صحيفة المثقف

إلى الناخب العراقي: لا تنتخب.. أنتخب

عبد الرضا حمد جاسمتحية وسلام ومحبة واحترام

المفروض أنكم ستتوجهون يوم 06.06.2021 أي بعد ستة أشهر من اليوم لانتخاب ممثليكم في مجلس النواب العراقي لتضعوا مصيركم حتى عام2024 بين ايديهم وتحت نزواتهم وشهواتهم وتصرفاتهم واخلاقهم بإخلاصهم او عدم اخلاصهم. قبل ان يأتي ذلك اليوم ومن هذا اليوم أي قبل ستة أشهر(اُكرر) من ذلك التاريخ اتمنى عليكم ان تقفوا مع أنفسكم ولو مرة واحدة على اقل تقدير وتقولوا: إنَ ما سنقوم به يوم 06.06.2021 ليس فقط واجب او حق علينا ولنا وانما هو حق للجميع وواجب لحماية الجميع .. المجتمع، الشعب، الوطن، الحاضر، المستقبل يجب ان نحترمه وان نكون مخلصون فيه وله. وهو واجب علينا امام الاجيال ومنهم عوائلنا. عليه يجب ان نشارك فيه او نؤديه وهو ليس أمراً من أحد او توجيه من جهة وانما هو قرار شخصي لخدمة الشعب حاضراً ومستقبلاً. أن تشعر انه قرار شخصي يعني انك تتحرر من كل الضغوطات الاخرى الفئوية بأنواعها وحتى تكون انت من يختار لا ان تُجبر على الاختيار خارج مصلحة الوطن والأجيال وهذه قفزة كبيرة باتجاه خدمة العراق والإخلاص له.

لقد جربتم من هم اليوم متربعين منذ اثنى عشر عاماً وقد تذمرتم منهم في كثير من الاحيان وانتم تلمسون انهم لم يقدموا شيء لجيلكم وللأجيال القادمة وتراكم ذلك التذمر ليصل الى انتفاضة كادت ان تكون ثورة لكن لحظة انتصارها فاتت وانتهى كل شيء فلا تلتفتوا اليها وتجعلوها انتصار تسترخون من كلمات مديحها.. ان تجسدوا ما ورد وطرح وجرى فيها يوم الانتخاب ليعرف المتفرج هل صحيح كنتم تبحثون عن وطن ام كنتم ’’جوكرية’’ وأبناء سفارات وتحرككم اجندات خارجية.

فكروا مرة واحده ان تتركوا او تساهموا في ان تتركوا شيء تترحم عليكم به الاجيال القادمة. تذكروا ان ما أنتم فيه سينسحب على الأجيال القادمة ومنهم اولادكم واولادهم فلا قانون يحميهم ولا نظام اجتماعي يمنع الحيف والعوز والذل عنهم ولا مواقع عمل ولا نظام صحي يرعاهم مما فتك بكم وبهم اليوم.. لا مدارس تليق بطالب في بلد يملك موارد كبيره ولا سكن يحميهم ويسترهم والأهم لا حب يحيطهم ولا امان يتنعمون به ولا افراح تُعيد لوجوههم النضارة والارتياح. انكم في رحيل اليوم او غدا وهذا حتم وربما لا تستطيعون ان تلمسوا ما قد يقدمه من تنتخبوه اليوم لكن فكروا بأطفالكم وما سيحصلون عليه وما سيواجهون من حياة تُريدونها لهم هانئة سعيدة.. وهذا واجبكم. تكّدون وتتعبون وتحاولون وتجتهدون وعندما يسألكم أحد لماذا تُتعِبوا نفسكم وحتى تُذلوها احياناً؟ تقولون نريد ان نضمن لأهلنا ما يسترهم ويكفيهم من بعدنا.

فلماذا تبخلون عليهم في انتخاب من يضمن لهم مستقبلهم او يساعدكم في الاطمئنان عليهم في المستقبل او من تضمنون انه سيهتم بهم بعد رحيلكم؟ هل تقَّدِرون الان حجم المسؤولية والواجب عليكم؟ هل انتم مستعدون لتسليم عوائلكم ومستقبلها بأيادي غير أمينه؟

ان صوتكم اليوم له علاقه بحاضركم ومستقبلكم ومستقبل اولادكم .. بحاضر العراق وتاريخه ومستقبله.. فانتبهوا الى المكان الذي ستؤشرون عليه في الانتخابات.

سيكون مصير من يرتكب جريمة انتخاب غير الشرفاء امام اولاده واحفاده مصير من يملك المال ويبعثره ويحرم عائلته منه بالقمار والتبذير والطيش .. وعندما يموت سيكتشف اولاده وبناته ان ابوهم لم يدخر لهم ما يسد رمقهم او يستظلون تحت سقفه في بلد لا قانون فيه ولا نظام اجتماعي .. فيلعنوه كل لحظه .. وهذه اللعنة ستلاحقكم.. وسيكفرون باليوم الذي قالوا لكم فيه .. بابا او بوية.. لأنكم خنتم الأمانة وما كنتم اكفاء لتصونوا او تقدروا تلك العلاقة ولم تخْلِصْوا لهم وكان ذلك باستطاعتكم.. سيلعنونكم ليل نهار.

قفوا واحترموا أنفسكم وعقولكم وقدراتكم واتخذوا قراركم بحرية بعيداً عن تأثير دينكم وطائفتكم وعشيرتكم والقومية .. فانتم تلمسون ان ابناء الدين الواحد يُكَّذبون بعضهم حد التقاتل وانتهاك الحرمات. واهل الطائفة ممزقون ويوالون اشخاص يتقاتلون على متاع الدنيا كما يقولون لك ويحرمونك منها. متاع الدنيا حلال عليهم وحرام عليك. واصحاب القومية متقلبون بين جنبات البترودولار

والخزي والعار. والعشائر تتقاتل على الولائم والعطوة والفصل جربوا ان تختلفوا مع أحدهم ولو من عشيرتكم او طائفتكم او دينكم او القومية ستجدون عجب العجاب وما يستحقون وتستحقون. سيطلب منكم "الفصل" و"الحق" و" العطوة" ويتلذذ بما ينتزعه منكم.

جربتم رجال الدين واتباعهم والمنافقين وازلامهم والسارقين واذنابهم واقاربكم واصدقائهم. والنتيجة ما أنتم به من حال سيء ومن اسواء الى الاكثر منه.. فهل تعيدون امثالهم؟

انكم تصفون كل اعضاء الحكومة والنواب واعضاء المجالس المحلية وحتى شيوخ الدين حرامية فلماذا تعيدون انتخاب من يسرقونكم ويذلونكم ويتسلطون عليكم بأصواتكم ويهددون مستقبلكم ومستقبل العراق واجياله ومنهم اجيالكم .ان فعلتم ذلك فانتم مجرمون ’’س.. س’’.. منحرفون بكل معاني هذه الكلمة.. اقولها بصراحة.. لا يحق لكم ان تعترضوا مستقبلاً عليهم لأنكم لُدِغْتُمْ من نفس الجحر عدة مرات وليس مرتين فانتم ,, س.. س’’ لا تستحقون إلا الاذلال والإهانة. اعترفوا مرة واحدة بحقكم في الاختيار بعقل وبعيداً عن المجاملات والعشائرية والطائفية.

وان كنتم مهووسون بمن يسرقكم ويذلكم.. لابأس وهذا اقتراح مني انتخبوا من يسرق ويتقاسم معكم السرقة.. له الثلثان ولكم كشعب الثلث.. له اربعة اخماس ولكم الخمس وبهذا تقدمون خدمة جليلة للأجيال القادمة سيمتدحونكم عليها.. لأنه يفتح امامهم الامل بأن يتحسن الحال وربما بعد عشرات السنين سيكون له الخمس (للمُنتخَب) ولكم انتم الشعب الاربعة اخماس وهذا ما معمول به في كل الديمقراطيات التي تتبع امريكا والتي صممت على ضوئها اجهزة الشفافية. أي ربما بعد ربع قرن من يوم 06.06.2021 أي في عام 2056 سيكون هناك شيء نافع من الانتخابات اي ان ذلك يحتاج وقت وتضحيات فبادروا من اليوم لان التأخير موسم انتخابي واحد سيدفع ربما الى ضعف تلك المدة اي الى نصف قرن عليه أقول: لا تنتخبوا.. انتخبوا

لا تنتخبوا: لا تنتخبوا: لا تنتخبوا: ـ

1- رجل الدين لأنكم ببساطه لا تستطيعون ان تُحاسبوه أو تنتقدوه او تلومونه او تعزلوه.. وهو يتصور انه أكثر منكم حلماً وعلماً ودراية بأمور دينكم ودنياكم. وما يقوله هو قول الله كما يطرح وواجب التنفيذ حتى سرقاته عليكم ان تحسبوها من باب الاجتهاد وعلى " الله يرزق من يشاء.. ."

يتصور انه أكثركم رُشداً، وهو من يجب ان يُفكر عنكم وهو احرص على مستقبلكم في "الأخرة قبل الحياة الدنيا". وأنتم في نظره تابعين ضعفاء تحتاجون الى نصائحه ووساطته ومباركته وشفاعته. ويجب ان تخضعوا له حتى يرضى عنكم الله. فلا تستطيعون حتى الاستفسار منه عن حقوقكم وتطلعاتكم وحقوق اولادكم وانما تسمعون وتُطيعون خاضعين خانعين راضين بما "قسم" لكم.

2- وكيل رجل الدين او من يرشحه رجل الدين لأن هذا الشخص خاضع ذليل وسيط باتجاه واحد بينكم وبين رجل الدين ينقل لكم اوامره المُطاعة ويتفنن بإجباركم على تنفيذها ويخول نفسه اتباع كل السبل لذلك. لا يمكنكم انتقاد وكيل رجل الدين ومنفذ أوامره ولا يمكنكم عزله او مطالبته بالاستقالة. ثم كيف تنتخبون خاضع ذليل عنده كلمة رجل الدين فوقكم وفوق مستقبل اجيالكم. وكيل رجل الدين خادم مطيع له وليس خادماً لكم.. ينفذ اوامر رجل الدين ولا يبحث عن مصلحتكم او مصلحة الوطن. هذا الوكيل لا يخاف منكم لأنه يعرف انه مسنود ممن تخافون منه. رجل الدين لا يقول لكم الحق وانما يقول لي الحق وعليكم الطاعة ووكيل رجل الدين يقول ليس لكم الحق وانما الحق لرجل الدين (دخيل جده). لا تستطيعون محاسبة رجل الدين او وكيله وانما هما من يحاسبونكم وان مسَّكُم ْ ضيم او حيف فهو من الله سيقولون لكم وان المؤمن مبتلى. وستنالون جزاء صبركم رِضى الله عنكم يوم القيامة.

3- لا تنتخبوا شيخ/رئيس العشيرة او من سيرشحه من ابناءه و’’سراكيله’’ لان حالهم سيكون حال رجل الدين ووكيله.. واحذروا فأنهم سيقبلون على التَرَّشُحْ في لانتخابات القادمة كما اقبل اجدادهم على الترشح في انتخابات العهد الملكي وان فازوا وتوطنوا سيصدر قانون الاقطاع من جديد وبأغلبية ساحقة وسيكون العراق (الامارات المتحدة العراقية) فكل شيخ سيكون امير مقاطعه ويتحكم بمن عليها وما في باطنها وسيؤسس جيش خاص وكل شيء متوفر لذلك وسيقيم علاقات خارجية مع الدول المجاورة لمقاطعته/إمارته .. وعلاقات حسن جوار وتحالف داخلي وهذه المرة لن تجدوا مكان تهربون اليه لا في ’’شاكرية’’ جديدة ولا ’’خلف السدة’’ الجديدة حيث سيقضي عليكم سكان المنطقتين وساعتها هم على حق لأنكم تستحقون الاذلال.

4- الضعيف الذليل لأنه سيذلكم وسيضعفكم وسيبحث عمن يحميه وسيساوم عليكم.. إذا كان ممثلكم ، القُدوة ’’خ.. خ’’ فمن انتم؟؟؟؟

5- من كان جليسكم في المقاهي والبارات لأنه سيكون محكوم بأخلاقها وأحكامها من :(أدفع عليك وتدفع عليَّ) و(عشت وحسابك واصل) و(عليك الحساب) و(لا تغش بالدومينو او بالزار/النرد).

6- الوسخ لأنه لن يسعى للنظافة لأنه ما تمكن من تنظيف نفسه فكيف ينظف محيطكم.

7- من يُكْثِرْ من الصلاة لأنه سيكون مشغولاً بها وبالزيف الذي يدير علاقته بها والنفاق في مجالسها لأن الصلاة عنده تدعو الى الفحشاء والمنكر.. من صفقات ومحسوبيات وطائفية.. سيذهب للمسجد ب’’الجيسكارة’’ ويضع ’’السواك’’ في فمه وعندما تستغرب العلاقة بين ’’الجيسكاره’’ و’’السواك’’ يقول ’’الجيسكاره’’ تطور و’’السواك’’ سُنة نبوية وسينشغل بتلميع الرقعة السوداء التي وضعها على جبينه وعندما تسأله عنها/عليها يقول انها من أثر السجود!!!

8- من يُكْثِرْ من القَسَمْ والأيْمان الوعود لأنه سيقضيها عليكم كل يوم قَسَمْ ويمين جديد وهو كاذب لأنه يعرف انه لا يستطيع تحقيقها.

9- الثرثار لأنه يستهلك تفكيره وقواه العضلية والعقلية في اللغو والكلام الذي لا يقدم ولن تحصلوا منه على شيء. والكثير من ثرثرته دجل ونفاق.

10- من لا يحترم الأمانة والوقت والمواعيد لأنه لا يحترم العمل والعقل والعلم والحياة واكيد لا يحترمكم ولا يحترم تطلعاتكم.

11- من يقيم لكم الولائم لأنه يريد اذلالكم بها ويعتبر نفسه متفضل عليكم ويعتبركم كلاب تركضون خلف العظام التي يحملها ويقدمها لكم.

12- من يقيم مواكب العزاء لأنه يريد استغلال من تعتبرونهم اولياء او ائمه لصالحه وكانه يقول لكم انه قادم (من طرف الامام الفلاني) او هو ممثل الامام او وكيله.

13- من يستغل عواطفكم ليبكيكم في مجالس العزاء ويشيع الحزن فيكم لأنه سيستمر بإشاعة الحزن ولن يجعلكم تفرحون يوما لأنه لا يريد ذلك وانتبهوا الان ان من يبكيكم فيها ومن على المنابر كَّذاب منافق لا يبكي ابدا ولن تجدوا في عينيه دمعه واحده وهو يتهدج وينتحب كذب. فهذا انسان يستلذ بعذاباتكم ويفرح لدموعكم ولن يقدم لكم غيرها.

قد تقولون لو كنتم تعقلون من ننتخب إذن؟ وهذا صعب وربما مستحيل.. وأنكم في غيكم سادرون والى ذلكم سائرون مع تحالف سائرون وأنتم لا تعرفون الى اين هو وهم وأنتم سائرون في هذا الوقت’’ المحفوف ب.. ؟’’. لكن عليَّ ان أكسب حسنة الاقتراح والاجتهاد فأقول: انتخبوا: انتخبوا: انتخبوا:ـ

انتخبوا:

1- من جاع وكافح ونجح واجتهد وهو يتذكر ذلك بفخر ويعرف معنى الجوع وما يتسبب به.

2- فقيراً مخلصاً مجتهداً يرتدي الأسمال بعد ان يغسلها و’’يكويها’’ ويناسقها عندما يلبس ويفتخر بها.

3- من يحترم الكلمة والوعد والوقت والعلم والعمل.. وهم كثر وامامكم في كل مكان.

4- الحليم القليل الكلام الكثير العمل الذي يستمع بإنصات وانتباه ويفكر قبل ان يرد.

5- من استدان وأوفى الدين في وقته وان لم يتمكن يعتذر بشجاعة ويعمل على سداده.

6- من يعتبركم (كشعب) اهله و(كوطن) داره يحرص عليكم ويدافع عنكم ويكد لأجلكم ولأجل مستقبلكم ومستقبل الاجيال.

7- من يحبكم بصدق ومن يحب ويحترم العراق وشعبه. ولو كل المرشحين يدَّعون ذلك.. لكن ان دققتم تجدون حب العراق ليس رقعة سوداء على جبين من ادعى انما هي النور الذي في جبينه من حلم وصدق الايمان.

8- من إذا قال صدق .. وإذا عجز يعترف ويستقيل.. وإذا أخطأ يعتذر بشجاعة أمام الجميع.

ختامها أتمنى أن يكون قول صريح فيه توضيح وتقويم وتصحيح وبعيداً عن الفحيح والمعنى القبيح وهو: من انتخب فاسداً وذَّمَهُ واعاد انتخابه فهو فاسد مثله سواء ذمه مرةً اخرى أم سكت. ومن لم ينتخب الجيد سابقاً وتألم ولا ينتخبه في القادمة فهو فاسد سواء تألم أم لا. ومن لم يشارك في التصويت وهو قادر فهو مجرم بحق نفسه وعائلته وشعبه ووطنه ولا يحق له انتقاد أحد مستقبلاً ودائماً وعليه ان يصمت موشوماً بالعار الشخصي والعائلي والوطني ويقبل بما يحصل وسيحصل.

انشروا هذه الرسالة عسى ان تنفع وامامنا نصف عام قد يقول البعض ان الفترة طويلة !! أقول انها قصيرة جداً.. عليه سأعيد نشرها في كل شهر من الأشهر القامة بأي موقع يقبل او طريقة ممكنة حتى يوم الانتخابات عسى ان أساهم وأياكم في فوز ولو عضو واحد يحترم العراق’’ تاريخ وشعب و(كًاع) ومستقبل’’. انا قد أكون طامع في أجر الاجتهاد وأنتم قد تكونوا طامعين بإنقاذ وطن.

 

عبد الرضا حمد جاسم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم