صحيفة المثقف

الباز والعصفور

محمد تقي جونما أنتِ والحبُّ

ذاك الشامخُ النضِرُ

وكيف دانى

السموَّ الباذخَ الصِّغَرُ؟!

وعدتِ بالحبِّ

والأفعالُ مخلفةٌ

مثلَ السحابِ

تدلَّى ما به مطرُ

وكنتِ في مرةٍ أخرى

على ضعةٍ

يسوقك المال

إذ يعمى بكِ البصرُ

حمَّلتِني ذلَّةً

يعيا الذليلُ بها

لو مسَّها

لبكى من مسِّها الحجرُ

واللهِ لو أنها

 في العمر ينبترُ

واللهِ لو أنها

في الموتِ ينتحرُ

ربحتِ مالاً

سيفنى بعد آونةٍ

وقد خسرتِ نفيسا

كان يدَّخرُ

لابدَّ للبازِ والعصفور مفترقٌ

قضى اجتماعهما

في ساعةٍ قدرُ

رمى إلى تينةٍ صغرى

بناظره

عصفورها

وسما من بازها النظرُ

يهفو على القمة الشمَّاء

يمسحها

عزيمةٌ قد تلظَّت

واغتلى كبرُ

هذا يسفّ الى دان له بصرُ

وذاك يسمو الى عال به بصرُ

فليرحلا الآن..

إلا صوتَ أجنحةٍ

تخالفت برفيفٍ..

فهو ما يقرُ

إنَّ الذي سوف يبقى

من علاقتنا

ما ظلَّ منه

بسمع الطيرُ يتَّكرُ(1)

***

الدكتور محمد تقي جون

..................

(1) اتكر الطير: ذهب إلى وكره.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم