صحيفة المثقف

الشتاء يذكرني فيك

صالح العجميدخل الشتاء من النافذه المغلقة كسر الزجاج والباب واجبرني على الكتابة وتشغيل الدفاية وان اكتب عنه هذه الجمله الباردة واعترف بشدة البرد وطول الليل وروعة رائحة السيجارة والارجيله ونيران الموقد تزين احداق الصحراء الحبلى بجماجم ضحايا الجوع والحروب التزمت له بذلك وانا متدثر بالبطانية ابحث عن لعنة الصيف المتبقية بين خيوطها وحلم جميل عالق في الوسادة ولم اجد الا بقايا الاحباط من مهاجر اكلته الكتان في فندق قديم ظهرت عليه ملامج السقوط قريبا

ما اجمل الشتاء وبرده القارس وانت في طريق لا تعرف له نهايه تنتظر المزيد من القوارح تخوض معركة سلاحها الذكاء الاصطناعي والتلاعب بمشاعر البشر وافكارهم لتصنع منهم فصول اجمل من ليل الشتاء وترتب ارواحهم للربيع القادم وهم لايشعرون

ليست المعركة اعجابات وابتسامات وتعليقات وزحمة حولنا انها معركة تحديد الهدف والتركيز عليه وفرض واقع جديد براس القلم  تنبت منه مبادئ اكثر حداثه وتتعانق منه الثقافات المختلفه

اسمع ازيز الرصاص لاينام وابتسم كونها نامت

عقود من الزمن بل كانت اكوام في الاسواق اكثر من السلع الغذائية والزبائن جبناء جدا لا يطيقون رؤية الدم ويغمى على شيخ القبيله اذا قتل احد افراد المجتمع بالخطأ بطلقة نارية من احد الضيوف. وها نحن الان نحتفل بالجماجم اشتراها المستهلك لكنه لم يتجرأ يوما يطلق رصاصة في الهواء خوفا من العقوبة او من الراجع  والان خلق الله جيلا  يحمل البندق قبل الرضاعه ويقنص الطير في السماء

 اين استاذ مادة الاجتماعيات؟ هل يعرفه احد منكم؟ اريد رقم جواله بليز احتاج رقم ذلك المعلم؟

 اشكره على انحيازه  في الحصة الخامسه عاَم ١٩٩٩ الى شمعون بيريز .قال لنا طلابي الكرام  اعطوني اسبوع واحد  انتظروا هل تصيبني مصيبه او افقد بصري او اخسر وظيفتي بسبب موقفي الافتراضي مع اسرائيل.

سوف اطبع معهم واعدكم ان يكون الاختبار في نهاية العاَم عن تاريخ اليهود ودينهم وثقافتهم ذاكروا  تاريخهم جيدا.

هكذا قال حينها اريد رقمه ايه القارىء انه ساكن في الريف في قرية نصف سكاتها يهود وقع في حب يهودية جميله جدا في مدينة صعده  وقرأت رسائل عاطفية بينهم احتفظ بها داخل دفتر تحضير الدروس وذات يوم نسي الدفتر في الفصل وخرج الى السوق.للاسف كنت طالب مشاغب حينها اشد من نتنياهو واخبث من ماكرون 

ما اجمل الشتاء الذي يروي لنا قصص مكتظة بالسياسة مع الزمهرير  ويمنحنا ليل طويل ننام ونصحى عشر مرات وهو  مكانه واقف في وجه النهار وضارب بموعد طلوع الشمس عرض الحائط.

 

بقلم صالح العجمي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم