صحيفة المثقف

الوضع بكردستان لابد أن ينفجر

نيران العبيديمشاكل الاقليم الاجتماعية معقدة اكثر من الوضع الاقتصادي، اصبحت لا تواكب عقلية الشباب المتتنورة مع سرعة انتشار المعلوماتية

هناك تمايز طبقي كبير وشرائح اجتماعية ترفض الاختلاط بعضها ببعض على اسس عرقية وطبقية ومفاهيم بالية. لديهم تضخيم ذات كبيرة، الى الآن يستعملون كلمات آغا للحديث مع صاحب الارض او الاقطاعي واكاد اجزم ان الاقطاع موجود بكل انواعه في كردستان،

تعزيز تضخيم الذات المنتفخة تظهر حين الاتصال هاتفياً وهذه مودة جديدة لم تكن موجودة سابقا، لا يرد على مكالمتك إلا بعد عدد من الاتصالات المتكررة معتقدا الاجابة السريعة صفة متواضعة لايجوز ان يفعلها

مظاهر زائفة يتقيدون بها ولايحيدون عنها، التباهي بالذهب لدى النساء والمفاخرة بالسيارات الفخمة لدى الرجال

لم استطع مجارات مجتمعهم لذا كنت ارفض الذهاب للاعراس بما فيه من استعراض لكميات الذهب التي لا امتلكها ولا اعيرها اهتماما

الشباب هناك لديه مشكلة كبيرة بالزواج لا توجد عندنا بالمناطق العربية هي مهما كان مستوى الفتاة الاجتماعي والثقافي اهلها يطلبون مطاليب من الصعوبة تنفيذها

كنت اعتقد هذه العادة غير موجودة مع صديقاتي التقدميات فوجئت، كلامهن بمناصرة الطبقة العاملة حبر على ورق، حين يتزوجن حالهن حال اية فتاة كردية، رجل غني يوفر مطالبهن الكثيرة ولا يهم حتى لوكان صاحب زوجة سابقة، او قبيح لايمتلك من الاناقة الكافية للرضى، المهم يمتلك المال ما يغطي نفقاتها ونفقات اهلها ايضا، لذا ترى طبيبة اسنان تزوجت آغا لايقرأ ولا يكتب

محامية تقدمية تزوجت رجل غني صاحب زوجة واطفال

الاهل ينظرون للعريس المتقدم على انه صفقة تجارية وبيت يفتح لهم، لا يتوانون باقامة مجلس العزاء في داره دون اخذ موافقته او يقررون اقامة حفل زواج ابنهم في داره دون اخذ موافقة مسبقة وهذه العادة تحصل من قبل اهل الرجل ايضا يدخلون دون اذن من زوجته باقامة مجالس العزاء او الاعراس ولا يهمهم ان كانت صاحبة اطفال صغار او موظفة طبعا اغلب المصاريف من جيب المضيف فوق الضيافة .

هناك محدودية افق باقامة العلاقات الانسانية، ترى الفرد الكردستاني حين يتكلم عن صديق مخلص يظهر فيما بعد ان هذا الصديق ابن عمه او ابن خاله، فيما يعني لا صداقات مع الغريب بتاتا وعدم تفرقة بالمسميات، جلسات مقاهيهم ونواديهم مع ابناء القرى التي انحدروا منها فقط

لا يفرقون بين الصداقة والحب اذا كانت بين رجل وامرأة

لديهم عادة التدخل في حياة الآخرين الخاصة و انتقاد تصرفاتهم مهما كانت والحط من قيمة الغير باسلوب ساخر يدفع البعض من ابنائهم للانتحار لذا تراهم يصغرون من قيمة الذي امامهم حتى بالاسماء. محمد يدعونه حمو، حسين حسو، هذا التنابز بالالقاب من صفة المجتمعات الجاهلة.

الفرد الكردي محب للهجرة، بالوقت الذي يتغنى بكردستان ويتمسك بالارض التي عليها امام اخيه العربي لا يتواني باتباع جميع الطرق الغير مشروعة للوصول الى ارض الميعاد الخارج حتى ولو كان يعيش عيشة الملوك في كردستان، لا فرق بين جاهل ومثقف متعلم وامي ولا بين غني وفقير الجميع يريد الهجرة وحين يصل الى مبتغاه يتباكى على مافاته من حب للوطن

عدد الذين خرجوا بحكم الاحزاب الكردية بعد انسحاب صدام من كردستان يفوق اضعاف مضاعفة من الذين خرجوا بوقت صدام علما مسألة الخروج هناك سهلة لوجود طرق وعرة ومهربين لديهم خبرة بالتهريب مما يعني سلطة صدام لم تكن قادرة بكل جبروتها ايقاف هذا النزف والسيطرة عليه لكن الالتزام بالوطن بزمن صدام كان يبدو ذاتياً رغم الهجمات المتكررة على الشعب الكردستاني وضرب مدنه بالغازات السامة

لديهم حس استخباراتي عالي مجرد وصول شخص غريب بعد ساعات يصل الخبر من شرق كردستان الى غربه مع ملف كامل لتفاصيل حياته التي لايعرفها الشخص ذاته، وقد وظف صدام هذه الصفة لصالحه واستخدمهم مقابل صفقات كبيرة جرت عبر كردستان لمعرفة عدد الاسرى العراقيين داخل السجون الايرانية

المغيببين الذين لم يسجلهم النظام الايراني بسجل الاسرى بعمليات استخبارتية تصلح ان تكون فلم او مسلسل اكبر من رأفت الهجان

هذه العملية استغرقت اكثر من سنتين استطاع البعض منهم سرقة نسخ السجلات لجميع المغيبين وتقديمها للنظام العراقي

الغالبية العظمى متعلمة مثقفة ثقافة ادبية عالية وسياسية ذات اوجه واختلاف تجعلك تعجب بجميع طروحاتهم الدقيقة والنافذه بطبيعة العلاقات الاقتصادية المتشابكة هذا الكلام لا يطبق بالواقع الكردستاني ابدا فهو نظري فقط يتحدثون به في جلسات السمر

الكثير منهم محب للعراق لولا التعتيم الاعلامي بعد الفدرالية، هناك تشويش من قبل حكومة الاقليم على اي بث تلفزيوني او اذاعي من بغداد او خارج الاقليم اضافة لبرامج موجهة لتعزيز الحس القومي الكردي، مثلا شاهدت برتامج كارتون اطفال باللغة الكردية عبارة عن قطار يسير على سكة ويقف بمحطات الوطن هذه المحطات هي كردستان تركيا وسوريا والعراق وايران ومرسومة بحدود ملونة بلون قاتم خريطة ل كردستان العظمى ولا وجود لخريطة العراق بتاتا

السؤال هنا ماذا يحصل لطفل يتربى وهو يرى وطنه يمثل خريطة مختلفة عن الواقع الذي يعيش فيه

بزيارتي الاخيرة لاحظت شيء جديد يزيد من تعقيد المجتمع مودة المدارس الاهلية والتفاخر امام الفقراء بدخول ابنائهم مدارس اهلية تركية خاصة تدرس باللغة الانكليزية فقط وتفصل الطالب وطنيا عن بلده الاصلي بالولاء لتركيا، حقيقة ًتركيا مسيطرة سيطرة تامة على جميع مفاصل الدولة بدهوك اضافة لوجود جيش تركي نظامي طول الطريق الذي سلكته من دهوك الى العمادية لاجراء معاملة هوية

هناك ملاحظة غريبة ايضا وجود خادمات ومربيات جورجيات وشرق اسيويات في اغلب البيوت التي دخلتها

جميع ما ذكر اضافة للعوامل الاقتصادية وضغط المركز على الاقليم ينذر بانفجار اكبر اذا لم يتدارك الوضع وتحصل توعية مجتمعية تعزز قيمة الفرد الانسان قبل كل شيء

 

نيران العبيدي - كندا

8/12/2020

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم