صحيفة المثقف

الموهوم محسن الرملي

حاتم عبدالواحدلا يملك إلا سفاسف كلام وأمنية تركها لها أخ يقال انه كان بارعا في رصف حكايات لا أحد يعرف مغزاها، كنت قد التقيت أخاه الذي أعدم في تسعينيات القرن الماضي بسبب اتهامه بالمشاركة في مؤامرة ضد الدكتاتور "أبو الليثين"، كان الروائي الموهوم يومها ضابط احتياط في جيش الدكتاتور، لم يعانِ من أي ملاحقة أو استدعاء أمنى بسبب " تآمر أخيه". ولكنه استمر في حياته العادية وحصل على جواز سفر بعد تسريحه من الجيش، سافر الى الأردن، ذلك البلد الذي يستثمر في خراب العراق، لم يستطع الصمود طويلا في تلك المدينة العاهر التي يسمونها عمان، مدينة ذات قلب حجري، لا تستطيع أن تهب الحب لزوارها.

كانت إسبانيا وجهته. كل شيء مر بسلام وبدأ الرجل حياة جديدة لم تنغصها إلا مرارة حياة المنفى. وذلك شأن كل غريب.

فجأة راودت الشهرة ذلك الرجل الذي لا يصلح إلا للتنقيب في بطون الكتب عن حكايات منسية تدعم أحلامه المتداعية. حصل على الدكتوراه ـ أي والله ـ ولم يكتف لان اخاه ومعلمه الذي أعدمه الدكتاتور كان يطوف عليه في مناماته مبشرا اياه بسطوع قريب لنجمه.

سأكون قاسيا، كما كانت الدنيا قاسية معي، انا رجل بلا أصدقاء، خرجت من الدنيا بصديق ونصف فقط، صديقي الذي أفنى حياته في تعليم أبناء الفقراء مات بالحسرة ومرض السكر الذي عفّن ساقيه بلا أدني اهتمام من اتحاد جبناء العراق الذي تتناوب على ادارته مجموعة من لصوص وقتلة وعملاء لكشوانية قم، والنصف صديق أصبح مديرا للمصرف العقاري في العراق، فنهب ما استطاع الله أن يمكنه من النهب مستغلا لقبه المتآلف مع لقب قطب من أقطاب حزب الدعوة العميل.

شاءت ظروفي ان يكون منفاي في مدينة وراء بحر الظلمات، في مدينة مكسيكو ستي، مدينة قاسية، ولا تجيد إلا الكذب والدسائس، ولكن بسبب بروتوكولات النفاق العالمية يقام في مدينة أخرى تقع في غرب العاصمة معرضا سنويا عالميا للكتاب اسمه" معرض غوادالاخارا الدولي للكتاب"، وللحقيقة لا اعلم ما سبب إقامة هكذا معرض في هكذا بلد؟ فحسب الإحصاءات الموثوقة فلا يتجاوز الوقت الذي يقضيه المكسيكي سنويا في القراءة احدى عشرة دقيقة، في حين تبلغ عدد ساعات القراءة لدى الأوربي أكثر من 200 ساعة سنويا!

في هذه المدينة تعيش حفنة عراقيين هم سقط متاع الأحزاب الطائفية، إلا قلة قليلة من هذه الحفنة. وجمهرة من عرب خلطاء، سوريون ومصريون ومغاربة وجزائريون، لا تتخلص من منتمٍ للإخوان المسلمين حتى تقع في منتمٍ للوهابية السعودية، ولا تتخلص من كليهما، حتى تقع بمنتمٍ للرهبر الكبير القابع في قم.

قلت يا رجل ماذا لو رددت بيت إيليا أبو ماضي الذي يقول " قال السماء كئيبة وتجهما، قلت إبتسمْ يكفي التجهم في السما"، كان ذلك قبل ثماني سنوات، وكانت أبواب معرض غوادالاخارا مشرعة لاستقبال الزوار والمؤلفين والكتّاب، تعرفت في تلك الفترة على محسن الرملي، الرجل الذي بدا وديعا مقنعا، فالإنسان الكبير لا يكون كبيرا الا باصدقائه، هكذا هي قناعتي دائما، ولهذا عزمت ان أكون كبيرا بمحسن الرملي!!

كان لقاءاً عابرا وسريعا ولكن كنت آمل أنه سيكون حجر تَأسيس لصداقة وطيدة، فانا لا اعرف الرجل من قبل، وكل ما اعرفه أنه كان قد مرَ بتجربة مع كويتب موهوم وكذاب أشر اخر لإصدار مجلة ثقافية عربية في اسبانيا. بل انهما شاركا في تأسيس موقع الكتروني لترجمة الشعر العربي الى الاسبانية لا يعرفون محتواه! حيث يضم هذا الموقع ترجمات مضحكة لنصوص عربية تشكل الوجدان الثقافي العربي.

بدا لي ان محسن مدفوع بحمى الشهرة، وأنه مستعد لعمل أي شيء مقابل ان يكون مشهورا، وكان مجمل ما ركز عليه في زيارة التعارف الأولى ان اوصاني بتوثيق ما يدور في صدري من ذكريات واحداث وامنيات واوجاع، كانت دعوة نبيلة في مراميها، وعندما عاد محسن الرملي في دورة أخرى لمعرض الكتاب الذي يقام في مدينة غوادالاخارا المكسيكية في العام 2014 كما اظن، كان من الكتَاب المشاركين في المعرض، وكان الحدث مفرحا واحتفاليا الى درجة اننا ـ نحن الاثنين ـ لم ننم ليلتها، فكرعنا كؤوس نبيذ تترى في وسط المدينة التي لا امان فيها، وعدنا مشيا على الاقدام الى بيتي الضئيل!

في مسيرنا الذي خالطت فيه خطى الفجر خطانا، كان يسألني عن مشاريعي وعما دونته مما جرى لي في هذه الحياة الخؤون، كنت قد قصصت عليه حكايتي التي لا استطيع ان انام دون ان استرجعها كل ليلة.

حدث ذلك في العام 1985، أي قبل خمس وثلاثين سنة ، بدايات مايس في منطقة قاحلة شرق مدينة العمارة، نهر الطيب يجري جنوب موقعنا، وانا اتمرغ بتراب سطح الملجأ الترابي محاولا الاختباء من اسراب البعوض التي تهاجم بقساوة اعنف من قساوة قنابر المدفعية الإيرانية التي تبدأ يوميا معزوفة الحقد مع غروب شمس كل يوم ولا تسكت الا قبل الفجر بقليل، كانت زوجتي حبلى في ايامها الأخيرة، لا يعيش معها الا ابنتي ذات الأربع سنوات وابني ابن الثلاث، مقطوعين من شجرة، منبوذين، لأننا تزوجنا بدون موافقة اهلينا، هربنا ذات صباح من كليتينا واستأجرنا سيارة تاكسي، عندما نزلنا عند باب محكمة الكرخ المقابل لحديقة الزوراء كان علينا استئجار شاهدين لتنظيم عقد الزواج، امام القاضي قالت:ان مهري المعجل سيكون خمسة دنانير والمؤخر كذلك فانا اريده هو وليس دنانيره، كان تراب سطح الملجأ يغلي من حرارة شمس النهار، مرّ بقربي مضمد وحدتنا العسكرية، قال لي ماذا تقول في إمراه تكابد الام المخاض في هذه اللحظة ولا احد بقربها وزوجها نائم على سطح ملجأ ترابي في اقصى الجنوب؟

شعرت انه يتقصدني تماما، سألته هل عندك اتصال من أحد بخصوص زوجتي يا عدنان؟، قال لا، انها مجرد حكاية احتمالات عنت لي هذه الليلة، كنت في الليلة قد امضيت يومي الرابع والتسعين دون ان اتمتع بإجازة، في الصباح أبلغنا قلم الوحدة ان الاجازات أصبح متاحة وانني سأحصل على نموذج الاجازة الرسمي بعد الفطور.

مفلساً انهكتني الادوية المضادة للاكتئاب، وادوية انفصام الشخصية التي كانوا يظنون انني مصاب بها، ملابسي تكاد تتكسر من الاوساخ العالقة بها، ورائحة المني تفوح منها. لا اكاد اتلمس ملامح دربي فعيناي ابيضت من الحزن. عندما وصلت كراج العمارة قلت للصبي الذي ينادي امام الباص: اين السائق؟ قال انه يتناول فطوره في هذا المطعم وأشار بيده الى جهة تتأرجح بين السماء والأرض، دخلت المطعم ووقفت فوق راس الزبون الوحيد الذي كان يتناول فطوره داخل ذلك المطعم، فلت: ارجو ان توصي صبيك بعدم احراجي عندما يدور على كراسي الركاب ليجمع مبلغ الرحلة فانا لا املك الا دينارا، وتنقصني سبعة دراهم، وأريد الوصول الى بيتي لأنني اشعر بأن عائلتي في خطر. ردَّ على وهو ينفض يده من بقايا البيض المقلي وهو يبحلق في هَيأَتي، لا تقلق، اصعد. وبعد ربع ساعة كان الصبي المساعد للسائق يتجاوزني وهو يجمع اجرة المسافرين.

وعندما توقفت الحافلة بعد ساعات حيث مطاعم منتصف الطريق، قطع السائق الممر المنصف لبطن الحافلة، ومسكني من كفي وقال بلكنة جنوبية محببة: امشينا.

طلب صحنين من الرز المتبل بالقرفة والمكللين بلحم صدر الخروف مع صحنين من مرق الباميا والباذنجان ومثلهما له، دس في جيبي علبة سكائر اجنبية قبل ان نشرب قدحي شاي معطرين بالهال، كانت الشمس على وشك الغروب، ونحن نتجه الى حافلة قال لي اين تسكن في بغداد؟ قلت: في منطقة الدورة، قال انها بعيدة عن كراج النهضة كيف ستصل؟

غلبني النوم فنمت في مقعدي ولم اصح الا في منطقة فيها أضواء متباعدة وتلمع في جنبات سمائها نجميات نابضة، كان هواء الفجر قد بدأ في اقتحام منافذ الحافلة، ومع هبوط الفجر كان بالإمكان رؤية أضواء السيارات تتلاشى وراء معالم المدينة كعيون تنين مطعون. عندما وصلنا كراج النهضة، كان السائق قد اغلق الممر المؤدي الى باب النزول بيده، قال: انا اخوك فاقبل هديتي لك لكي تصل الى بيتك بسلاسة وامان، لمع احمرار العملة النقدية في يده وانا أحاول الفرار منه الى المجهول. كان الفجر يغسل المدينة برماده، المدينة تشبه ساتر وحدتنا، لا اختلافات كثيرة سوى ألوان الأشياء.

دققت باب الغرفة الصدئ، بيتي هو غرفة بباب يطل على الشارع العام، كان المالك رجل ديناصوريّ من أقارب والدي، في التسعين، لم يقل كلمة صدق واحدة في حياته، قال لي: ان زوجتك قد شعرت بآلام المخاض ليلة امس فنقلها الجيران الى مستشفى العلوية، وطفلاك الآن مع ام جورج جيراننا تحسست الدنانير الخمسة التي اهداني إياها او تصدق بها علي سائق الحافلة واشرت الى سيارة تاكسي لتنقلني الى المستشفى، الطابور طويل والدخول ممنوع ، وشرطة يحرسون الممرات، قلت لهم وانا اهرش ما بين فخذي لفرط قساوة بدلتي العسكرية القذرة: لقد تم نقل زوجتي ليلة امس ولا احد معها، ادخلوني اكراما لملابسي العسكرية، كانت زوجتي ممددة على سرير مفروش بمفرش بلاستيكي تغطية ملاية منقوعة بالدم. لا أحد معها، مرمية كدمية منتوفة الشعر، ـ أحيانا يكون المبدعون كالأطفال ـ او هم هكذا دائما، يغضبون من دُماهم فيمزقونها.

مسحت جبينها ففتحت عينها، ضحكت ضحكة خفيفة وتغضنّت جبهتها من الم ما، قلت: ماذا جرى؟ قالت: لقد اجروا لي عملية قيصرية لأننني كنت على وشك الموت وولدت بنتا جميلة اخذوها الى حاضنات الاوكسجين لأن رئتها لم تكتمل بعد. ستبقى في الحاضنة يومين او ثلاث وستخرج معافاة كما قالوا لي. والآن اريد ان اخرج الى بيتي فانا قلقة على اطفالي. طلبت من الممرضة المناوبة رؤية ابنتي، قالت: حسنا رافقني، صالة طويلة ونظيفة مرصوفة باسره صغيرة محمية بزجاج. لها فتحتان دائريان لاستعمالات الأطباء، ومزودة بأنابيب لإمدادات الأوكسجين والسوائل المغذية والأدوية، قالت: اخلع حذاءَك وضع هذين الكيسين الزرقاوين في قدميك ولا تقترب أكثر. واشارت بيدها الى كائن احمر صغير يتلوى داخل الحاضنة، قالت هذه ابنتك، شعرت بالعطف على لحمي ودمي الذي لم اعرفه من قبل. خرجت وانا اهرش ما بين فخذي من القذارات العالقة بي.

أجريت الخطوات اللازمة لإخراجها، كان ما تبقى من منحة او صدقة السائق الجنوبي كافيا بالكاد لِنقلها بتاكسي الى حيث منزلنا الغرفة، اذكر انها جاهدت كثيرا وهي تهيئ ملابس طفلتنا الجديدة. مزقت بعض ملابسها القديمة واعادت خياطتها، كان عليَّ ان اخرج للعمل في مصهر الالمنيوم الذي يملكه أحد أقدم سباكي بغداد القدامى، فالبيت بلا طعام وهناك ايجارا شهرين متراكمين، كان صاحب المصهر استاذي في هذه المهنة التي استخرجت من نار فرنها اطيب ارغفتنا، قالت: الكيس الذي هناك فيه ملابس ابنتنا، اذهب الى المستشفى والبسها هذه الاثواب وانا بانتظارك.

عندما دخلت الى قسم الحاضنات قالوا لي ما اسم ابنتك؟ قلت لهم لا اسم لها فهي ولدت البارحة وادخلت حالا الى الحاضنات، قالوا اذن ما اسم أمها؟ وعندما ذكرت اسم الام جاءني الرد من فم احدى الممرضات اللواتي تبدو عيناها كزبيبتين سوداوين في رغوة حليب فائر: لقد ماتت البارحة في الليل!!!

ثم نهضت وبدأت بقراءة قصاصات ورقية معلقة على أبواب صغيرة في ثلاجة افقية داخل حائط طويل وقالت: من فضلك اين هويتك، وقارنت اسمي باسم والد الطفلة المذكور في بيان الولادة ونظمت لي شهادة وفاة وقالت لي: عليك الآن ان تسميها!

قلت لها اسمها آلاء، فأدرجت الاسم وتاريخ الميلاد والوفاة وسبب الوفاة وناولتني كيس قطن طبي مبرد مشنوط من رأسه بقماش ضمادة طبية، استخرجته من مجرات احدى الثلاجات ووضعته في كارتون حقن طبية فارغ متوسط الحجم وقالت: هذه ابنتك يرحمها الله.

كل ما حولي كان اسود، باردا وتافها في ذات الوقت، لم أستطع ان أتذكر كيف خرجت من المستشفى ولا الى اين اتجهت ولا كيف وصلت الى منطقة الكولات المقابلة لكراج النهضة وانا اتَأبطُ بنتي في نعشها الكارتوني وكفنها البلاستيكي، وقفت عند باب المصهر فخرج استاذي مرحبا وضاحكا، قال: نحن بانتظارك يا حاتم لقد طالت غيبتك هذه المرة، تفضل مكانك جاهز. قلت: يا أبا زيد لا أستطيع العمل اليوم وربما غدا سأكون معكم، قال لماذا؟ قلت اريد ان ادفن ابنتي، فدهش وقال: اين هي؟ قلت له: في هذا الكيس وفتحت علبة الكارتون التي اتأبِطها فقرأَ اسمها واسمي في الشريط الطبي الملصق فوق الكيس وربت على ظهري وقال: عليك ان تحمد الله لان هذه الطفلة قد نجت من القادسية.

ناولني خمسة عشر دينارا قال هي كل عنده، واتجهت الى حيث مقابر أهلنا في منطقة الشيخ معروف في كرخ بغداد، انا اعلم ان الدنانير الخمسة عشر لا تبني قبرا، فراودتني نفسي ان ارمي النعش الكارتوني في فيضان دجلة الطيني وانا اعبر جسر الشهداء، ستأكلها النوارس والاسماك الصغيرة عندما يرسو هذا النعش الصغير بين احراش القصب التي تملأ الضفاف، قال لي صوت داخلي ستحل عليك لعنة الله ومخلوقاته الى يوم الدين، عبرت الجسر ومررت بمنطقة الشيخ بشار ثم جلست في احدى مقاهي محلة طفولتي " سوق حمادة " بانتظار ان يمر بي ابي او خالي او عمي ليساعدوني في دفن هذه المسكينة التي لم تذق من الدنيا الا بضعة انفاس، وضعت نعشها الكارتوني وكيس ملابسها على الاريكة وطلبت شايا ، دخل المقهى احد أصدقاء طفولتي وهو يرتدي ملابس عسكرية بشارة ملازم اول، تعانقنا فلمح غمامة الحزن في وجهي واخبرته بما حدث فقال: لي قم الى المقبرة.

دخلنا غرفة مسؤولي الدفن في المقبرة فعرفونا، وقدمت شهادة الوفاة وهويتي فقالوا لي: اين تريد دفنها؟ قلت: الا نفتح الكيس لنغسلها؟ قالوا: لا لأنها امرأة وليس ضروريا ان تصرف أموالا أخرى من اجل استدعاء امرأة لكي تغسلها، فهي طفلة ما زالت بدم المشيمة، قلت: فلندفنها كما يدفن الشهداء الى جوار جدي ابي امي " حسين أبو شوارب " وارشدتهم الى قبره، وقفنا جميعا انا والملازم اول مظهر العاني والدفان عند قبر جدي الذي مات قبل ولادتي بسنة وقلت له بحرقة: انني اودعها عندك امانة. ولم ارَ قبرها منذ ذلك اليوم. كان يوما قاسيا وثقيلا ليس بسبب موت ابنتي ولكن بسبب العذاب الذي واجهته في إيجاد إجابة على سؤال أمها التي سوف تصدمني به عند عودتي للبيت لماذا عدت بملابس طفلتي وأين هي الان؟

هذه الحكاية التي حكيتها لمحسن الرملي ونحن في طريق العودة مشيا من وسط المدينة التي لا امان لها الى بيتي الضئيل في منفى ما وراء بحر الظلمات في مدينة مكسيكو ستي قد لخصها الروائي الفذ محسن الرملي بمقدمة روايته " أبناء واحذية " مستبدلا نعش المرحومة الكارتوني وكفنها البلاستيكي بعلبة حذاء! ومتخذا من ذات الفذلكة أسّا لإنشاء عنوان روايته التي يعدها جزءاً ثانيا لِروايتهِ " حدائق الرئيس " التي تشاء " الصدف " ان تكون بوابة مدخلها نصا مسروقا بالكامل من نصوص المبدع العراقي حسن بلاسم، وانا شخصيا اتصلت بالأستاذ حسن بلاسم قبل سنوات واستنكرت عليه سكوته عن سرقة محسن الرملي لنصه فأجابني بوداعة وراحة ضمير: محسن صديقي ولا اريد ان اخدش صداقتنا بلومه وعتابه وهو ليس اول من سرق نصوصي! وتشاء " الصدف " مرة أخرى ويكون عنوان رواية محسن الرملي " حدائق الرئيس " مسروقا أيضا من رواية الكاتبة المغربية فاطمة اوفقير التي سطا محسن على روايتها " حدائق الملك " وانتقى منها ما يشاء مشوها معالم كثيرة.

لا استطيع ان اكون صديقا لمحسن الرملي ليس لأني اكرهه، ولكن لأني لا اثق به ، ومن لا تستطيع ان تأتمنه على مفصل صغير جدا من حياتك لا يكون جديرا بالصداقة، قبل ان احظره من قائمة أصدقائي في التويتر قلت له: ان التقاليد كانت تفرض عليك ان تخطرني وتعلمني بانك ستستخدم مشهدا من مشاهد حياتي الدامية، فأجاب بانه يقسم بأرواح امواتنا قد استأذَنني وانا سمحت له، وانا اقسم بأموات ارواحنا ان محسن الرملي قد طلب مني تلك الليلة ان اعيره هذا المفصل الحزين من حياتي فقلت له: انا لا اخجل من تاريخي وعندما يحين الوقت سأكتب رواية العذاب التي عشتها، وأؤكد هنا ان رد محسن لم يكن صادقا لأنه لم يكتب لي منذ سنوات لا على تويتر ولا بالبريد الالكتروني ولم يعلق على أي من منشوراتي منذ سنين، أتمنى له ان يكون كاتبا حقيقيا .فهناك الكثير مما لم اود ان اذكره والذي يعري كثيرا من سلوكه النفعي والانتهازي وأتمنى له ان يتذكر الفعل عاب يعيب عيب! وله حق الرد ان شاء.

حكايتي التي رويتها جزء من رواية لي ستصدر قريبا، وهي ليست الحكاية الوحيدة، فهناك حكايات أخرى تختص بديكة منفوشي الريش كانوا يعيشون بفروج عاهرات عدي صدام حسين فأصبحوا يعيشون ببركة قضبان أبناء شيوخ الامارات؛ او شعراء " فحول " تحولوا الى سماسرة شقق مفروشة في بلدان عربية، او روائيون " عالميون" بنوا قصورهم في عمان ودبي وبلدات اوربية أخرى بدماء ضحايا المليشيات المسلحة، الا من له اذنان فليسمع.

 

حاتم عبد الواحد

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم