والهياكل والمؤسسات الثقافية والمؤسسات العمومية للعمل الثقافي ودور الثقافة النشأة والتحولات في الوظائف وخطاب المؤسسة الثّقافية في ظل المتغيرات ور العمل الثّقافي/ الصعوبات والتحديات وآفاق الفضاءات الثّقافية وفضاءات التنشيط ورهان المستقبل والفضاء السيبراني وآفاق التلقي والممارسة الثّقافية والأفضية الجديدة.و هي بمثابة المحاور الدالة ضمن هذا العمل وفق منهجية وتمش علمي تخيره المؤلف ومما جاء في تقديم الكتاب الذي كتبه الدكتور المنجي الزيدي " هذا الكتاب عمل فيه مجهود منهجي وتوثيقي. وتحلّى صاحبه بالجدية والصّدق والتأنّي في إنجازه. فلم يدخر جهدا في الاطّلاع على الكتابات السّابقة وعلى استشارة أهل الاختصاص. كما أنّه لم يرضَ نهائيا عن عمله، فقد كان في كل مرة يضيف إليه ويتعهده بالتّصحيح والإضافة. وذلك ما وفّر له حظوظ العمل الجيّد الذي لا تخفى فوائده. فالقطاع الثّقافي في تونس بحاجة ماسة إلى المقاربات التي يقوم بها أهل الميدان في تناغم بين النّظري والتّطبيقي. ..".

مؤلف هذا العمل زهير عباس هو أستاذ أول للتنشيط الثقافي ومتخرج من المعهد العالي للتنشيط الثقافي بتونس وقد أدار دار الثقافة بالمنستير 1998-1999 والمركب الثقافي بالمنستيـر منذ افتتاحه  إلى سنة 2010 ثم باشر كمعتمد لقليبية 2011-2012 وكرئيس مصلحة الحرف والفنون والحفاظ على الذاكرة المحلية 2014-2018 وهو الآن كاهية مدير المؤسسات والتظاهرات الثقافية بالمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير وأسس ودادية أعوان وموظفي المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستيـر وعدد من الجمعيات الثقافية منها اتحاد الفنانين الفوتوغرافيين التونسيين وجمعية الفنون الجميلة بالمنستير. وبعث عددا من المشاريع الثقافية والمهرجانات منها " الملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي " وهو عضو الهيئة المديرة للمهرجان الدولي بالمنستير ومهرجان أم الزين الوطني للشعر الشعبي بجمال سنة 2010 وجمعية البعث المسرحي بجمال  1989-2005 ... الكتاب وكما عبر عنه مؤلفه زهير عباس " ... مجال عدد من الأفكار والرؤى المختلفة والمقاربات لمثقفين وسياسيين أثّروا في مسيرة العمل الثّقافي وكذلك لعدد من الباحثين ومن الفاعلين الثقافيين تمّ الاستئناس بآرائهم ومواقفهم وتطلعاتهم انطلاقا من تجربتهم الميدانية في هذا المجال. ويقترح قراءة في مراحل مفصلية لإضاءة جوانب من تاريخ العمل الثّقافي في تونس منذ الاستقلال إلى اليوم، بما يسمح ببلورة أفكار عامة قد تيسّر قراءتنا للماضي ولواقع المؤسسات الثّقافية في الحاضر من أجل رؤية مستقبلية بمقاربات تقطع مع النمطية في التنشيط التقليدي والتسيير العادي في إدارة الشأن الثّقافي وفي نظرتنا للعمل الثّقافي إلى التنشيط التفاعلي الذي يرتكز على الوسائل الجديدة لمجال ظلّ ولسنوات عديدة بعيدا عن محك البحوث المعمقة وظلت قضاياه غائبة عن الدارسين وبعيدة عن تطلعاتهم.

ولعل الحاجة ملحة اليوم إلى تعظيم الفائدة من كل البحوث والدراسات والمواضيع التي تلمست هذا المجال – دون التقليل من أهمية أي بحث – بما يؤسس لانطلاقة جديدة لرؤيتنا لهذا القطاع ويكون حافزا ومبحثا تستأنس بدراسته كافة الهياكل المتصرفة والمسيرة للشأن الثّقافي من أجل وضع اِستراتيجيات تؤهّلنا لبلوغ مرحلة الجودة في توفير الخدمة أو برمجتها وأدائها وتجعل من هذه المؤسسات فضاءات تعزز الممارسة الثّقافية وقوة استقطاب وتأطير وتحفيز وإدماج..." .

عمل بحثي ومنهجي عالج فيه مؤلّفه الاستاذ زهير عبّاس قضايا متصلة بالثقافة كقطاع حيوي واستراتيجي في الحياة الوطنية التونسية وذلك في سياق واقع المؤسسات الثّقافية ومضامين العمل الثّقافي وأساليبه ومقارباته ورؤاه ومجالاته وفق خلاصات ممارسات المؤلف الثقافية الميدانية وبخصوص " ... المنشط والتنشيط الثّقافي ومختلف التحولات في الوظائف للمؤسسات الثّقافية على غرار دور الثّقافة والمراكز والمركبات الثّقافية باعتبارها إحدى أهم روافد العمل الثّقافي المؤثرة في حياة المجتمع التونسي عبر عقود إلى جانب بقية مؤسسات العمل الثّقافي بتونس وهي المكتبات العمومية والمعاهد الجهوية للموسيقى والرقص ومراكز الفنون الدرامية والركحية...".

  هذا الكتاب الذي ضم 327 صفحة تطرق للحقوق الثقافية وأنماط السياسات الثّقافية في تونس والعالم العربي وللادارة الثقافية من خلال المشاريع والتخطيط والاستراتيجيات والتمويل وبالتنشيط والوساطة الثقافية وتقنايتهما وبمفاهيم الخطاب الثقافي وكذلك للمؤسسات العمومية للعمل الثقافي وللصعوبات والتحديات وآفاق الفضاءات الثّقافية ورهان المستقبل في فضاءات التنشيط والفضاء السيبراني وآفاق التلقي والممارسة الثّقافية ... وغيرها بما يجعله مرجعا تعود اليه المؤسسات الثقافية وما يتصل بها من مجالات التصرف والتسيير وهو الأمر الذي يعزز من مسارات الشؤون الثقافيى على درب التحديث ممارسة وتصرفا وتصورات واستشرافا .

 هذا كتاب ثمرة مجهودات هامة قام بها زهير عباس ابن المؤسسة الثقافية ادارة وممارسة وتجربة وهو الأمر الذي يعزز القيمة المعرفية لمضامينه التي تمثل مرجعية مهمة نحتاجها المؤسسات الثقافية ومختلف المصالح والجهات المعنية بالشان الثقافي الوطني خدمة لأرضية ثقافية ناجعة وفاعلة ومنتجة ومؤثرة بعيدا عن النمطية والتقليدية الفجة.

 

شمس الدين العوني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم