صحيفة المثقف

لوّحْ يا قلبُ

نبيل عرابيلَوِّحْ يا قَلْبُ بمِنديلكَ الأسود،

فلم يَعُدْ في العينِ دَمْعٌ للبُكاءِ..

لَوِّحْ.. فالصّمْتُ قد اسْتَحالَ دُخاناً،

والأملُ يَنْحَتُ صخراً،

في امتِدادِ صحرائي..

**

لَوِّحْ.. أعْرِفُ أنَّكَ مُتْعَبٌ،

حتّى شفيرِ الإنتهاءِ،

وأنني مهما قاسَمْتُكَ،

فلَنْ تتماثَلَ للشِّفاءِ،

فلا يَخْدَعَنَّكَ تَبَدُّلَ الّذينَ خانوا..

وطعنوا..

وهجروا..

ولا تَبَدُّلَ الأسماءِ،

ولايَغرّنَّكَ ربيعٌ ذابلٌ،

فالخريفُ يتربّعُ في كلِّ الأنحاءِ..

**

لَوِّحْ يا قَلْبُ .. بمنْدِيلكَ الممزّقْ،

وترنَّحْ في صدى لوعةٍ ختّى الإغماءِ،

لَوِّحْ.. واعتَصِرْ حُزناً وألماً،

فلا الواقِعُ بقيَ واقعاً،

ولا القمرُ بقيَ مُعلّقاً في السّماءِ،

 ولمْ يَعُدْ لشعاعِ الشّمسِ لونٌ،

ولا لطَيْفٍ يَمُرُّ عندَ المساءِ،

وكأنّ الوقتَ أصبحَ بلا حراكٍ،

بلا إيماءِ..

**

لوِّحْ يا قَلْبُ.. بمِنْديلِكَ المهترىء،

فالرَّمَقُ الأخيرُ يُوَدِّعُ أشلائي،

عِشْ قسراً..

وارْتَعِدْ هلَعاً..

فهذا ليسَ زمن الأنبياءِ،

هذا مصيرُكَ.. فما عليكَ،

إلّا أن تَقْنَعَ بالإنكفاءِ.!

***

نبيل عرابي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم