صحيفة المثقف

لكم دينكم ولي ديني

كل له دينه او له مذهب في اسلوب حياته، في عصرنا اصبحت للمذاهب مكانة اعلى من الدين برسالته السماوية ولها مراجع للفتاوي لاعلاقة لها باي مرجع متفق عليه حضاريا فتاسست مذاهب المصالح والسياسة . سرقة المال العام مذهب ودين، قتل المعارض مبدا لمصالح انانية تمثل اقصاء سياسي ومذهبي وبفتوى شرعية .اسلوب واقعي من اجل البقاء والعيش. كما هي حياة الغابة بمذهب البقاء للاقوى.

احزاب السلطة التي تعتبر مذهبها في الحياة الدنيوية. بغطاء وحجاب تختفي خلفه وهو الدين اوالمذهب. بلا تسامح بل اقصاء شائع في تراث المذاهب عندما تخدم سياسة السلطان الجائر. جميع الايدلوجيات عقائدية شمولية واقصائية كل منها له رمز يحتل مكانا لتطويع المجتمع بما يتلائم مع هيمنة السلطة العائلية او القبائلية.

العلمانية ليست ايديولوجية وعقيدة لها طقوسها. بل هي ممارسة تؤطر التعاملات في ظل مرجعية واحدة هي الدستور والقانون. دستور يقرب كل المتناقضات والاختلافات المجتمعية لتتفق على مصالح عليا تضمن حقوق كل الناس ليصبح رمزا للحرية والمساواة وسلطات تشريعية وقضائية وتنفيذية لهذا تضحي الشعوب الابية على دساتيرها، بغض النظر عن معتقداتها السماوية، لانها تمثل مرجعيتها الوحيدة والمضمونة بالقوانين والتشريعات.

 العلمانية تنطلق من مبدأ الانسان الكلي وليس الانسان بمعتقد جزئي تتبعه ملة دون اخرى. ولهذا السبب فالعلمانية تختلف من بلد لاخر من مجتمع واخر كل له علمانيته التي تتفق فقط في احترام الاديان والمذاهب كحق شخصي لايعمم على مؤسسات الدولة المدنية وهي الضمانة التي تعزل ممارسات الدين عن تسيس الدولة مذهبيا او دينيا.

العلمانية اسلوب لبقاء دولة ضامنة لحقوق دستورية بمرجعية واحدة لحماية كل المراجع الفرعية الاخرى.. لا تقصي وتهمش من له معتقد بعكسه من يدعي العلمانية فيقع في التعصب الديني المتطرف، ليضمن بقاءه متسلطا . فانها تصنف ضمن العلمانية المذهبية وهؤلاء هم من اساؤوا لكل علماني متسامح يتقبل حقوق الناس بما يعتقدوه.

الامام علي: اما اخوك في الدين او نظيرك في الخلق.

 

د. أسامة حيدر

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم