صحيفة المثقف

شكسبير والبالون

ذكرى البياتي عندما كنت صغيره كنت احب العب بالبالون وعندما ارى مجموعة من البالونات كم كانت تفرحني وكم كنت اتمنى أن اطير معها حتى عندما كبرت ومضى العمر عندما اشاهد البالون افرح ولكن الذي شد انتباهي وتركيزي اكثر على البالون ماقصده 

شكسبير في أحد مؤلفاته كتب مايلي ... 

لو أن الله يرزقني ابناً ..

سأركّز أن يكون البالون أكثر ألعابه ..

وأشتريه له باستمرار ..

فلعبة البالون تعلمه الكثير من فنون الحياة ...

 

تعلمه أن يصبح كبيراً ولكن بلا ثقل وغرور ..

حتى يستطيع الإرتفاع نحو العلا ..

 

تعلمه فناء ما بين يديه في لحظة ..

وفقدانه يمكن أن يكون بلا مبرر أو سبب ..

لذلك عليه أن لا يتشبث بالأمور الفانية ..

ولا يهتم بها إلا على قدر معلوم ...

 

وأهم ما سيتعلمه ..

أن لا يضغط كثيرا على الأشياء التي يحبها ..

وأن لا يلتصق بها لدرجة يؤذيها ويكتم أنفاسها ..

لأنه سيتسبب في انفجارها ويفقدها للأبد ..

بل الحب يكمن في إعطاء الحرية لمن نحبهم ..

 

وسيعلّمه البالون ..

أن المجاملة والمديح الكاذب وتعظيم الأشخاص للمصلحة .. يشبه النفخ الزائد في البالون ..

ففي النهاية سينفجر في وجهه ..

وسيؤذي نفسه بنفسه ..

 

وفي النهاية سيدرك ..

أن حياتنا مرتبطة بخيط رفيع ...

كالبالونة المربوطة بخيط حريري لامع ..

ومع ذلك تراها ترقص في الهواء. ..

غير آبهة بقصر مدة حياتها أو ضعف ظروفها وامكانياتها..

 

نعم سأشتري له البالون باستمرار ...

وأحرص أن أنتقي له من مختلف الألوان ...

كي يحب ويتقبل الجميع بغض النظر عن أشكالهم وخلفياتهم

**

وفي الختام اصدقائي كم منا يحب لعبة وشراء البالون ولكن

هل خطرت افكار شكسبير لنا .....

***

بقلم : ذكرى البياتي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم