صحيفة المثقف

هل كانَ نابليون صادقا عندما أعلنَ إسلامه؟

هاشم عبود الموسويتعتبر قضية اعتناق نابليون للإسلام اثناء إحتلاله لمصر في 1797 سابقة نموذجية وتاريخية في تجنيد المشاعر الددينية لأهداف سياسية . وهذه السابقة النموذجية والتاريخية في تجنيد المشاعر الدينية لأهداف سياسية، هي السابقة التي نريد أن نتوقف عندها بشكلٍ موسع هنا .. ونشير بدءاً الى أن هذا الموضوع لم تتناوله دراسة باللغة العربية سابقا لذلك فان اعتمادنا سيكون على المصادر الفرنسية وحدها . وأهمها كتابان أحدهما "كريستيان شيرفيس " بعنوان (بونابرت والإسلام حسب الوثائق الفرنسية والعربية) – منشورات بيروت باريس 1914 – والآخر للجنرال سبيلمان بعنوان " نابليون والاسلام " ..(منشورات المكتبة الأكاديمية بيران – باريس).

تعود العلاقات الأولى بين نابليون بونابرت الاسلام الى فترة سابقة على بروزه في الجيش الفرنسي . فمنذ أن كان ضابطا صغيرا أظهر نابليون اعجابه بنبي الإسلام واحتراما للمسلمبن . لكن هذا التعاطف لم يذهب الى درجة التصريح بالقرب الإيماني منهم . إلا أن كل شئ سيتغير عندما سيقوم باحتلال مصر .

من البديهي أن نابليون كان يريد لحملته العسكرية على مصر كل النجاح، لا فقط لأن سمعته العسكرية وقدره الشخصي آنذاك مرتبطا بها . بل أيضا كان يريد أن يجعل من سيطرته على مصر نقطة انطلاق لحملات عسكرية أخرى لاحقة في الشرق.

واذا كان قد نجح بسهولة نسبية في احتلال مصر . كان لا بد أن يضمن استمرار الإحتلال عبر توظيف شتى الأساليب والمناورات التي تسمح له بكسب ود وولاء المصريين وتبرير السيطرة الفرنسية على بلادهم مُدركا حتمية رفضهم لأية سيطرة أجنبية، سيما غير اسلامية عليهم . ولعله استفاد من تجربة السيطرة التركية على البلدان العربية، حيث استطاعت الإمبراطورية العثمانية أن تبني شرعية هيمنتها على أساس أنها جزء من الأمة الإسلامية .

 

د.هاشم عبود الموسوي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم