صحيفة المثقف

مع حاتم حميد محسن حول أصل اللغة

سردار محمد سعيدنشرالسيد حاتم حميد محسن دراسة تحت عنوان هل اللغة ذات أصل بايولوجي أم ثقافي*؟

ومما اثارني وجها المقارنة ، فطفقت أبحث عن الوجهين لأن الوجه الأول بايولوجي بمعنى مخلوق مع البشر وليس له دخل في هذا التكوين إن اتفقنا مع بدهية الخلق الغيبي او الوضعي.

اما الثقافة فهي وضعية اصطلاحية نشأت بعد نشوء اللغة ونبعت منها بعد أن صارت اللغة وساطة الإتصال المثلى التي توصل اليها البشر بمعنى أن الثقافة وليد البايولوجية .

الثِقافة هي الحذق وسرعة التعلم كذلك هي تسوية الرماح ، وعند ابن دريد الظفربالشيء ، ومن هنا فإن الثقافة هي تعلم وحذق وظفر ، والتعلم والحذق يأتي عن طريق لغة مسموعة ومكتوبة لا عن طريق الإشارات والأصوات والألفاظ المبهمة كما هو عند الأطفال والحيوانات عدا بعض الطيور.

الحقيقة هناك نظريتان في نشوء اللغة نظرية دينية جاءت على إتر تفسيرالآية الكريمة

" وعلم آدم الأسماء كلها " ففسرت على أن اللغة وحي  من الله تعالى أي أن اللغة توقيقية والأخرى أنها  اصطلاحية من صنع البشر واجهتا اعتراضات كثيرة تصدى لها كبار فقهاء اللغة فنتجت كتب نفيسة وقواميس فخمة بلغت ذروتهاعلى وفق تصوري في القرن الرابع الهجري مثل كتب الأزهري واحمد بن فارس والسيوطي، ولكن بقيت تعتمد السرد والإنشاء وتناى عن العلم الذي ظهر أثره في القرنين الميلاديين الأخيرين وصارت اللغة تدرس في مختلف المجالات الفلسفية والإجتماعية والتاريخية غير أنه قلما يشار إلى أفدم الدراسات العلمية في القرن الثاني الهجري على يد الرياضي الكبيرالخليل الفراهيدي وقلة من الناس يعرفون ان الفراهيدي اول من درس المنظومة البايولوجية وحدد مخارج الحروف ، فغير ترتيب الالفباء المعهودة ا ب ت ث فوضعها على قدر مخرجها في الحلق كما انه واضع قاموس العين على اساس علمي بحت هو مبدأ الأوجه " التباديل "  ولوحظ تأثر تلميذه سيبويه في كتابه المعروف باسم الكتاب .

إن منظومه جهاز النطق البايولوجية تتيح للإنسان ايجاد لغات كثيرة بتركيب وترتيب الأصوات التي لا معنى لها بكلمات ذات معنى ومدلول تحتاجه التجمعات البشرية .

وكما كتبت عن أهمية البايولوجيا وهي العنصر الأولى لنشوء اللغة فإن اللغة هي التي أنشأت الثقافة فالثقافة وليدة اللغة واللغة وليدة منظومة النطق والفم تحديداً ولقد فصلت مديات منظومة النطق إلى ثلاث مناطق الأولى تحت المنطوقةوالثانية المنطوقة والثالثة فوق المنطوقة وهذا التقسيم ليس محض سرد وإنشاءبل علمي يستأنس بالتقسيم السمعي والتقسيم البصري فأنا أمام التقسيم النطقي وبالمناسبة فهناك اشارة هندية فلسفية أعني بها لا اسمع لا ارى لا أنطق  .

لكي أوضح مديات منظومة النطق أقول:

1 - المدى تحت المنطوق

ويضم

ا - كل ما يضمه المدى المنطوق ولكن لا يجهر به أي علمياً شدة الصوت منخفضة.

ب- الحروف التي لا تغرد وهي ق ،ك ،د ،ت ،ب ،ء .

جـ - ما يخنس من الحركات المسماة ضمة فتحة كسرة .

د - الحروف الخانسة " وليست المحذوفة " كما في حروف العلة عند التقاء ساكنين على وفق حجج النحويين .

2 - المدى المنطوق

ا - الحروف المحركة المتحركة وأعني حرف واحد محرك مثلاً القاف قُ قَ قِ

ب -حيّز الكلمات التي يمكن تغريدها .

حـ - الكلمات ذات الحروف التي تنطق ولا تكتب مثل لكن ،ذلك .

د - الجزء غير الخانس من الكلمات.

هـ - حيز الكلمات الثنائية - الثلاثية - الرباعية - الخماسية .

3 - المدى فوق المنطوق

ا - الحروف الساكنة.

ب - الكلمات السداسية - السباعية - الثمانية فما فوق .

وأخيراً أؤكد أن ألجهارالبايولوجي هو الذي يحدد ما إذا كان الصوت مستساغاً من قبل الحلق والأذن فمثلاً (ذلك) بدون الف مستساغة لكن (ذالك) غيرمستساغة وكذلك لفظة (هذا) و(هاذا) كذلك لفظة (جديرٌ) فلا تكتب (جديرن) مع أن النون تنطق.

يمكن التفصيل أكثر عن المنظومة البايولوجية وعلاقتها باللغة العربية ونشوئها .

آمل أن أكون قد أفلحت بهذة العجالة .

 

سردار محمد سعيد – اربيل

..............

* للاطلاع:

 

هل اللغة ذات أصل بايولوجي ام ثقافي؟ / حاتم حميد محسن

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم