صحيفة المثقف

أسفنجة السيد الكاظمي أمتلئت بالدماء

جمعة عبد اللهيشهد العراق فوضى في الانفلات الامني في الفترة الاخيرة. بعودة مسلسل سفك الدماء بقوة وعنف من جديد، من قبل المليشيات المسلحة، التي اخترقت المؤسسات الامنية، وحولتها الى هيكل عظمي بدون روح . واستغلت هذه المليشيات هزالة الدولة وضعفها، فمزقت هيبتها في استمرار مسلسل الدم دون توقف، دون ان تلتفت الى الدعوات والمناشدات الخجولة من الحكومة، في ايقاف اعمال القتل والاغتيال للمتظاهرين السلميين ونشطاء الحراك الشعبي . بأن اصبحت جريرة حرية التعبير تقابل بقصاص كاتم الصوت، أو الاغتيال في وضح النهار وامام انظار الاجهزة الامنية، التي لا تملك الجرأة بالتدخل، خوفاً من العواقب الوخيمة التي قد تقع على رأسها، بما تملك هذه المليشيات من قوة وسلطة ونفوذ واسع، وتقف وراءها جهات متنفذة في الداخل والخارج . فأن هذه المليشيات تقوم مقام الشرطي والحارس الامين على النظام الطائفي واحزابه الفاسدة. اذا عرفنا ان هذه المليشيات تمرست في عمليات القتل والاغتيال. واصبحت من القوة الجبروتية الطاغية . بحيث لا توجد قوة أو جهة تقف في وجهها، ولا يمكن لاي أحد ان يوقف اعمالها الاجرامية، بما فيهم المسؤول التنفيذي الاول في الدولة العراقية السيد مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة. الذي تعهد بأعادة هيبة الدولة الممزقة . وتعهد بالشرف ان يكون حامياً للمتظاهرين من العنف الدموي، وضرب صدره بأنه ولي الدم، ولا يمكن ان يستهين او يتقاعس في الاسراع بتقديم القتلة الى المحاكم، وكشف اسمائهم والجهات التي تقف ورائهم . وتعهد في ايقاف مسلسل الدماء، واحقاق الحق المشروع للشهداء والمتظاهرين في مطاليبهم المشروعة، وانه سوف يبذل كل الجهد الحثيث من اجل توفير فرص العمل للعاطلين، وتحسين الظروف المعيشية نحو الافضل، وتدعيم استقلالية وسيادة العراق بما يحفظ المصالح الوطنية، التي هي فوق أي اعتبار . لكن بعد مرور حوالي ستة اشهر، لم يخرج النور بتحقيق انجاز واحد . لم يوقف مسلسل الدماء، بل تشرست اكثر هذه المليشيات، مستغلة ضعف وهزالة شخصية الكاظمي، فقط لسانه اطول من عشرة امتار، لكن الفعل صفر . ولم يحقق من المسؤولية التي تعهد بها اي شيء حتى لو كان بسيطاً . بل اصبح دوره توزيع الحصص والغنائم بين االاحزاب الفاسدة بالتعينات الوزارية والتعينات الجديدة في المناصب الحساسة . وتحول صوته المخنوق الى مناشدة وتوسل ورجاء ذليل الى هذه المليشيات، ان توقف مسلسل العنف الدموي، وردت عليه هذه المليشيات بقتل ثمانية شهداء وعشرات الجرحى من قبل اصحاب القبعات الزرقاء في محافظة ذي قار . لقد بدأ صوت الكاظمي يجف ويضعف اكثر فأكثر . وهذا ما تطلبه المليشيات في اهدافها المعلنة، ان يكون بيدق شطرنج تلعب به مثلما تريد وترغب . لكنها في نفس الوقت تدفع العراق الى الاحتراب والفتنة . ان السيد الكاظمي فقد مصداقيته وبريقه، واصبح لا يهش ولا ينش مثل اسلافه السابقين......... والله يستر العراق من الجايات!! .

 

جمعة عبدالله

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم