صحيفة المثقف

الفرقة فجوة!!

صادق السامرائيالفجوة: متّسعُ بين شيئين، خلل مفاجيء لإستمرارية شيئ ما، وقد تنتج عن تعارض أفكار الأجيال.

كل ما يصيب يتسلل من فجوة، فالعاديات تتربص، وتخترق أهدافها من فجواتها فتستثمرها وتتواجد فيها وتتوالد، وتنطلق لتطوير أسباب ومقومات إضعافها وتهزيلها، وتحويلها إلى فريسة مؤهلة للإندساس في التراب.

فإرادة الفجوة فاعلة في الحياة ولها تأثيراتها وتداعياتها، وتنطبق على جميع الحالات بلا إستثناء، وعندما نأتي إلى واقع المجتمعات بأنواعها فأن ما يصيبها من الويلات ناجم عن الإستثمار في فجواتها، فكلما زادت الفجوات توالت التداعيات، وأصابتها المآسي والنكبات الحالكات.

فلكي تقضي على أي مجتمع عليك برعاية أسباب الفرقة فيه، وبذر مفردات الشقاق والنزاعات وإشغاله بما يزيد من العداوة والبغضاء، وتجعله يقدّس التوصيفات التي تمزقه وينكر ما يوحده ويجمعه.

ويأتي في مقدمة هذه الأساليب إشاعة الطائفيات والمذهبيات والفئويات والتحزبيات والعشائريات، والتقليل من قيمة الوطن والمواطنة وإعتبار الوطنية رذيلة، والتبعية قيمة وفخر، والإمعان بالولاية لقوى تؤمن بمصالحها وتضلل التابعين لها من أجلها، وهم الصاغرون المنوّمون والمستهدفون في ذات الوقت.

ولا يمكن لمجتمع أن يلوم قوة تفترسه وهو يجتهد بتوفير الفجوات، ويمعن بالفرقة والخصام، ويستنجد بأعدائه للنيل من إخوانه وأبناء بلده، بل عليه ان يراجع نفسه ويعتصم بحبل الأخوة الوطنية، ويستثمر في التنوع والإختلاف لصياغة سبيكة وطنية إنسانية ذات قيمة حضارية، وقوة رادعة لأية قوة تريد التسلل إلى بدنه وحلحلة وجوده العزيز.

فسدّوا الفجوات وتنبهوا للثغرات، فأنها بيت داء التداعيات!!

"واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا"، تلك التي نحفظها ونجهل العمل بها!!

 

د. صادق السامرائي

9\11\2020

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم